فلسطين أون لاين

غوغائية جنود الاحتلال تضع حدًّا لحياة المسنة "رحمة أبو عاهور"

...
الشهيدة رحمة أبو عاهور (أرشيف)
بيت لحم-غزة/ جمال غيث:

لم تتمالك رحمة أبو عاهور (67 عامًا)، نفسها من هول ما رأت أمامها بعد أن استيقظت من نومها فزِعةً على وقع اقتحام قوة مدججة من جنود الاحتلال الإسرائيلي منزل شقيقها، لتصاب بسكتة قلبية أدت إلى استشهادها على الفور.

لم تنسَ عائلة أبو عاهور، الساعات الصعبة التي عاشتها عند اقتحام منزلهم، المكون من أربع طبقات في قرية أبو انجيم شرق مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، إذ رافق ذلك تحطيم أبواب المنزل والعبث بمحتوياته وتخريب الأجهزة الكهربائية دون إبداء الأسباب.

تحت جنح الظلام وبعد الساعة 12 من فجر أمس، وبشكل مفاجئ دخلت القوة المقتحمة إلى المنزل دون سابق إنذار ودون أن تطرق أبوابه، حيث يسكن فيه نحو 25 فردًا ما بين كبير وصغير.

سبات عميق

وبينما كانت الحاجة "رحمة"، والقول لابن شقيقها رامي أبو عاهور، تغط في سبات عميق، استيقظت فزعة على صرخات جنود الاحتلال الذين دخلوا المنزل ووقفوا على مقربة منها وصوبوا أسلحتهم ومصابيح الإنارة باتجاهها لتصاب بحالة من الخوف والهلع الشديدين وتفارق الحياة على الفور.

وبعد محاولات عدة وتوسلات من أفراد المنزل لنقلها إلى المستشفى وافق الجنود. وما إن وصلت إلى مستشفى الجمعية العربية في مدينة بيت جالا، حتى أعلن الأطباء أنها فارقت الحياة من جراء صدمة شديدة تعرضت لها.

عن عملية الاقتحام، يقول أبو عاهور لصحيفة "فلسطين": "كان الجميع نيام قبل أن يستيقظوا على صراخات الجنود في داخل وخارج المنزل مشهرين أسلحتهم ومصابيح قوية يستخدمها جيش الاحتلال، في وجه كل من في داخلها وطالبوهم بالتوقف عن الصراخ وعدم الحركة والنزول للطابق الأراضي".

ويلفت إلى أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت المنزل من جميع الاتجاهات، وأجرت عملية اقتحام بداخله "دون أن تبلغنا عن أسباب الاقتحام".

ويشير إلى أن الاحتلال داهم المنزل قبل نحو شهرين ولكن ليست بالصورة التي حدثت هذه المرة، لافتًا إلى أنه وبعد اقتحام المنزل "تجمعنا في الطابق الأرضي وما إن وصلنا هناك حتى وجدنا عمتي (رحمة) ممددة على الأرض من هول المشهد وصرخات جيش الاحتلال والأطفال".

ولم يكتفِ جنود الاحتلال بالجريمة التي ارتكبوها بحق المسنة، بل حطموا جميع أبواب المنزل والأجهزة الكهربائية وعبثوا بكل محتوياته فسادًا وخرابًا، دون إبداء أي أسباب، واستولوا على أعلام فلسطينية، ويافطات طبع عليها صور الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ويتابع أبو عاهور: "لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام منزلنا، فسبقها مرات عدة، بحجة البحث عن شقيقه "محمد" الذي أفرج عنه قبل شهرين من سجون الاحتلال بعد قضاء 9 أشهر".

وتحمل العائلة، قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المسنة "رحمة"، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرك العاجل والجاد والفاعل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني.

وطالبت العائلة، بفتح تحقيق رسمي في هذه الجريمة وإخضاع الاحتلال للمساءلة والتحقيق حول ما ارتكبه من جرائم حرب وملاحقة، ومحاسبة كل من تورط في ارتكابها وأصدر قرارات تنفيذها.