فلسطين أون لاين

"الجهاد" تؤكد أن إجراءات عباس تجاه غزة تمثل ضغطاً على شعبنا

...
أحمد المدلل (أرشيف)
غزة - نبيل سنونو

حذرت حركة الجهاد الإسلامي، من مساعٍ أمريكية "تحمل مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية"، رافضةً الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما أكدت أن إجراءات رئيس السلطة محمود عباس تجاه قطاع غزة، هي "حالة ضغط" على الشعب الفلسطيني، مشددة على أنه "لا يمكن أن تحدث مصالحة طالما أن هناك خيارًا يتحدث عن المفاوضات".

وقال القيادي في "الجهاد" أحمد المدلل، لصحيفة "فلسطين"، أمس: "المطروح أمريكيًا ودوليًا (على السلطة) التنازل أكثر"، مبينًا أن "هناك دولة في الضفة الغربية تسمى دولة المستوطنين إلى جانب (إسرائيل)، ما يعني أن الضفة الغربية قد قُضِمت تمامًا، ولم يبقَ لنا أرض نزعم أننا سنقيم عليها دولة (في حدود) 1967".

وأشار المدلل إلى محاولات تهويد القدس المحتلة، وحصار قطاع غزة، منبهًا على أنه "بعد هذه السنوات العجاف من المفاوضات" بين السلطة و(إسرائيل)، فإن عباس يعلن بنفسه أنه لا يمكن أن ينتقل من مكان إلى مكان إلا بتصريح من الاحتلال.

ولفت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، "لا يزال يتشبث بأنه يجب على الفلسطينيين أن يعترفوا (بما يسمى) بيهودية الدولة"، واصفًا المفاوضات بأنها "عبثية" وأن عباس لا يزال "يتمترس حول المفاوضات".

ونبه على أنه في ظل "العناد الأمريكي" و"هذا الضعف والهوان العربي الذي نعيشه، والذي تهرول من خلال هذه الأنظمة باتجاه التطبيع مع (إسرائيل)"، فإن ما يراد من السلطة هو مزيد من "التنازلات".

ورفض زيارة ترامب المرتقبة لفلسطين المحتلة سنة 1948 وبيت لحم، قائلًا: "لا أهلًا ولا سهلًا ولا نرحب بهذه الزيارة التي تحمل مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية".

وعدّ أن ترامب "يريد من خلال هذه الزيارة أن يبتز الفلسطينيين ويضغط عليهم أكثر فيما يقدم دعمه للعدو الصهيوني".

وأكد أن "الرهان على المفاوضات لم يزِد القضية الفلسطينية إلا ضياعًا، ولم يكن الطرف الأمريكي في يوم من الأيام طرفًا نزيهًا في الصراع مع العدو الصهيوني"، مشيرًا إلى أن رهانات عباس "ثبت فشلها على مدار ما يقارب ربع قرن".

وأضاف: "إن عباس لا يزال -على الرغم من نداءات الأسرى والشعب الفلسطيني- يتمسك بالمفاوضات والتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي".

"المشروع الوطني"

وبشأن المصالحة الفلسطينية، قال المدلل: "إن المشكلة الكبرى هي أن المشروع الوطني الفلسطيني الذي أقيمت على أساسه منظمة التحرير وحركة فتح، لا نرى له وجودًا، وإنما نرى وجود مشروع يتحدث عن المفاوضات مع العدو الصهيوني وإعطاء الأخير ما يقارب من 80% من أرض فلسطين، لذا هناك اختلاف في المشاريع، ولا يمكن أن تحدث مصالحة طالما أن هناك خيارًا لا يزال يتحدث عن المفاوضات، وطالما أن هناك مشروعًا للمفاوضات لا يزال يؤمن به البعض".

وأوضح أن ما يحتاج إليه الفلسطينيون هو "إعادة ترميم المشروع الوطني الفلسطيني"، مبينًا أنه لا بد أن يقوم على "تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، ولا بد أن تكون هناك استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة هذا الإجرام الصهيوني ضد شعبنا ومقدساتنا وأسرانا داخل السجون الصهيونية، الذين هم في معركة الأمعاء الخاوية مع هذا العدو والجلاد الصهيوني".

وأردف: "لا يمكن أن نتحدث عن المصالحة في ظل هذا الوضع البائس الذي تعيشه القضية الفلسطينية".

