فلسطين أون لاين

القسامي بدّل مخزن الرصاص أكثر من 7 مرات

كتائب القسام تنشر تفاصيل "عملية انتقام" نصرة لغزة

...
صورة أرشيفية

نشرت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تفاصيل عملية قسامية، نفذها الاستشهادي علاء هشام أبو دهيم من القدس المحتلة، انتقم خلالها لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأهالي في قطاع غزة.

وأوضحت الكتائب في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن "مشاهد القتل والدمار التي حلت بغزة، أرقت ليل الشهيد أبو دهيم، وكانت بمثابة الصاعق الذي فجر كل مشاعر الانتقام لديه، فأخذ ليل نهار يفكر كيف ينتقم من الصهاينة المجرمين، مما دفعه إلى أن يتطوع ليكون بطل الانتقام للأطفال والنساء والشيوخ الذين استبيحت دمائهم في شوارع غزة". وفيما يلي التقرير كما نشرته الكتائب.

تأخر الإعلان والتبني

تفصح الذكريات عن صفحات العز والفخار التي خاضها مجاهدو القسام في مواجهة العدو الصهيوني، مخضبة بالدم والثأر لجراحاتنا وآلامنا، وتقف عجلة التاريخ عند لحظة فارقة كانت البَرد التي صبه الله تعالى على قلوب أهالي غزة إبان محرقة القطاع مطلع العام 2008م.

بقيت الصفحات طي كتاب القسام، فهو اعتاد على العمل في صمت ودون ضجة أو أن يشعر به أحد، يرمي برصاصه وعبواته الناسفة والبشرية في أرجاء الوطن السليب، ولعلنا نفتح كتاب القسام ونقف عند تاريخ لم ينسه أهل غزة وفلسطين عامة، مساء يوم الخميس الموافق 06-03-2008م، يوم أن زغرد رصاص القسام في شوارع القدس المحتلة، ليقطف ويحصد رؤوس العشرات من الصهاينة بين جريح وقتيل في عملية نوعية قوامها الشاب الصالح والإخلاص لله تعالى.

هذه التفاصيل لم نعرفها وظل الاستشهادي الذي شفى الله به قلوب المؤمنين لسنوات طي الكتمان، ويتأخر القسام في إعلانه المسئولية عن العملية، ويربك حسابات هذا العدو، ثم تحين الفرصة لتقول بالصوت المليء بالثقة بالله تعالى في تاريخ 2010-12-26، أن الاستشهادي علاء هشام أبو دهيم من القدس المحتلة، أحد عناصر القسام، والعملية من تخطيط وتنفيذ القسام.

ويعلق العميد صفوت الزيات في تصريح سابق حول التأخر في إعلان القسام عن عملياته قائلاً : "إعلان الناطق العسكري عن مجموعة من العمليات التي نفذتها كتائب القسام خلال السنوات الماضية في الضفة المحتلة ولم تعلن عنها سابقاً دليل على عمل عسكري يتم على الأرض وأن هناك تدرج ورشد ودرجة كبيرة من الحذر في الإعلان عن مسئولية العملية حتى الوقت المناسب".

المنتقم لمحرقة غزة

مشاهد القتل والدمار التي حلت بغزة، أرقت ليل الشهيد أبو دهيم، وكانت بمثابة الصاعق الذي فجر كل مشاعر الانتقام لديه، فأخذ ليل نهار يفكر كيف ينتقم من الصهاينة المجرمين، مما دفعه إلى أن يتطوع ليكون بطل الانتقام للأطفال والنساء والشيوخ الذين استبيحت دمائهم في شوارع غزة، هذا ما أكده شقيق الشهيد حيث قال: "إن المشاهد لم تمكنه من النوم".

وأضاف: "الهدوء الذي ميز علاء طيلة حياته، والسكينة التي كان يتمتع بها مع كل من عرفه، تغيرت في لحظة إراقة الدم وقتل الأطفال، وأخذ على عاتقه أن ينتقم من السفاحين الصهاينة".

كرامات واضحة

وسجلت للشهيد أبو دهيم كرامات واضحة بانت على جسده، رغم منع قوات الاحتلال في حينه ذوي وعائلة الشهيد من تشييع جثمانه الطاهر بجنازة رسمية.

وقال أحد المقربين من عائلة الشهيد: "قامت قوات الاحتلال باقتحام بيت الشهيد علاء أبو دهيم بعد منتصف الليل، وقامت باستدعاء والده وعمه بحجة التحقيق ومن ثم تم أخذهم إلى المقبرة وجاءوا بالشهيد وأمروهم بدفنه".

وكأن الله تعالى يريد بعلاء خيراً، حيث هيأ الله له رجلاً من أهل الخير، جلب له كفناً بطرق التفافية ووصل للمقبرة ليجد علاء ملقى في كيس أسود، فما كان منه إلا أن أخرج كفناً جلبه معه، وكفن الشهيد علاء وصلوا عليه صلاة الجنازة ودفنوه، بعد أن منعهم الاحتلال من إقامة جنازة رسمية وبيت للعزاء".

وحسب قول ورواية ذوي الشهيد علاء فإنه قام بحلق لحيته كاملة قبل خروجه لتنفيذ العملية، في حين يفاجئ الجميع بكرامة واضحة للشهيد ونمو واضح للحية الشهيد إلى حدٍ كبير، وأن جسده ما زال وكأنه استشهد قبل ساعات وأن جراحة مغلقة والابتسامة على محياه، حيث قاموا بتصويره لتظل شاهدة على كراماته.

تفاصيل العملية

وبالعودة إلى العملية فقد تقدم علاء يومها في تمام الساعة 08:30 إلى مدرسة ”مركاز هراف“ الدينية في حي كريات ”موشيه“ الصهيوني بالقدس المحتلة، ثم تمركز في مكتبة المدرسة التي كان يتواجد بها أكثر من 80 متطرفاً صهيونياً، وبدأ بإطلاق النار تجاههم مثخناً فيهم الجراح، وقد تنقل بين الطوابق والغرف المختلفة، وأثار حالة من الذعر في أوساط الصهاينة، حتى اضطر بعضهم للقفز من نوافذ الطابق الثاني ليصابوا بحالات كسور، وقد وصفت مصادر عسكرية صهيونية منفذ العملية بالمقاتل المتمرس حيث كان يتحرك داخل المبنى بكل خفة وقام بتبديل مخزن الرصاص أكثر من 7 مرات، ولم يتمكن الصهاينة من قتله إلا بعد أن أفرغ ذخيرته بشكل كامل، وقد أسفر الهجوم القسامي عن مقتل 8 صهاينة وإصابة أكثر من 30 آخرين بجراح مختلفة.

وتبقى الذاكرة الفلسطينية تحمل هذه الذكرى الطيبة والمفرحة محل العزة والفخار بشاب نذر نفسه لله تعالى، وأرخصها في سبيله، وأخذ على عاتقه أن يدخل الفرحة وأن يشرح صدور مئات العوائل التي أصابها القرح والعدوان على يد آلة الدمار الصهيونية في محرقة لغزة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.

ولعل الشهيد علاء كان البرد الذي صبه الله تعالى على قلوب المكلومين في غزة، وكان رسالة واضحة للاحتلال الغاصب أن كتائب القسام لا تترك الدماء دون ثأر، فهي الذي حملت على عاتقها استمرار المقاومة والجهاد حتى تحرير آخر شبر من أرضنا المحتلة، وترخص في سبيل ذلك الأرواح والمهج.

المصدر / فلسطين أون لاين