طالب المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج قادة الفصائل والقوى والمؤسسات الفلسطينية المجتمعة في العاصمة المصرية القاهرة، بعدم اختزال حوارها الوطني في ملف الانتخابات.
وقال المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول، في حديث مع "فلسطين أون لاين": "إن حوار القاهرة يجب أن يركز على ملفات أخرى مهمة إلى جانب ملف الانتخابات الفلسطينية".
وذكر العالول من هذه الملفات: ملف مواجهة الاحتلال، ومقاومة سياسته التعسفية والتصدي لها، والاتفاق على سياسة موحدة ضمن برنامج وطني يحافظ على الثوابت الوطنية.
ودعا إلى وضع حوار القاهرة آليات لانتخاب ممثلين لفلسطينيي الخارج، مشددًا على أن لا شرعية لأي انتخابات تتجاوز فلسطينيي الخارج.
واستغرب العالول غياب أي ممثلين لفلسطينيي الخارج في حوار القاهرة، مؤكدًا أنه لا يمكن قبول استبعاد نصف الشعب الفلسطيني في الخارج بهذه الطريقة.
وأضاف: "يبدو لافتًا للانتباه الغياب شبه التام لفلسطينيي الخارج في حوار القاهرة، وهو أمر مستغرب بالنظر إلى حجمهم الديمغرافي والاقتصادي فضلًا عن السياسي، وهو ما يتطلب وقفة جادة من المشاركين في حوار القاهرة من أجل إعادة النظر في الموقف من فلسطينيي الخارج، وإدراجهم ضمن النسيج الوطني ليكونوا شركاء في صناعة مستقبل بلادهم السياسي".
وشدد العالول على أن "فلسطينيي الخارج الذين يشكلون ما يناهز نصف الشعب الفلسطيني "لا يمثلون فقط داعمًا للوحدة، وإنما أيضًا إسنادًا للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وفي دعم مؤسساته السياسية".
وأضاف: "فلسطينيو الخارج ليسوا فقط رقمًا يمكن تعداده ضمن أبناء الشعب الفلسطيني، وإنما هم أيضًا إمكانات اقتصادية وسياسية يجب إشراكها وأخذها في الحسبان في أي تركيبة سياسية مستقبلية ينتهي إليها المتحاورون بالقاهرة".
ودعا العالول في السياق لتوفير كل الضمانات القانونية واللوجستية لإشراك اللاجئين الفلسطينيين بمختلف دول الشتات في أي انتخابات مرتقبة.
ورأى أن المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني هدف إستراتيجي يجب وضعه على سلم أولويات الحوار الفلسطيني، بعيدًا عن أي حسابات سياسية حزبية ضيقة.
وأكد العالول أن استمرار الحصار على قطاع غزة، وكذلك استمرار التنسيق الأمني والاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، أجواء لا تساعد على وجود بيئة سليمة للانتخابات.
وقال: "لا شك أن الحوار الوطني الفلسطيني أمر مطلوب لدعم وحدتنا في مواجهة الاحتلال، وأيضًا لمواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية الكارثية للحصار المفروض على القطاع، ولجائحة كورونا التي تمثل تحديًا كبيرًا لنا في الداخل وفي الشتات".
ونبّه إلى أن الاحتكام لصناديق الاقتراع في تمثيل الشعب الفلسطيني يجب أن يأخذ في الحسبان خريطة توزع الشتات الفلسطيني في مختلف قارات العالم، على نحو منصف وعادل، إضافة إلى التمسك بحق العودة الذي رسخته الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.
وطالب العالول المجتمعين في القاهرة بالأخذ في الحسبان الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في عدد من دول الشتات، لا سيما لبنان وسوريا والعراق والأردن، بسبب انعكاسات الأزمات السياسية التي تعيشها تلك الدول، وأيضًا بسبب جائحة كورونا.
وانطلق في العاصمة المصرية القاهرة أمس اجتماع الحوار الوطني الفلسطيني، للتحضير للانتخابات العامة، بمشاركة فصائل فلسطينية وشخصيات مستقلة، ومن المقرر أن يستمر اليوم الثلاثاء.