فلسطين أون لاين

"الانتخابات ليست وسيلة سحرية ويجب التوافق على برنامج وطني"

جابر لـ"فلسطين": السلطة لم تؤدِّ دورها المطلوب بتوفير الحريات في الضفة

...
القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخليل بدران جابر (أرشيف)
الخليل-غزة/ نور الدين صالح:

أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخليل بدران جابر، أن السلطة الفلسطينية لم تقم بدورها المطلوب تجاه توفير الحريات للمواطن، حتى على الرغم من الأجواء الإيجابية قبيل إجراء الانتخابات المقررة هذا العام.

وقال جابر في حديث خاص بصحيفة "فلسطين": لم نلحظ حتى اللحظة موقفًا فلسطينيًّا واضحًا إزاء أي محاولة اختراق لما يُسمى ملف الحريات، أو إشعار المواطن بأن هناك سلطة ملتزمة الدفاع عن شعبها.

ولفت إلى أن كابوس الاحتلال في مدن الضفة الغربية المحتلة لم ينتهِ، بل يزداد شراسة يومًا بعد آخر في قمع المواطنين وارتكاب الجرائم بحقهم، مضيفًا: "المواطن ظهره مكشوف للاحتلال الذي يقتل ويصادر الأراضي ويهدم البيوت يوميًّا، عدا عن المساس بكرامة المواطنين".

وبيَّن أن الموقف الرسمي الفلسطيني لم يتجاوز حدود الإعلان بالرفض والإدانة، رغم مطالبة المواطنين بأكثر من ذلك، وضرورة تفعيل دورها المنتظر فلسطينيًّا.

وبحسب جابر، فإن هناك مؤسسات تابعة للسلطة أُنشئت منذ نحو عامين لمساعدة المواطنين ومساندتهم في التصدي لإجراءات الاحتلال مثل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، "لكن دورها ما زال غير مكتمل، ويحتاج إلى فرق ومتابعة وتواصل مع المواطنين"، مؤكدًا وجود نقص في هذا المجال حتى الآن، خاصة أن المؤسسات العاملة من لون واحد.

وتابع: "ننتظر أن تتجلى الشراكة الوطنية على الأرض وليس فقط في المؤتمرات، والخروج من دائرة الفئوية إلى الكل الوطني".

وحول الانتخابات المنتظرة، عد القيادي في الجبهة إجراءها "مهمًّا"؛ لتلبية رغبة المواطنين المُلحة بتغيير الظروف والأوضاع التي يعيشونها نحو الأفضل، مشددًا على أن التغيير يتطلب أرضية قائمة على وجود حالة من التوافق على برنامج وطني مضمونه كفاحي بالدرجة الأولى؛ لإنهاء الاحتلال أولًا والانقسام وآثاره، ومعالجة الحالة الصحية كمطلب مُلحِّ في الشارع إلى جانب محاربة الحالة المتردية للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة وغزة والقدس.

وبيّن أن الأنظار تتجه نحو الانتخابات "وسيلةً للتغيير"، موضحا أنها "ليست وسيلة سحرية، ولن تستطيع ذلك دون حالة من الوفاق الوطني على البرنامج السياسي، كي تُشكّل رافعة للحالة الفلسطينية المتردية في مواجهة كل التحديات".

وأعرب عن أمله أن تُمهد الانتخابات أرضية اقتصادية وسياسية ونضالية لحشد الطاقات وتوظيفها في خدمة المشروع الوطني المتمثل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولية الفلسطينية.

ورأى أن نسبة المواطنين المُسجلين للانتخابات "مُرضية"، معربًا عن أمله أن تزداد أكثر في اليومين المتبقيين لإغلاق باب التسجيل.

ووفق جابر، فإن حالة الجدل في الشارع الفلسطيني لا تزال قائمة تجاه الانتخابات، نتيجة عدم اتضاح رؤية الفصائل وبرامجها السياسية، في ظل إعلان فصائل عن مشاركتها وأخرى تتدارس الأمر حتى اللحظة.

وحثَّ على ضرورة تشكيل قائمة وطنية موحدة حال جرت الانتخابات، تكون قادرة على إنصاف الكل الوطني، وتأخذ في توصياتها قرارات اجتماع الأمناء العامين.

وعدَّ النقاط التي جرى إعلانها في اجتماع الفصائل في القاهرة "خطوطًا عامة وعريضة وتحتاج إلى كثير من التفاصيل".

وحول موضوع استمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي من الاحتلال، رأى أن البنية التحتية لمواجهته "منقوصة" ولا تقتصر على مسؤول معين، إنما تتجسد بإعادة الثقة بين القيادة والمواطن.

وشدد على أنه "لم ننجح حتى الآن في ترسيم برنامج لمواجهة الاستيطان ووقف إجراءات الاحتلال"، مطالبًا بضرورة إيجاد برنامج مجتمعي كفاحي يتجلى في الميدان لمواجهته.