قائمة الموقع

"بالمونتيسوري".. شيماء تستفز حواس طلبة التوحد في التعلم

2021-03-08T10:05:00+02:00

 

حينما رزقت شيماء عبد ربه بطفل أحبت أن تتبع أسلوبًا تربويًّا وتعليميًّا في الوقت ذاته، لتصنع منه طفلًا سويًّا من الناحية الجسدية والعقلية، بدأت في البحث عن القصص والألعاب الحسية التي تركز على تنمية الحواس منذ الصغر، فوجدت ضالتها في طريقة المونتيسوري.

التحقت شيماء بدبلوم المونتيسوري عن طريق البورد الألماني، خاضت أكثر في معرفة هذا المنهاج، وأحبت تطبيقه على ابنها منذ أن كان في عمر العامين وشهرين، ومع تقدمه في العمر وجدت أنها ليست بحاجة إلى مساعدة طفلها في ترتيب غرفته وألعابه وحتى تنظيفها، فهي وصلت معه إلى مرحلة الاعتماد على الذات في عمر الخمسة أعوام.

شيماء اختصاصية التربية الخاصة من القدس المحتلة، تعمل معالجة نطق في مدرسة خاصة بطلاب من فئة التوحد، بعدما لامست نتائج متقدمة مع طفلها أحبت تطبيق منهاج المونتيسوري مع مرضى التوحد لأنه يمنحهم التعلم من خلال حواسهم وتفريغ الطاقة الكبيرة داخلهم.

توضح شيماء لصحيفة "فلسطين" أن مبتكرة المنهاج هي ماريا مونتيسوري، وفكرته مبنية على أن كل طفل بداخله شخص يحلم أن يكون عليه في المستقبل، ولإيمانها بهذه الفكرة اتبعت تنمية العملية التعليمية لهذه الشخصية، لصناعة طفل لديه قدرة على التفكير الإبداعي والنقدي.

الطفل لديه فضول دائم، فلا تتذمري حينما يسألك طفل دائمًا: "لماذا؟"، فهذا يدل على أن كثرة أسئلة الطفل تدل على إبداعه، ما عليكِ سوى أن تجيبي عن أسئلتهم بكل صدق ولا تحاولي الكذب أو إسكاته، لأنه سيفقد الثقة بك، وسيحاول البحث عن الإجابة في أي مكان، فالسؤال هو سبيل الاستكشاف لدى الطفل، وفق قولها.

نقل التجربة

وتبين شيماء أن تعليم المونتيسوري يبدأ منذ ولادة الطفل حتى بلوغه 18 عاما، يبدأ من التركيز على الحواس واكتشاف العالم من حوله من خلال تعريضه للطبيعة والتعرف إلى ما فيها.

وتشير إلى قاعدة مهمة في المونتيسوري هي أن النظام الخارجي يساعد في بناء النظام الداخلي للطفل، لأنه يحاكي حاسة النظام لدى الطفل وتنميتها.

وتقول شيماء: "بعدما لمستُ نتائج مبهرة على ابني، نقلت تجربتي لطلبة التوحد، فأن تتَّبعي منهاجا ليس بالأمر السهل، يحتاج منكِ إلى مجهود ووقت وأدوات متوفرة، ولكن الأعم إيمانك بالمنهاج الذي تتبعينه".

لم يكن سهلا على شيماء تهيئة غرفة مونتيسوري لطفلها، ولكنها صنعت من أقل الإمكانات زاوية خاصة به في بيتها الذي كان غرفة واحدة، استعانت بأدوات المنزل والطبخ في تعليمه.

تضيف: "تهيئة الطفل تبدأ من تنظيم غرفته ليكون قادرا على استخدام كل أغراضه وإرجاعها بسهولة، فالسرير يجب ألا يكون مرتفعا عن الأرض ليتمكن الطفل من ترتيب فراشه بنفسه، وكذلك الخزانة يجب أن تكون مناسبة لحجمه ليستطيع تعليق وترتيب ملابسه وأحذيته".

وتردف شيماء: "يجب أن يكون فيها زاوية لقصصه وألعابه وأن تكون مرتبة ومنظمة، والأهم أن تكون مصنوعة من الخشب لأنه سيصعب عليه كسرها".

وتشير إلى أن الأهم مساعدة الطفل في عملية التعلم من خلال وضع صور توضيحية لملابسه وأماكنها في خزانته، وعليها أن تجعله شريكا في الأعمال المنزلية، لتصل به إلى مرحلة تنظيف وترتيب غرفته بنفسه.

تفيد شيماء بأن المونتيسوري أركان، فمثلا ركن الحياة العملية ممكن أن تستخدمي فيه أدواتًا من البيت، تتيحين له اللعب فيها في مساحة معينة، هذا يعلِّمه أن يلعب ضمن مساحة معينة، وتتخلصين من فوضويته.

وعن كيفية استخدام الأدوات ذاتها في تعليم طلبة التوحد؟ تجيب: "العملية التعليمية لأطفال التوحد تعتمد على الجانب الاجتماعي واللغوي والسلوكي، فالمونتيسوري يركز على الحواس، فهو منهاج طُبِّق بالأساس على أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث استخدم أسلوب القصة والبطاقات المصورة لتعليمهم".

وتوضح أن الأداة نفسها تستخدم مع جميع الأطفال، ولكن مع ذوي الاحتياجات الخاصة تستخدم حسب عمرهم العقلي وليس الزمني، ووفق قدراتهم الحركية أيضا.

وتؤكد شيماء أن طريقة المونتيسوري مجدية للغاية لأنها تعالج مشكلات مصابي التوحد من الحركة الزائدة وتشتت الانتباه، من خلال تحريك الحواس واستغلال البيئة والطبيعة.

وتشدد على أن المونتيسوري هي طريقة ممتعة للطفل والأهل والمعلم، ولكنها بحاجة إلى الاستمرارية، وتعلم الطفل الاختيار بحرية، ومشاركة الأهل اللعب معه ولو بجزء بسيط، مع ضرورة مراقبته للتعرف على تعامله مع لعبته والتطور الذي طرأ عليه.

وتنصح شيماء كل أم لديها طفل مصاب بالتوحد بالصبر ثم الصبر حتى يتطور طفلها، عليها أن تؤمن بقدراته، واكتشاف مفتاح ابنها، عادة أن التوحد عالم غامض على الأهل اكتشافه.

وتدعو إلى استخدام البطاقات المصورة مع طفل التوحد لأن ذاكرته تخزن ما يراه ويلمسه، وعلى الأم أن تُعوِّده على نظام معين لأنه يخاف من التغيير، فكلما وضعت نظامًا، قللت من المشكلات السلوكية التي تظهر نتيجة عدم تقبله للتغيير، مشددة على أن طفل التوحد دون لعب من المستحيل أن يتعلم.

وتختم شيماء حديثها للأمهات: "لا تحاولي أن تصنعي من طفلك نسخة عنك أو عن أبيه، فهو خلق ليكون له دور في هذه الحياة يحدده هو، عليك أن تسأليه ماذا يحب، اعرفي اتجاهه وعززي موهبته".

 

اخبار ذات صلة