قائمة الموقع

بـ"الكتب التفاعلية".. عبير تتفنن في عالم "الجوخ"

2021-03-09T09:43:00+02:00
مشغولات عبير من الجوخ.jpg

بأشكالها الجميلة وألوانها الزاهية تُبدع أنامل المهندسة عبير الهمص، وهي تخيط قطع الجوخ الملونة وتشكل منها الكتب التفاعلية بطريقة فريدة من نوعها في قطاع غزة.

قادها حبها الكبير للأشغال اليدوية إلى خوض هذا المجال وتعلمه عبر تتبع خطوات عملها في مواقع  مختلفة خارج فلسطين تهتم بهذا النوع من الفنون التعليمية، وبذلك كان لها بصمة في عالم الريادة بعد النجاحات المتوالية لها في هذا المجال وغيره.

الكتب التفاعلية

حينما تقترب من عالم عبير (39 عامًا) تجده مميزًا بأشكال الجوخ الملونة والمختلفة في الأشكال، إذ تقول لصحيفة "فلسطين": "شغفي الكبير بالأعمال اليدوية جعل لدي رغبة في تعلم كل ما هو جديد؛ فكنت أحاول تكرارًا معرفة كيفية استعمال الجوخ في الأشغال اليدوية وصناعة أشكال من الزينة وغيرها".

وتوضح بعد أن قسمت قطع الجوخ الحمراء إلى ثلاثة أقسام متساوية أنها كانت تتابع مواقع أجنبية، وبعد العديد من التجارب استطاعت أن تصنع أشكالًا جميلة تزين بها البيت، وكانت تجد ملامح الإعجاب على وجه كل من ينظر إليها، الأمر الذي شجعها على مواصلة المسير بهذا العمل.

وبعد أن شكلت مثلثًا متساوي الأضلاع تبين أنها أخذت تبحث في بداية الأمر عن الجوخ ونوعيته، خاصة أن منه الرديء ومنه الجيد، وهو الذي تستعمله، وأخذت تصنع الألعاب للأطفال وزينة للهواتف النقالة، وكلما فعلت شيئًا وجدت التشجيع يكبر من حولها.

واختلف الأمر كثيرًا، ليزداد جمالًا حينما أنجبت طفلها محمد، فأخذت تتألق أكثر في صناعة الدمى والكتب التفاعلية، وحينما رأت شقيقتها هذا الكتاب المصنوع من الجوخ أشارت عليها بأن تعد كتابًا لتنمية قدرات الأطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم.

وتبين عبير أن شقيقتها ذات الخبرة في مجال تعليم الأطفال الذين لديهم صعوبة في التعلم اقترحت عليها تنفيذ بعض الأنشطة المناسبة لذلك، وبالفعل جُهزت وقُدمت هدية لإحدى المدارس، العمل الذي وجد ترحيبًا وإعجابًا به كبيرين، وتقديرًا لأهميته.

وكل خطوة نجاح كانت تفتح خطوات أخرى للتقدم في عملها، خاصة بعد أن احتضن مشروعها بتمويل من مبادرة (MEPI)، وإشراف جمعية المستقبل للثقافة والتنمية في رفح، وبذلك وسعت مشروعها إذ عملت على صناعة كتب تفاعلية تناسب أطفال طيف التوحد، وصعوبات التعلم، إضافة إلى صناعة أنشطة للمناهج الدراسية ووسائل تفاعلية تعليمية.

وأهم ما يميز أعمالها بأنها تصنع من مواد صديقة للبيئة وأيضًا للطفل، بحيث لا تسبب أي أذى له، إذ تذكر أن هذا الأمر شجع الأمهات على الإقبال على هذه الأعمال، الذي زاد أكثر في مدة الحجر الصحي إذ كن بحاجة ماسة لطريقة تساعدهن على تعليم أطفالهن، خاصة في المرحلة الدراسية الأولى.

طفلها محمد (ستة أعوام) تستوحي منه العديد من الأفكار، وهو المستشار لها في الوقت ذاته، ما يجعل له نصيبًا في أن تصنع له والدته ما يعجبه مما تقدمه لغيره.

ولم يقتصر شغفها على صناعة الكتب والأنشطة المختلفة، فقدمت أيضًا دورات علمت فيها العديد من الخريجات وصاحبات مشاريع هذه الصناعة، إذ تقول: "ساعدني ذلك على تجهيز مركز للتدريب والتنمية، وغيره من الأشياء الجديدة التي ستتضح بعد إنجازها".

وبهذا تتميز عبير وغيرها الكثير من الرياديات الفلسطينيات اللاتي وضعن لهن بصمة بالعمل والإنجاز وعدم الاستسلام للظروف المحيطة بهن، خاصة الحصار، ما جعلهن يتألقن في يومهن العالمي الثامن من آذار (مارس) وفي كل الأيام.

 

اخبار ذات صلة