بعد توقف دام نحو ستة أشهر بسبب جائحة كورونا، استقبل الأسير المحرر أحمد غنيم بالحلوى ذوي أسرى قطاع غزة، لدى عودتهم إلى الاعتصام الأسبوع مجددًا في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.
وارتدى أهالي الأسرى ومتضامنون معهم في أثناء الاعتصام الكمامات الطبية، آخذين التدابير والإجراءات والشروط الوقائية اللازمة للحد من تفشي الفيروس.
ووزعت جمعية واعد للأسرى والمحررين على المعتصمين كمامات طبية، ومعقمات كحولية، إجراء وقائيًّا للحد من الفيروس.
ورفع الأهالي أعلام فلسطين وصورًا لأبنائهم الأسرى، مرددين هتافات منها: "الحرية .. الحرية للي ضحوا بالحرية"، "الحرية جاية جاية.. ليل الظلم له نهاية".
خطوة مهمة
وقال المحرر غنيم (32 عامًا): "إن عودة الاعتصام خطوة مهمة ينظرها الأسرى على أحر من الجمر، بسبب حرصهم على متابعة الاعتصام، لكونه فرصة كي يشاهدوا ذويهم ويطمئنوا على أوضاعهم الصحية، خاصة الممنوعين منهم من الزيارة".
وأكد أن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال تتفاقم باستمرار، خاصة مع انتشار كورونا بينهم.
وحذر غنيم، الذي أفرج عنه في 7 شباط (فبراير) الجاري، بعد أن أنهى مدة محكوميته البالغة 15 عامًا، من تدهور الأوضاع الصحية للأسرى، خاصة المرضى منهم، بسبب كورونا وسياسات الاحتلال التعسفية الممارسة بحقهم.
وقال: "إن إدارة سجون الاحتلال تمارس سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، ولا تقدم أدنى الاحتياجات لهم: الأدوية أو الكمامات الطبية أو المعقمات التي تقيهم الإصابة بالفيروس".
وأضاف غنيم الذي يسكن بمخيم جباليا في شمال قطاع غزة: "إن الاحتلال زاد من تغوله على أسرانا مع الجائحة، إذ يواصل حملته المسعورة بحقهم كنقل الأسرى من سجن إلى آخر، ودخول السجانين غرفهم دون اتخاذ أي إجراءات وقائية".
ووصف سجون الاحتلال بالسيئة التي تخلو من كل احتياجات الأسرى، مؤكدًا أن سجن "نفحة" الذي فيه قبع نحو عشرة أعوام من أصعب السجون، صيفًا وشتاءً.
وبين أنه رغم سنوات الأسر وما لقيه على يد السجان تمكن من إكمال تعليمه الجامعي، وحصل على البكالوريوس في تخصص التاريخ والأدب من جامعة الأقصى.
فرحة منقوصة
وبابتسامة ممزوجة بالحزن ارتسمت على وجه الستينية فاطمة غنيم تتلقى والدة المحرر "أحمد" التهاني والتبريكات من أهالي الأسرى، بالإفراج عن نجلها.
وقالت غنيم لصحيفة "فلسطين": "إن فرحتي منقوصة ولن تكتمل إلا بتحرير جميع أسرانا"، داعية الفصائل الفلسطينية إلى العمل على تحريرهم، مضيفة: "ألا يكفي ما أمضاه أسرانا في السجون؟!".
وعلى مقربة من غنيم جلست والدة الأسير رامي العيلة، رافعة بين يديها صورة نجلها رامي المعتقل منذ 2 آب (أغسطس) 2008، ويقضي حكمًا بالسجن 17 عامًا.
وقالت العيلة لصحيفة "فلسطين": "حضرتُ إلى الاعتصام، بعد انقطاع، حتى يتمكن رامي من رؤيتي وليطمئن عليّ عبر شاشات التلفزة، مع منعنا من زيارته بسبب كورونا".
وأضافت العيلة: "كنت أرقب عودة الاعتصام لحظة بلحظة للخروج عبر وسائل الإعلام وطمأنة ولدي على أوضاعنا، خاصة بعد أن أخبرني رامي في زيارات سابقة أنه يتابع الاعتصام الأسبوعي".
ودعت والدة الأسير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، وأحرار وشرفاء العالم إلى العمل على توفير احتياجات الأسرى للوقاية من فيروس كورونا، وإرسال وفد طبي متخصص للاطلاع على أوضاعهم داخل السجون.
من جهته أكد مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل أن عودة الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى جاءت بعد انخفاض منحنى الإصابة بالفيروس في قطاع غزة، ولإبقاء قضية الأسرى حاضرة بقوة في كل المحافل.
وحذر قنديل في حديث لصحيفة "فلسطين" من تدهور الأوضاع الصحية للأسرى مع جائحة كورونا، وعلى رأسهم الأسير فؤاد الشوبكي (82 عامًا)، الذي يعاني إصابته بالسرطان، وأمراض مزمنة.
ودعا إلى مواصلة الفعاليات التضامنية مع الأسرى، وألا يقتصر الأمر على يوم الاثنين.
سلسلة فعاليات
وفي السياق ذاته دعا ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، إبراهيم منصور، المؤسسات الدولية إلى الإشراف على إعطاء الأسرى اللقاح ضد فيروس كورونا.
وأكد منصور في مؤتمر صحفي نظمته لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن اللجنة ستطلق فعاليات وخطوات داعمة للأسرى في سجن "عوفر"، الذين يخوضون معركتهم البطولية ضد الاقتحامات والتفتيشات ومصادرة حقوقهم، وأيضًا تضامنًا مع الأسيرين بلال وبسام دياب المضربين عن الطعام لليوم الـ29 على التوالي احتجاجًا على اعتقالهما الإداري.
وفي السياق نفسه نظم الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم وقفة أمام مقر الصليب الأحمر بغزة، للمطالبة بإعادة حقوقهم.
وطالب المحرر محمد أبو جلالة المقطوع راتبه السلطة برفع الظلم الواقع على الأسرى والمحررين، وإعادة رواتبهم ومخصصاتهم المالية، ومحاسبة كل من تسبب في قطع رواتبهم، ومساواة أسرى ومحرري قطاع غزة برفاقهم في الضفة الغربية.