قائمة الموقع

أَوَجدتَ السعادة التي تبحث عنها طويلًا؟!

2021-02-13T09:46:00+02:00
صورة تعبيرية

لم أرَ خيرًا قط! كل حياتي وجع!

ما أقسى هذه الكلمات على قلبي كلما سمعت أحدًا ينطق بها، وهو مُنعم بالنعم التي لا تعد ولا تحصى!

لماذا كل هذا النكران والجُحود لنعم الله (تعالى) عليك؟!

أبصر لنفسك وتأمل خلق الله (تعالى) لك، هل تقرأ هذه الكلمات الآن؟ هل تتذوق طعم قهوتك المفضلة؟ هل تشم رائحتها الطيبة؟ هل أنت من أعدها؟ وهل ... وهل ... وهل ...؟!

كل هذه الأشياء التي تقوم بها يوميًّا، وتنظر إليها أنها "أمر عادي" هي حُلم!

نعم، حُلم لمن أصابه الشلل فلا يستطيع القيام، وهي حُلم لمن فقد سمعه ونطقه، هي حلم لمن فقد حاستي التذوق والشم.

فكل شيء تراه عاديًّا هو لغيرك قد يكون حلمًا!

لا تنظر إلى فلان، لأن لديه سيارة آخر طراز، ولا تنظر إلى جارك لأنه يسكن في بيت فخم الشكل والأثاث، ولا تنظر إلى صديقك لأنه يحمل هاتفًا نقالًا غالي الثمن ...

كل إنسان في هذه الحياة مقدر له رزقه؛ فلا تمدن عينيك لرزق غيرك، فرزقهم لم ينقص من رزقك شيئًا.

أنت رأيت جمال الأشياء لغيرك، لكن لم ترَ الصورة المتكاملة لها، فقد يكون جارك الثري حلمه أن ينهض لإعداد قهوته، وأن يشتم رائحتها، وأن يتذوق طعمها، الأشياء التي كنت تقول عنها "عادية" هي ذاتها حلم جارك الثري الذي تمنيت يومًا أن تمتلك مثل قصره وسيارته الفارهة.

لا تكثر الشكوى فيعتاد قلبك ذلك، فتحرم نفسك رؤية فضل الله (تعالى) ونعمه التي لا تعد ولا تحصى عليك.

إذا أردت أن تنظر إلى غيرك فانظر إلى صديقك الذي رزقه الله (تعالى) حفظ القرآن الكريم، وجارك الذي يلتحق بدورة تأهيل السند، وقريبك الذي يحفظ كل يوم حديثًا، لا بأس أن تنظر إليهم، وتقترب منهم ليأخذوا بيدك معهم في حفظ آية، وتطبيق حديث.

بالرضا سترى وظيفتك، وزوجتك، وأطفالك، وبيتك ... كل شيء جميلًا، ازرع في قلبك بذور الرضا تحصد زهور الجمال في كل شيء.

أرأيت كيف أصبحت ترى حياتك التي كنت تقول عنها "عادية" أنها الآن جميلة، بل جميلة جدًّا، أصبحت تكثر الحمد والشكر لله رب العالمين على فضله عليك؟! والآن تيقن أن الخير سيزيد عليك؛ فهذا وعد الله (تعالى) في قوله: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" (إبراهيم:7).

 

اخبار ذات صلة