فلسطين أون لاين

400صنف من الأدوية غير متوفرة في الصيدليات

تقرير فلسطينيو لبنان.. "أزمات مركبة" أشدها فتكًا نقص الأدوية وتفشي كورونا

...
صورة أرشيفية
بيروت-غزة/ نور الدين صالح:

أزمة تليها أخرى تُطارد اللاجئين الفلسطينيين القابعين في المخيمات داخل الدولة اللبنانية حتى طالت هذه المرة الأدوية سيّما الخاصة بالأمراض المزمنة، وحليب الأطفال وغيرها.

وتأتي هذه الأزمة في الوقت الذي يعاني فيه اللاجئون تفشِّي فيروس كورونا داخل المخيمات، والذي أودى بحياة الكثيرين منهم، وسط تحركات "خجولة" من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" المسؤولة عن تقديم المساعدات والدعم لهم.

وتعاني الصيدليات في المخيمات الفلسطينية نقصًا حادًّا في الأدوية ما ينذر بكارثة صحية خاصةً لأصحاب الأمراض المزمنة، حيث أدى هذا الانقطاع إلى خلق حالة من الخوف والقلق بين أوساط اللاجئين، أجبرتهم على الاصطفاف أمام أبواب الصيدليات في محاولة لشراء الأدوية وتخزينها.

ورأت مؤسسات صحية حقوقية أن الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان بفعل تدني قيمة صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي، انعكست سلبيًّا على مناحي حياة اللاجئين، لا سيّما الصحية، ما أدى إلى نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، محذرين من استمرارها خاصة في ظل تفشي كورونا.

المدير التنفيذي لجمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية في لبنان مجدي كريّم، حذَّر من الانعكاسات الخطِرة لنقص الأدوية على حياة اللاجئين في المخيمات، مشيرًا إلى أن الصيدليات تُعاني نقص 400 صنف من الأدوية.

وفي اتصال خاص بصحيفة "فلسطين"، عزا كريّم نقص الأدوية إلى الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، وهو ما خلق أزمة لدى مستوردي الأدوية والصيادلة، مبيِّنًا أن شراء الأدوية يكون بعملة الدولار، وأن هذه الأزمة جعلت المواطنين واللاجئين يتدافعون نحو شراء بعض الأدوية بكميات أكبر وتخزينها لعدة أشهر خشية فقدانها نهائيًّا من الصيدليات.

ولفت إلى أن النقص وصل حليب الأطفال من عُمر سنة إلى 3 سنوات.

وأفاد مدير مؤسسة الشفاء المعنية بتقديم الخدمات للاجئين، بأن نقص الأدوية تزامن مع تفشي فيروس كورونا في أوساط اللاجئين، ما خلق حالة من الخوف والقلق لديهم، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية أصلًا.

وبحسب كريّم، فإن أعداد كبيرة من اللاجئين في المخيمات لا يجرون فحوصات كورونا بسبب ارتفاع تكاليفها، حيث يكتفون بحجر أنفسهم منزليًّا لمدة 14 يومًا عند ظهور أي أعراض عليهم، موضحًا أن "أونروا" لا توفِّر الفحوصات للجميع إنما للمخالطين ومن تظهر لديهم أعراض خطِرة فقط.

وأضاف أن "أونروا" تتعاقد مع بعض المستشفيات الحكومية لعلاج مُصابي كورونا من اللاجئين، لكنها لا تقدِّم كل أصناف الأدوية لهم إنما الأساسية فقط، ولا تسعى لتوفير الأصناف المفقودة.

وقدَّر أن عدد مصابي كورونا اليومي يتراوح ما بين 50- 70 إصابة، وفق الأرقام الصادرة عن "أونروا"، وأن نسبة الوفيات منها تبلغ 3.5%، منبِّهًا إلى أن عدد اللاجئين في جميع المخيمات يصل إلى 280 ألف لاجئ.

وحذّرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" من أوضاع كارثية قد تحل باللاجئين الفلسطينيين في لبنان في إثر أزمة نقص الأدوية التي تعصف بالبلاد.

وقالت "شاهد" في بيان لها أمس: إن الأزمة الاقتصادية في لبنان ألقت بظلالها على قطاعات عدة على رأسها القطاع الصحّي والدوائي، حيث تعاني الصيدليات والمستشفيات نقصًا كبيرًا في الأدوية وبدائلها، وذلك نتيجة أزمة سعر صرف الدولار.

ونقلت المؤسسة عن أصحاب صيدليات قولهم: إن أكثر من 400 صنف من الأدوية مفقود ولا يستطيعون الحصول عليه، منها أدوية السكري والضغط والقلب وحليب الأطفال والطعوم ضد الأمراض والأوبئة.

وأضافت أن ما يزيد الطين بلة هو امتناع كثير من تجار الأدوية عن تسليم الأدوية للصيدليات داخل المخيمات؛ بذريعة أنها غير مرخصة من الدولة اللبنانية.

وتشير التقديرات الميدانية إلى أن معدلات الفقر بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ارتفعت إلى نحو 80% ونسبة البطالة قاربت على 65%، في ظل الحرمان من أبسط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاجئين، وخصوصا حق التملك والعمل.