لقد اتفقنا أن شهر رجب سيكون محطة جديدة نشمر فيها السواعد لكل خير، أليس كذلك؟!
وهذه المرة محطة التغيير ستكون لك أنت، أيها الأب، اليوم سنجلس جلسة جميلة نتناول فيها حبات من التمر المفيد اللذيذ؛ فقد كان يحبه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأطعم أطفالك، كذلك سيحبونه.
والآن أصغِ لي جيدًا؛ فالأمر مهم لا بد من التغيير في طريقة معاملتك لأبنائك، ولنتبع في ذلك هدي الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام)، إذ ستكون رحلتنا هذه في غاية الجمال، سنعيشها مع صفحات كتاب "مدرسة محمد (صلى الله عليه وسلم)" لمؤلفه جهاد الترباني، وسنتعلم في رحلة قلوبنا الحب الكبير والحنان اللذين يحملهما (عليه السلام) لأبنائه، ومعاملته الحسنة للأطفال.
لذلك هذه رحلتك الخاصة، أيها الأب، فلا تقل إنك مشغول، وليس لديك وقت، فرسول الله (عليه السلام) كان مع كل انشغالاته ومسؤولياته يحرص على إظهار حنانه وحبه لأبنائه، فكانت فاطمة (رضي الله عنها) إذا دخلت على أبيها أخذ بيدها، وقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده، فقبلته، وأجلسته في مجلسها.
وحبه ظاهر لحفيديه الحسن والحسين، فكان حينما يراهما يقبلهما ويجلسهما على أحضانه ويلاطفهما، وكان كلما مر بالأطفال سلم عليهم، الأمر الذي يسعد الأطفال ويشعرهم بالحب والاحترام والعطف.
وحنانه الأبوي كان ليس لأبنائه فحسب؛ بل للأطفال كافة؛ فالمتأمل لسيرة الرسول (عليه السلام) يجد أنه كان يولي الطفل اهتمامًا كبيرًا، إذ كانت له رؤية راقية متقدمة في تربية الأطفال.
ومن جميل معاملته أنه لم يكتفِ في تقديم النصح والإرشاد لهم؛ بل كان أيضًا يمازحهم ويداعبهم ويشاركهم في اهتماماتهم الصغيرة؛ فهو يحترم عقل الطفل وأحاسيسه.
والرسول (عليه السلام) كان يدرك مرحلة الطفولة، التي هي أخصب وأهم مرحلة يمكن للمربي أن يغرس فيها المبادئ والقيم.
والآن -أيها الأب- ستختلف لديك الأمور، فمهما كبر حجم مسؤولياتك وانشغالك فلا تسمح لشيء أن يشغلك عنهم، كن قدوة