فلسطين أون لاين

تقرير الاحتلال يواصل الهدم والتهجير في الأغوار باستهداف "خربة الحمصة"

...
صورة أرشيفية
الأغوار الشمالية-غزة/ أدهم الشريف:

أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، هدم العديد من المساكن والخيام في "خربة الحمصة الفوقا" بالأغوار الشمالية، شمالي الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي رأى فيه مختص في شؤون الاستيطان أنه يعكس مساعٍ إسرائيلية لخلق واقع جديد بالقوة في منطقة الأغوار البالغة مساحتها الإجمالية نحو 720 ألف دونم.

وبحسب ما أفادت به مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال مدعومة بجيبات عسكرية وجرافات، اقتحمت الخربة قبل إرغامها المواطنين على ترك مساكنهم وهدمها، وذلك في أعقاب محاولات نشطاء ومواطنين إعادة بناء المساكن وإيواء أهالي المنطقة الذين يسعى الاحتلال لتهجيرهم بعد أن هدم منشآتهم أكثر من مرة مؤخرًا.

وخلال عمليات الهدم، صادر جنود الاحتلال جرّارًا زراعيًّا لمجلس الخدمات المشترك بالأغوار وسيارة لصحفيين وأخرى لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

وكانت قوات الاحتلال هدمت وفككت قبل أسبوع تقريبًا نحو 40 منشأة تعود لـ11 عائلة في الخربة، وأخطرت سكانها بالرحيل النهائي عنها.

وأكد المستشار في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان محمد الياس أن منطقة خربة الحمصة إضافة إلى تجمعات رعوية أخرى في الأغوار الشمالية تقع تحت دائرة انتهاكات الاحتلال التي ليست وليدة اللحظة، وقد شهدت هذه الانتهاكات كثافة في الآونة الأخيرة.

وأوضح الياس لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يمنع المزارعين في الأغوار الشمالية من السكن والزراعة والبناء وحتى من دخول أراضيهم سواء للزراعة أو الرعي، مشيرًا إلى أنه بعد طرح "صفقة القرن" الأمريكية التصفوية تكثفت انتهاكات الاحتلال.

وأضاف أن غالبية المناطق التي يقيم فيها الفلسطينيون أصبحت إما مناطق مغلقة لـ"أغراض عسكرية" بحسب ذرائع الاحتلال، وإما لبناء المزيد من المستوطنات، ويمنع فيها كل أشكال الحياة المدنية للفلسطينيين سواء خطوط مياه أو كهرباء أو إقامة مشاريع حيوية كالمدارس والمؤسسات الصحية وغيرها.

وأكد أن الاحتلال يهدف إلى خلق بيئة قصرية تدفع المواطنين إلى الرحيل عن الأغوار تجاه المدن والتجمعات الفلسطينية، علمًا أن جيشه يسيطر على الأغوار، لكنه يريد تطهيرها عرقيًّا، وخلق منطقة للمستوطنين وحدهم دون وجود لأي فلسطيني.

وشهدت خربة حمصة قبل 3 أشهر أكبر عملية هدم وتهجير تسببت للمواطنين بخسائر تقدر بما يزيد على 100 ألف شيقل، وتواصلت الاعتداءات في حينها أكثر من 12 ساعة، هدم الاحتلال خلالها كل شيء، وصادر كل ما يمكن مصادرته، وفي إثر ذلك قضى أهالي الخربة لياليهم في العراء لعدة أيام.

وحوَّل الاحتلال ما يزيد على 400 ألف دونم في الأغوار إلى مناطق عسكرية مغلقة، يحظر على الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو غير ذلك، وأنشأ 97 موقعًا عسكريًّا هناك.

كما زرع الاحتلال المئات من الدونمات الزراعية في الأغوار بالألغام الأرضية، حتى باتت تلك المناطق محاذية لبعض التجمعات السكنية البدوية، مثل خربة يرزا ومنطقة واد المالح، فهي موجودة بين منازلهم وفي مراعيهم، وقرب مصادر المياه.

وتعد الأغوار سلة فلسطين الغذائية، وهي أكثر المناطق تضررًا من مشروع "الضم" الإسرائيلي الذي سيلتهم عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.

وتتعرض عدة مناطق في الضفة الغربية وخاصة في الأغوار والقرى المحاذية للمستوطنات لهجمة متواصلة بهدف مصادرة مزيد من الأراضي وشق طريق استيطانية وتهجير السكان.