قائمة الموقع

كورونا والتعليم.. تحدٍّ استثنائي يواجهه الأهالي مجددًا

2021-03-03T16:59:00+02:00

يرتكز الغزي منير المعصوابي على خبرات عمله على مدار أعوام طويلة في مهنة التدريس، للتعامل مع أبنائه ومواجهة الظروف التي تحيط بالمسيرة التعليمية، بسبب كورونا، في وقت يخوض الأهالي غمار تحدٍ استثنائي تفرضه الجائحة في الفصل الدراسي الثاني تواليًا، لمتابعة مواكبة الطلبة الإدماج بين التعليم الإلكتروني والوجاهي.

ويقول المعصوابي (55 عامًا) إنه يستعين بتجربته في التدريس لتوجيه وإرشاد أبنائه، ما كان له انعكاس إيجابي على تحصيلهم الدراسي.

وانتظمت الدراسة في مدارس محافظات قطاع غزة في 27 فبراير/شباط، مع تطبيق البروتوكول الصحي مثل فحص الحرارة والتعقيم والتباعد، وخطة العودة الآمنة للدراسة التي تدمج بين الدوام الوجاهي والتعليم عن بُعد، وفق وزارة التربية والتعليم، في حين كان الطلبة يداومون وجاهيًّا كاملًا قبل كورونا.

وستواصل الوزارة تفعيل أدوات التعليم عن بُعد مثل قناة روافد التعليمية، وإذاعة التربية والتعليم، إضافة إلى بطاقات التعلم الذاتي، ليستفيد منها عموم الطلبة لا سيما غير القادرين على الالتحاق بالصفوف الافتراضية.

"أول ما زرعته في أبنائي هو حب العلم وأنه فريضة لا يجب التقصير فيها، وبينت لهم أنها طاعة لله تعالى والسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم"، يضيف المعصوابي لصحيفة "فلسطين".

ويبين أنه حينما يدرك الطالب فائدة العلم في الدنيا والآخرة يجد من ذلك سلاحًا في مواجهة الصعوبات كافة، ويعمل على الاجتهاد في تخطي الظروف القاسية.

ويتابع: "علمت العديد من الأجيال، وعليهم تعرفت إلى طريقة تفكيرهم، وكيفية إزالة القلق، وعملية التشجيع المناسبة للاجتهاد".

وينصح المعصوابي دائمًا أبناءه ويوجههم إلى عدم إضاعة الوقت في حال حدوث شيء يربك مسيرتهم التعليمة، وعدم التكاسل بذريعة الظروف والانقطاع المدرسي.

ومن الإجراءات التي يتخذها لحثهم على الاجتهاد، توفير البيئة التعليمة المناسبة قدر المستطاع مثل أجهزة لوحية للتواصل مع البيئة الدراسية الإلكترونية أي الصفوف الافتراضية، ومتابعة دروسهم ومساعدتهم في توضيح المعلومات التي يصعب عليهم فهمها، واستخدام هذه الأجهزة فقط للتعليم حتى لا يؤدي الاستهلاك المتواصل لها إلى إرهاق أبنائه، ما يؤثر في دراستهم بعد ذلك.

والنوم مبكرًا من النصائح التي يوجهها لأبنائه، قائلًا: حتى في الأيام التي لا يكون فيها دوام مدرسي ويكون التعليم عبر الصفوف الافتراضية فإن ذلك لا يعني السهر، وإنما يجب أن ينالوا الراحة ليستيقظوا عند الفجر، ويراجعوا الدروس التي شرحت سابقًا.

وينبه إلى أن تشجيع أبنائه على قراءة القرآن الكريم بين فترات الدراسة يعيد لهم النشاط والحيوية في التعلم، كما أنه يعمل على تقديم الجوائز التشجيعية لهم لتحفيزهم إلى مزيد من الاجتهاد.

وعلى الرغم من ذلك فإنه يرى أن التعليم الوجاهي هو الأساس نظرًا لتفاعل الطالب في الحصة والمشاركة بتفاعل يفتقده في الصف الافتراضي، وعلى أي حال فهو في كل الأوضاع يحاول أن يهتم بالتأقلم مع المستجدات سواء كان بالتعليم الوجاهي أو الافتراضي.

