الألوان الجميلة التي تتزين بها النباتات الخضراء تُشعر الإنسان بالراحة النفسية، الأمر الذي يجعلهُ بحاجة للتأمل والتفكر في خلق الله (تعالى) لهذه العظمة والجمال في خلقه.
وما يثير الاهتمام والغرابة في الوقت نفسه أن بعض النباتات لها رد فعل يشبه رد فعل الإنسان حينما يهدده خطر، فقد تبين في العديد من الدراسات أن النبات يبكي عندما يهدده شيء، وليس ذلك فحسب، بل يستغيث ويطلب النجدة بإطلاق مواد كيميائية تفهمها النباتات المجاورة فتهرع هذه النباتات لمساعدة النبات المتضرر.
والذي يحدث الشعور بالغرابة والدهشة لدى القارئ حينما يعلم أن النباتات تعلم ماذا تفعل، فعند تتبع النبات آكل الحشرات فإنه يصدر روائح لجذب الحشرات من أجل أن يفترسها ويتغذى عليها، ولكنه في الوقت نفسه بحاجة لحشرات النحل الصديقة له، لتعمل على تلقيحه، فما العمل في هذه الحالة؟
في هذه الحالة النبات يعمل على إصدار روائح تجذب النحل، وبعض الحشرات الأخرى التي يحبها هذا النبات المعروف بأنه آكل الحشرات، فيتركها تلقحه بالتنقل بين أعضائه ونقل حبوب اللقاح من جزء إلى آخر دون أن يمسها بأدنى أذى، وهذه التقنية المتطورة تضمن الحفاظ على نسل النبات وتكاثره وعدم انقراضه.
ولقد تبين لصحيفة "فلسطين" لدى متابعتها دراسات علمية في موقع أسرار الإعجاز العلمي أن النباتات تطلق روائح لجذب حشرات محددة تلقحها، فمعظم أنواع النبات تصدر روائح مغرية لبعض أنواع الحشرات التي تأتي وتظن أن هناك غذاءً ولكنها لا تجد شيئاً، إلا أن غبار الطلع يعلق بجسم هذه الحشرة، وفي أثناء انتقالها بين الزهور تنشر هذ الغبار (يسمى حبوب التلقيح) فتسهم هذه الحشرات في تلقيح النباتات.
وعند التأمل في خلق الله (تعالى) والتفكر في النباتات وقيامها بكل ما سبق، بل أكثر بكثير مما ذكرته هذه السطور؛ عندها لا يسعنا إلا أن نقول: سبحان الله العظيم لعظمة خلقه ... فمن الذي علمها ذلك؟! أليس هو الله (تعالى) القائل في كتابه العزيز: "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" (الأنعام:102-103).
