كشف البروفيسور غراهام ماكغريغور من جامعة كوين ماري في لندن، أن تناول الملح بكثرة يتسبب في إصابة الناس بالسكتات الدماغية وأمراض القلب الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم.
وأكد أن الحد من تناول هذه المادة، يسهم بشكل كبير في الحد من الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض.
وأظهرت بيانات صادرة عن هيئة الصحة العامة في إنكلترا أن الشخص البريطاني البالغ يستهلك معدلاً يومياً من الملح أكثر مما ينبغي، حيث يستهلك الرجال 9.2 غرامات يومياً من الملح، بينما تستهلك النساء 7.6 غرامات، وفق ما ذكرته صحيفة «التلغراف» البريطانية.
وبعد فترة وجيزة من تقديم الحكومة البريطانية برنامجاً وطنياً لتقليل الملح في محاولة لتخفيض استهلاك هذه المادة، انخفض متوسط الاستهلاك بـ 8.4 غرامات يومياً عن عام 2003، لكنه لا يزال مرتفعاً، وكان الهدف من وراء هذا البرنامج خفض استهلاك الملح إلى 6 غرامات فقط في اليوم، إلا أن نتائج البرنامج لم تستمر، حيث توقف التقدم في مكافحة الملح، ولم يتم تسجيل أي تغيير ذي دلالة إحصائية في تناول الملح بين عامي 2014 و2019، وهي آخر مرة تم فيها جمع البيانات.
تحذيرات الخبراء
أثار الجمود قلق الناشطين والأكاديميين الذين حذروا من أن العمل الجيد الذي تم إنجازه في العقدين الماضيين، والذي كان من شأنه أن يمنع 200 ألف حالة من أمراض القلب ويوفر 1.64 مليار جنيه إسترليني من موارد خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا بحلول عام 2050، يجب أن يستمر.
ويقول البروفيسور غراهام: «لقد نسي العالم مواجهة الملح، في الوقت الذي يشن فيه حرباً ضد الدهون والسكريات».
وقد أسس الدكتور غراهام مجموعة Action on Salt وهي مجموعة ضغط تم إنشاؤها في عام 1996، وأوضح أن ارتفاع ضغط الدم هو السبب الكامن وراء %60 من السكتات الدماغية و%50 من أمراض القلب في البلاد، حيث تسبب أمراض القلب ربع الوفيات في المملكة المتحدة، وهي أكبر سبب للوفيات المبكرة، وفق ما صرّحت به الدكتورة ستايسي لوكير كبيرة علماء التغذية في مؤسسة التغذية البريطانية.
وأكد الدكتور غراهام: «إذا كان هناك شيء واحد يمكنك قياسه بنجاح يتنبأ بمتوسط العمر المتوقع لشخص ما بصرف النظر عن عمره، فهو ضغط الدم لديه، وأن العامل الرئيسي الذي يرفع ضغط الدم هو تناول الملح بكميات كبيرة، ومن دون الملح لن يعاني ملايين الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم، لذا فإن الحد من تناول الملح هو وسيلة رئيسية لخفض ضغط الدم لدى الناس، وله تأثير مذهل في الحد من السكتات الدماغية وأمراض القلب».
مسبب الأمراض
إن الارتباط بين الملح وارتفاع ضغط الدم والمشكلات الصحية التي يسببها، دفع الحكومة البريطانية إلى التحريض على برنامج الحد من الملح في عام 2002، حيث نجح هذا البرنامج بشكل جيد، من خلال وضع أهداف لكل مجموعة غذائية، فعلى سبيل المثال الخبز، الذي يعد أكبر مصدر للملح في النظام الغذائي في المملكة المتحدة، تم ضبطه إلى مستوى أدنى.
ونجح البرنامج الأولي في تقليل تناول الملح في المنتج المتوسط في محلات السوبر ماركت بنسبة تتراوح بين %20 و%40 خلال 15 عاماً، واتبعت دول أخرى في جميع أنحاء العالم ريادة المملكة المتحدة.
تقليل الملح
يعد تقليل الملح أمراً مهماً، يقول دوان ميلور من جمعية الحمية البريطانية: «الطريقة البسيطة لتقليل كمية الملح في نظامك الغذائي هي تناول المزيد من المنتجات الطازجة، فاللحوم الطازجة ومنتجات الألبان والفواكه والخضروات، فيها نسبة منخفضة جداً من الملح». ومن المستحسن تجنب إضافة الملح أثناء الطهي، ويمكن تعويضه باستخدام الأعشاب والتوابل، أما إذا كانت هناك حاجة إلى القليل من الملح لتحقيق التوازن بين النكهات، فمن الأفضل استخدام أقل قدر ممكن.