"عرسك أنت وزوجي راح يكون الأسبوع الجاي، بس أولادي فشر تاخديهم".. بهذه العبارة ختمت سيّدة ردّها على استشارة في إحدى المجموعات النسائية المغلقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، رغم أن مديرة المجموعة هي التي نشرت الاستشارة ولم تذكر اسم مرسلتها، فما فيها من تفاصيل كان كافيا لتعرف إحدى عضوات المجموعة ذاتها أن الحديث عنها، وليتبين لها أن مرسلة الاستشارة هي خطيبة زوجها، والذي لم يكن قد أخبرها أنه يخطط للزواج من امرأة أخرى، ومن سياق الاستشارة الطويلة فهمت أن الزوجة المُنتظرة تُخطط لحرمان الأولى من أبنائها، ما جعلها تردّ عليها بأنها ستترك لها الرجل لكن الأولاد "على جثتي"..
صفحات ومجموعات كثيرة على "فيس بوك" تقوم على فكرة استشارة المستخدمين الآخرين، ورغم أن الأسماء لا تُذكر مع نص الاستشارة، إلا أن العديد من الحالات يكون فيها من التفاصيل ما يكفي ليتعرف على صاحبها مستخدمون آخرون، فمثلا هذه "كنة" تخبر حماتها بما كتبته "سلفتها"، وتلك "سلفة" ترد على سلفتها الأخرى: "يا ميّادة عارفة انك انت، وانك بتحكي عني".. عن هذا الشكل من الاستشارات سألت "فلسطين" الأخصائية النفسية ليلى أبو عيشة..
بمواصفات
وتقول الأخصائية النفسية ليلى أبو عيشة إن الحصول على استشارة يجب أن يكون عبر المختصين والمؤهلين لتقديمها، وليس بالبحث عنها بشكل عشوائي.
وتضيف لـ"فلسطين": "إذا قرر الباحث عن استشارة عليه أن يتوجه إلى مختص، فلا بد أن ينتقيه بعناية ليكون صاحب علم وحكمة كافيين، والوصول إلى الكثير منهم بات سهلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ليس شرطا التوجه إلى المختصين فقط، فقد يختار شخصا من محيطه الاجتماعي كقريب أو صديق ليستشيره".
وتوضح أنه في حال لجأ الفرد إلى شخص من محيطه، فليختره وفقا لتوفر بعض الصفات فيه، ومن أهمها السرية والكتمان، والحكمة، والخبرة في الحياة، واتساع الرؤى، والموضوعية في إطلاق الأحكام.
وتبين أبو عيشة أن الشخص أيا كانت حاجته للاستشارة، فلا يجدر به أن يطرق أبواب الاستشارات بشكلها المنتشر على مواقع التواصل حاليا، فالآراء التي يطرحها المستخدمون الآخرون مجرد نقاش، لا يمكن الأخذ بها، حتى إن كان بعضها جيدا، لافتة إلى أن تطبيق بعض النصائح الواردة في الردود على المشكلة قد يكون مضرا ويفاقم المشكلة ولا يحلّها.
وتشير إلى أن وقوع منشور الاستشارة في يد من يعرف تفاصيلها بدرجة تجعله يعرف مرسلها أمر يزيد الطين بلّة، ويفتح الباب لكثير من المشكلات، مثل نقل الكلام، ومعرفة خبايا البيوت وأسرارها، ويزيد من حدّة الخلافات التي تكون الاستشارة بشأنها.
