بعد قرار وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" توحيد المساعدات الغذائية "الكابونات" المقدمة للاجئين في قطاع غزة، يخشى اللاجئون في لبنان من أن تصل إليهم تلك التقليصات.
وبدأت الوكالة، الأحد قبل الماضي، في قطاع غزة، توزيع المساعدات الغذائية لدورة رقم 1/2021، وفق النظام الجديد المعروف باسم "الكابونة الموحدة".
وأكدت "أونروا" وقف العمل بنظام ما يعرف بـ"الكابونة البيضاء أو الصفراء"، وتوحيد المعونة لجميع المستفيدين.
ووجّه ناشطون فلسطينيون مهجّرون من سوريا في لبنان، رسالة إلى المدير العام لوكالة "أونروا" في البلاد كلاوديو كوردوني، حذروا فيها من التداعيات الخطرة الناتجة عن تأخّر الوكالة في صرف المعونة الشهريّة للمهجّرين، مُطالبين بجملة من الإجراءات الفوريّة والعاجلة لإنقاذ اللاجئين المهجّرين من الجوع.
وأكد اللاجئ والناشط في قضايا اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، محمود شهاب، أن اللاجئين وجهوا الرسالة إلى الوكالة لمطالبتها بالإسراع في صرف المعونة الشهرية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانونها.
وقال شهاب لصحيفة "فلسطين": "اللاجئ مستهدف في كل مكان سواء في غزة أو في الخارج، والآن هناك لاجئون عانوا بسبب جائحة كورونا وازداد وضعهم فقراً وعلى الوكالة عدم المساس بأي من الخدمات المقدمة لهم".
وأوضح أن لاجئين فلسطينيين هجروا من سوريا إلى لبنان باتوا يعانون بالفعل الجوعَ، وعدم تمكنهم من الحصول على متطلبات العيش الأساسية، كالدقيق، والسكر، إضافة إلى تأخر الوكالة صرف معوناتهم.
علي هويدي مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، أكد خشية المؤسسة من وصول تقليصات "أونروا" للاجئين في مناطق عملها الخمس، خاصة مع حديث المؤسسة الأممية عن عجز مالي لهذا العام قيمته 250 مليون دولار.
وقال هويدي لصحيفة "فلسطين": "إذا لم تتوفر تلك الأموال فقد نشهد تقليصات في خدمات "أونروا" بجميع مناطق عملياتها الخمس وليس قطاع غزة فقط، وننتظر المؤتمر الدولي لدعم "أونروا" والذي سيعقد في منتصف العام الحالي بترتيب من الأردن والسويد والتنسيق مع الوكالة".
وأضاف: "نأمل أن تكون هناك نتائج إيجابية لتوفير المبالغ المطلوبة في المؤتمر، واعتماد ميزانية كافية على الأقل لمدة ثلاث سنوات وهي التي تمت الموافقة عليها من قبل 167 دولة أيدت تمديد تفويض الوكالة".
وأوضح هويدي أن عدم توفير المبالغ المطلوب يربك التخطيط للوكالة ويضعها في مأزق تنفيذ البرامج على مستوى التعليم والصحة في المخيمات والتجمعات.
ونعت قرار توحيد "الكابونة" بـ"القرار الظالم"، مؤكدًا ضرورة التعاطي مع اللاجئين استثنائيًّا إذ يعيش اللاجئون في غزة تحت حصار منذ 15 عامًا إضافة إلى الاحتلال الذي يمنع أي مشاريع تنموية.
يشار إلى أن "أونروا" دعت المجتمع الدولي إلى تأمين 1.5 مليار دولار لتمويل خدماتها الأساسية ونداءات الطوارئ والمشاريع ذات الأولوية للاجئي فلسطين المسجلين في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسوريا.
وقالت "أونروا" في بيان لها: إن "المبلغ المطلوب من أصل 1,5 مليار دولار، كما هنالك حاجة إلى 806 ملايين دولار من أجل تأمين الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية والحماية والبنية التحتية وتحسين المخيمات".