فلسطين أون لاين

​عائلته اتهمت الاحتلال بسرقة أعضائه

الصياد بكر ضحية جديدة لبطش بَحرية الاحتلال

...
تشييع جثمان الشهيد بكر (تصوير - ياسر فتحي)
غزة - يحيى اليعقوبي

محمد ماجد بكر (25 عامًا)، صياد فلسطيني؛ كغيره من الصيادين، أبحر باحثًا عن قوت يومه لطفلتيه الصغيرتين، حاملًا شعار "لن أهجر البحر"، إلا أن بحرية الاحتلال التي تواصل حصارها على قطاع غزة للعام العاشر على التوالي، أبت إلا أن تعيده جثة هامدة إلى منزله.

الساعة السادسة صباحًا، أول من أمس، توجّه محمد من بيته إلى مرفأ الصيادين على شاطئ بحر مدينة غزة، برفقة ابن عمه محمد الذي يروي تفاصيل الحادثة لصحيفة "فلسطين"، إضافة لشقيقيه فادي وعمران.

وبعد مرور نحو 20 دقيقة على ذلك، انطلق الصيادون الأربعة على متن قارب صيد صغير (حسكة) في المسموح لهم بالصيد فيها على بعد أربعة أميال بحرية قبالة شواطئ منطقة السودانية شمال القطاع.

تفاصيل الجريمة

وما إن أشارت عقارب الساعة إلى الثامنة والثلث صباحًا، وفي غمرة عملهم الشاق، بدأت زوارق بحرية الاحتلال المطاطية المعززة بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، بملاحقة قاربهم، فأكمل ابن عم الشهيد: "انسحبنا هربًا من إطلاق الرصاص".

ظن الصيادون الأربعة أن الأمور انتهت عند هذا الحد، وأن بحرية الاحتلال لن تلاحقهم، ليعودوا لعملهم في صيد الأسماك، حتى بغَتَهم زورق إسرائيلي بسرعته الكبيرة، وبدأ إطلاق نيران رشاشاته باتجاه قاربهم بشكل كثيف.

كان محمد وشقيقه عمران يجلسان بجانب مولّد (ماتور) قارب الصيد، وعلى مقدمته شقيقهم فادي الذي أصيب بالرصاص المطاطي أثناء المطاردة، أما محمد ابن عمهم فكان يجلس وسط القارب، ليكون شاهدًا على لحظة الجريمة، قائلًا: "ما إن اقترب زورق الاحتلال من قاربنا، وبغمضة عين أطلق النار متعمدًا من مسافة ثلاثة أمتار على صدر محمد، كما دمر (ماتور) القارب".

ويواصل سرد التفاصيل: "دخل محمد على الفور في غيبوبة وبدأ بالتقاط أنفاسه الأخيرة، حملته بين ذراعيّ لوضعه على زورق الاحتلال في محاولة لإجبارهم على إسعافه بعد تدمير (ماتور) قاربنا في عرض البحر جراء إطلاق النار علينا".

عاد الصيادون الثلاثة دون رفيقهم الرابع الذي ارتقى شهيدًا، على متن قارب صيد آخر لذات العائلة جاء لنقلهم، حاملين معهم الحزن والألم الذي ما زال يسببه الاحتلال للصيادين الفلسطينيين.

اعتقد هؤلاء أن هناك فرصة لإسعاف محمد في مستشفيات الاحتلال، إلا أن للاحتلال هدفًا آخر من خلال نقل محمد في أنفاسه الأخيرة بعد أن أصابته الرصاصة بالصدر.

سرقة أعضاء

وأمام ذلك، يتهم خميس بكر (48 عامًا) وهو عم الشهيد، الذي تحدث لصحيفة "فلسطين"، الاحتلال بسرقة أعضاء الشهيد، مدللًا على ذلك بوجود فتحات مختلفة في جسمه، إحدى تلك الفتحات تمتد من الرقبة إلى أسفل بطن الشهيد، رغم أن مدخل الرصاصة ومخرجها معروف بمنطقة الصدر.

وقال بكر بنبرة صوت غاضبة: "هذا المصاب الجلل الذي نحن فيه حدث أمام مرأى ومسمع كل قوى الأرض"، مستدركًا: "لم يحرك أحد ساكنًا، وهذا يدلل على أن كل قوى الشر هي المسيطرة على العالم، فلا يوجد إدانة للاحتلال".