وردًا على سؤال: هل أنتم مستعدون للقبول ببرنامج منظمة التحرير الحالي الذي يتمسك به عباس؟ أجاب القيادي في "الجهاد الإسلامي": "طالما أن هناك احتلالًا إسرائيليًا لشبر من أرض فلسطين لا يمكن أن تتوقف المقاومة، ولا يمكن أن نعترف بالوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين، فهي للفلسطينيين وحدَهم ولا تقبل القِسمة، بل إن مبرر وجود حركة الجهاد الإسلامي وحركات المقاومة هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر".

وأضاف المدلل: "لا يمكن أن نعترف بشرعية هذا العدو الصهيوني على أي شبر من أرض فلسطين"، مشددًا على أن "الخيار الوحيد أمامنا هو أن تستمر المعركة مع هذا العدو حتى تحرير فلسطين".

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي "يريد من خلال العملية الاستسلامية المسماة بعملية السلام والمفاوضات أن يقيم الدولة الصهيونية على كل أرض فلسطين".

وعن الإجراءات التي وصفها عباس بأنها "غير مسبوقة" تجاه قطاع غزة، شدد المدلل على أن "التفرد باتخاذ القرارات لا يمكن أن يؤدي إلى وحدة فلسطينية ولا إلى حالة وفاق، ونحن طالبنا السلطة الفلسطينية بألا تتخذ أي خطوات انفرادية في الضفة الغربية".

يشار إلى أن حكومة الحمد الله خصمت 30-70% من رواتب موظفي السلطة في القطاع، دون الضفة الغربية، وهو ما لقي سخطًا عارمًا، وسط اتهامات لهذه الحكومة بـ"التمييز" بين الضفة والقطاع.

وتابع المدلل: "نتمنى أن نصل إلى حالة وفاق، حتى إلى الحد الأدنى من الاتفاق كي ننهي حالة الانقسام"، مطالبًا بـ"إعادة اللُّحمة والوَحدة للشعب الفلسطيني".

ونبه على أنه "دون وحدة الشعب الفلسطيني لا يمكن أن نعمل على طرد الاحتلال، لأن مواجهة الاحتلال تحتاج إلى قوة، وهذه القوة تتأتى من خلال وحدتنا".

وأضاف أن الإجراءات التي يتخذها عباس "ضد قطاع غزة لا تؤدي إلى وحدة، بل على العكس تمامًا، هي حالة ضغط على الشعب الفلسطيني في القطاع الذي يمثل المخزون الاستراتيجي للمقاومة وللثورة الفلسطينية التي خرَّجت الأبطال والمجاهدين".

من جهة ثانية، أشاد القيادي في "الجهاد"، باعتقال وزارة الداخلية في غزة 45 عميلًا منذ وقوع جريمة اغتيال القيادي في كتائب القسام الشهيد مازن فقها، واعتقال المنفذ المباشر للجريمة وعميلين آخرين كان لهما دور أساس فيها.

وقال المدلل بشأن استخدم الاحتلال للعملاء: "إن هذه المعركة مع العدوّ الصهيوني حيث يستخدم فيها أساليبه الشيطانية من خلال ضعاف النفوس الذين رضوا الدنية في دينهم ووطنهم وشعبهم من أجل بضعة قروش يعطيهم إياها".

وتابع: "نحن نرفض هذه النبتة الخبيثة (يقصد العملاء)، التي يجب ألا يكون لها وجود وأن نجتثها بكل ما أوتينا من قوة؛ لأنها تضر بالشعب الفلسطيني والمقاومة"، مردفًا: "نحن نحيّي الأجهزة الأمنية في غزة التي استطاعت أن تصل إلى بعض هؤلاء العملاء".

وأكد ضرورة أن يكون الفلسطينيون دائمًا على حذر من محاولات الاحتلال استخدام العملاء، "الذين يصفون في صف أعداء الأمة والشعب الفلسطيني".

وتمم المدلل: "ما قامت به الأجهزة الأمنية في غزة تشكر عليه، وهذا يؤكد أن ظهر المقاومة محمي من قبل الشرفاء والمجاهدين والجنود المجهولين الذين يطاردون هؤلاء العملاء ويعملون على اعتقالهم واجتثاثهم من أرضنا ومن بين أبناء شعبنا".