تمكنت شابتان فلسطينيتان من إنتاج فكرة تطبيقٍ إلكتروني يوفر عنايةً مريحة للمرأة مع مولودها ومتابعة دورية من أول مراحل الحمل حتى بلوغ المولود عمر السنتين، من خلال مواضيع وإرشادات صحية وسلوكية، تلائم احتياجات الأم والمولود وفق كل فترةٍ زمنية.

وتبلورت فكرة التطبيق بعدما شاهدت نور حبوب (24 عامًا) معاناة شقيقتها الكبرى في تربية طفلتها الأولى، لتعرض فكرة التطبيق المساعد على صديقتها سما حجو التي تكبرها بعام والحاصلة على شهادة العلوم المالية والمصرفية من الجامعة الإسلامية في غزة.

ويهدف التطبيق الذي يحمل عنوان "ريحانة" ويدعم حاليًا اللغة العربية، إلى إيجاد حلول عملية وسلسة للمشاكل التي تواجه الأمهات خاصة المتزوجات حديثًا.

وتقول حبوب إنها سعت برفقة صديقتها سما منذ تخرجهما من الجامعة إلى البحث عن فكرة ريادية تبعدهما عن طابور البطالة وشبحها المتوغل في الشباب وفي ذات الوقت تمكنهما من دخول أسواق المنافسة الداخلية والخارجية بعد تأسيس شركتهما الخاصة.

وأضافت حبوب لصحيفة "فلسطين" أن رَيحانة بمثابة بيئةٍ إلكترونية توفر عنايةً مرنة للمرأة ومتابعة أسبوعية من أول مراحل الحمل حتى بلوغ المولود عمر السنتين، وتقدم حلولًا للمشاكل التي تعيشها الأم خلال مرحلة تنشئة الطفل بواسطة خبراء واختصاصيين اجتماعيين وتربويين.

جودة الحياة

وبينت الشابة نور الحاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص تكنولوجيا المعلومات، أن تطبيق ريحانة يوفر بجانب الخدمات المتنوعة السابقة، العديد من المواضيع والأدوات التي تساعد العناية بالأم والطفل معًا.

ويطمح الفريق الثنائي إلى تحسين الرعاية بالمواليد الجدد والأطفال عمومًا وزيادة مستوى المعرفة والرعاية وتحسين جودة الحياة، فضلًا عن السعي الحثيث نحو بناء وتطوير شركة مختصة بفكرة مشروعهما الريادي تنافس في الأسواق العالمية.

وأخضعت نور وسما فكرة مشروعهما إلى سلسلة من التجارب لدراسة جودة الفكرة ومدى الحاجة إليها في الأسواق المحلية، فحظيتا بتشجيع لافت وتحديدًا من قبل الفئات المستهدفة من المشروع الريادي.

وأرجعت سما حجو سبب قبول فكرة المشروع إلى حاجة الأمهات لتوعية أكبر بأمور الحمل والعناية بالطفل إضافة للحاجة المتزايدة لجودة الصحة والتربية الحديثة، وكون أن التطبيق سخر الثورة التكنولوجية وانتشار الأجهزة الذكية المحمولة في خدمة أهدافه.

وعن فوائد المشروع ومميزاته، تتحدث حجو: "يوفر "رَيحانة" متابعة بشكل أسبوعي للمرأة الحامل من بداية حملها حتى بلوغ مولودها عمر السنتين، ويقدم إجابات للمشاكل الشائعة التي تواجه الأم في تلك الفترة من قبل استشاريين متخصصين، وأيضًا يوفر أدوات تساعد على العناية بالطفل بطرق منهجية صحيحة".

اجتماع افتراضي

وأوضحت حجو أن التطبيق يطرح خاصية إرسال تنبيهات للأم بمواعيد تخص طفلها، كموعد مراجعة الطبيب أو توقيت إعطاء جرعة الدواء أو موعد التطعيمات، وكذلك يعد المشروع بمثابة تجمع افتراضي للأمهات يتبادلن فيه الخبرات والاستشارات التي تخص عمليات الرعاية والتربية.

وأشارت حجو إلى أن المشروع يستهدف الأمهات والآباء بشكل عام والأشخاص حديثي الزواج خاصة، مبينة أن "ريحانة" يتميز بدعمه للغة العربية خلافًا لما هو متوفر في الأسواق، ويتناسب محتواه مع الثقافة الاجتماعية المحلية.

واحتاجت الفكرة الريادية، المدعومة من قبل حاضنة "يوكاس" التكنولوجية، لقرابة ثمانية أشهر من العمل والتحضير وصولًا إلى المراحل النهائية، بينما تعد تكلفة التنفيذ المرتفعة واختلاف ثقافة السوق المستهدف من أبرز التحديات التي تواجه المشروع.

واختارت الشابتان "Baby Sitter" كاسمٍ لمشروعهما في بداية الأمر، قبل أن يتحولا عنه إلى "رَيحانة" كتعبير عن الحنان والرعاية، بينما تسعيان إلى تطوير فكرة المشروع بالفترة القادمة كي يقدم استشارات فورية تخص الأم والطفل عبر مستشارين في مجال التغذية والسلوك.