جهد مضاعف

أما عبير حرز الله فكان الحال لديها مختلفًا، إذ بدت علامات التعب واضحة عليها، وهي تراجع لأبنائها أهم مهارات الفصل الأول حتى تستكمل الدراسة للفصل الثاني بحيث يتحقق ربط المعلومات لديهم، والعمل على تثبيتها.

تقول عبير وهي تشرح لابنها في مرحلة الخامس الابتدائي العمليات الحسابية :"الجهد هذا الفصل مضاعف، وسيكون مناصفة بيني وبين المعلمات بالمتابعة والتحضير خاصة في الدروس التي تكون عبر الصفوف الافتراضية".

وبعد أن حظيت بقسط وجيز من الراحة، تضيف لصحيفة "فلسطين": "هذا الفصل يتطلب مني الاهتمام بالجانب النفسي لأبنائي، وتشجيعهم ومساعدتهم في التأقلم على الوضع الدراسي بكل ظروفه، وسأحاول تشجيعهم على النشاط وإجراء التجارب والمهام الإضافية التي ستعيدهم إلى روح المنافسة والعمل الجماعي الذي افتقدوه كليًّا في الفصل الأول، فهذا الأمر سيعيد لهم النشاط الدراسي ويهيئهم".

وتشير إلى أنها تدرك معاناة أبنائها في التنقل بين الصف الوجاهي والافتراضي، الأمر الذي يتطلب جهدًا أكبر في المتابعة المستمرة معهم.

وتعبر السيدة عن مشاعر مختلطة بين عزمها على تشجعيهم على العودة للحياة المدرسية التي افتقدوها، والخوف عليهم من كورونا، لكنها تحاول قدر المستطاع أن تحد من هذا القلق حتى لا ينتقل لأبنائها، ومن ثم يؤثر في تحصيلهم الدراسي، وهي تعمل على إرشاد أبنائها باتباع التعليمات الصحية.

ويشار إلى أن وزارة التربية والتعليم بغزة طهرت وعقمت المدارس، ووضعت العديد من التعليمات والإجراءات الهادفة لتوفير بيئة مدرسية آمنة وصحية تقي الطلبة وتحميهم من فيروس كورونا.

"البيئة التعليمية الجديدة"

المرشد النفسي المدرسي محمد زكي يقول من جهته: "إن الفصل الدراسي الأول كان مرحلة قاسية جدًّا، لأن التعليم الإلكتروني جديد، لكن الآن أصبحت لأصحاب المسيرة التعليمية خبرة في التعليم عبر الصفوف الافتراضية".

ويوضح زكي لصحيفة "فلسطين"، أن هذه الخبرة تساعد في تدارك أي أخطاء قد تكون حدثت في الفصل الأول، إذ لوحظ في نهاية الفصل الأول تنامي التفاعل من قبل الهيئة التدريسية والطلبة مع البيئة التعليمية الجديدة.

ويرى أن "التجربة الأولى عملت على تهيئة العمل عبر التكنولوجيا وصحيح أنها مرحلة صعبة على الأطراف كافة لكن أكسبت خبرة".

ويلفت إلى أن خطة العمل في المدارس تركزت على التهيئة، بحيث تهتم الفترة الأولى من بداية الفصل بمراجعة المواد الدراسية للفصل السابق، مردفًا بأنه عمل في مجال الإرشاد على تهيئة نفسية المعلم والطلبة، والأخذ بالإجراءات الصحية ساعد في تقليل نسبة التخوف من انطلاق المسيرة التعليمية.

وينبه إلى أن الدوام ثلاثة أيام وجاهيًّا أفضل بكثير من انقطاع الطالب عن الدراسة.

ويشير إلى أن التعليم الإلكتروني هو لربط الطالب بالتعليم، أما الوجاهي فهو لتنشيط المعلومة التي حصل عليها الطالب عبر الصف الافتراضي.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بالمسيرة التعليمية في قطاع غزة المحاصر من جراء كورونا فإنها بكل محتوياتها تسير قدمًا لترسم للأجيال الصاعدة طريقها في العلم.

اخبار ذات صلة