حذر نائبان في البرلمان الأردني من "طبخة سياسية" جديدة يجري إنضاجها لإعادة صياغة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن الوفد العشائري الذي زار (إسرائيل) "لا يمثل الشعب الأردني".
وقال النائب منصور مراد: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقود حراكًا إقليمياً لتشكيل "ناتو عربي" لحل القضية الفلسطينية بما يوافق المصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية.
وربط النائب الأردني، زيارة وفد عشائري أردني لرئيس دولة الاحتلال "رؤوفين ريفلين"، أول من أمس، بما يتم تهيئته في المنطقة للقبول بمخطط الإدارة الأمريكية.
وقال لـ"فلسطين": إن تداعيات زيارة الوفد العشائري تصب في صالح قبول العرب بـ(إسرائيل) كـ"دولة مجاورة مع إمكانية التعايش وحدوث تبادل أمني واقتصادي وتطبيع ثقافي وسياسي، وتهيئة الأجواء لتكون هذه الساحات قابلة بمشروع المؤامرة الجديدة بناتو عربي تحت حجة مواجهة إيران".
وأكد مراد، أن ذلك المخطط سيكون على حساب القضية الفلسطينية وفصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس وسلاحها.
وكان رئيس دولة الاحتلال، استقبل بمقره في مدينة القدس المحتلة، أول من أمس، وفدًا من شيوخ عشائر مناطق متفرقة في الأردن أبرزها: إربد والزرقاء وعمان، بحضور مندوبين من وزارتي خارجية الاحتلال الإسرائيلية والأردنية.
وأفاد موقع "المصدر" الإسرائيلي، بأن شيوخ العشائر قدموا إلى دولة الاحتلال بهدف إجراء جولة مدتها خمسة أيام للتعرف إلى "الدولة العبرية والمجتمع الإسرائيلي عن قرب"، حسب تعبيره.
ووصف مراد، الزيارة بأنها "مؤشر خطير" يرفضه الشعب الأردني، وتهدف لتهيئة شعبية وسياسية للرأي العام الأردني لتقبل المشاريع الإسرائيلية المزمع تطبيقها من خلال التحالف.
ودان النائب الأردني، أي شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع الاحتلال، مشددًا على أن ذلك لا يؤدي إلى تحرير كامل فلسطين.
وانتقد تراجع السلطة عن المبادئ والمواثيق والثوابت الفلسطينية، موضحا، أن التصور يتضمن إقناع الفلسطينيين بالاعتراف بالاحتلال، وقبول التراجع عمليا عن تحرير فلسطين، مقابل دولة فلسطينية على جزء أقل من الأراضي المحتلة عام 67.
ويهدف المخطط، وفق مراد، إلى شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، مشيرًا إلى أن ذلك يتم التهيئة له بخلق فرص اقتصادية ومناطق سكن في دول مجاورة، لتستوعب أيضا الفلسطينيين الذين يخطط الاحتلال لنقلهم في إطار مخططاته الاستيطانية.
تمثيل شخصي
من جانبه، أكد رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني النائب يحيى أبو السعود، أن وفد العشائر الأردنية الذي التقى برئيس الاحتلال "لا يمثلون الشعب والعشائر الأردنية، وإنما يمثلون أنفسهم فقط".
وطالب في تصريحه لصحيفة "فلسطين" العشائر الأردنية بالتبرؤ من هؤلاء الأشخاص، مؤكدا رفض كل أطياف الشعب الأردني لأي من أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو السعود: "إن من يحتل أرض فلسطين لن يكون إلا عدونا، ولن يكون بيننا وبينه أي نوع من أنواع السلام".
كما دعا الإدارة الأمريكية إلى الانحياز لقرارات الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مؤكدا أن "السلام لن يتحقق بالمنطقة ولن تجفف منابع الإرهاب إلا من خلال الحل المنصف لقضية الشعب الفلسطيني".