قائمة الموقع

"مصعب".. الصحابي الذي بكاه رسول الله

2021-01-28T16:02:00+02:00
صورة تعبيرية

"سفير الإسلام" هذا اللقب الذي تُوج به الصحابي الجليل مصعب بن عمير، بعد إسلامه، بعدما اشتهر بـ"أعطر أهل مكة" التي ولد فيها، فكانت رائحة عطره الذكية تسبق خطوات أقدامه، فقد تنعم بحياة رغيدة، وكان يتزين بأجمل الثياب وأثمنها، الأمر الذي كان يزيد وسامته بين أقرانه؛ فكان كما يُقال عنه "زينة شباب قريش".

ومع هذا النعيم الذي كان يتقلب فيه وجد حياته الحقيقية حينما نزع هذه الثياب الفاخرة، وزين قلبه قبل جسده بالإسلام، ليكون بذلك من السباقين في اعتناقه، والأمر ليس كذلك فحسب، بل عمل على نشر الإسلام، وتعليم المسلمين تلاوة القرآن حتى حاز لقب "المقرئ".

في بداية الأمر كان إسلامه سرًّا في دار الأرقم خوفًا من قومه وأمه خناس بنت مالك بن المضرب العامرية؛ فكان وحيدها المدلل.

وعندما علمت والدته بذلك حبسته أملًا في رده عن دينه، لكنّها واجهت إصرارًا كبيرًا منه على الإيمان، فقرّرت إخراجه من بيتها وحرمانه المال محاولة رده عن الإسلام، حسب ما ذكره موقع "قصة الإسلام"، ومع ذلك كل المحاولات أصابها الفشل؛ فقوة إسلامه كانت تزيد يومًا بعد يوم، والتحق بصفوف من أسلم في الهجرة إلى الحبشة عندما اشتد الأذى على الصحابة (رضي الله عنهم)، ثم هاجر إلى المدينة المنورة بعد وقوع البيعة الأولى؛ وقد أرسله الرسول (عليه الصلاة والسلام إليها)، ليعلم سكانها القرآن الكريم، وتعاليم الدين الإسلامي، فأطلق عليه اسم "المقرِئ"، ثم عاد بعد ذلك إلى مكة المكرمة مع الأنصار، وأسلم على يده سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير.

وفي العام الثالث للهجرة حينما بلغ أربعين عامًا من عمره إذ كانت غزوة أحد حمل فيها مصعب لواء المسلمين، وتقدم به، وفي أثناء المعركة هجم ابن خلف على الرسول (صلى الله عليه وسلم) لكي يقتله، لكنه لم يتمكن من قتله؛ لأن مصعب استقبل الضربة عن الرسول ليفتديه، وبدأ مصعب يقاتل في أرض المعركة وهو يحمل لواءه حتى قتله قميئة الليثي الذي ظنه الرسول.

وبعد انتهاء غزوة أحد جاء الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) وأصحابه يتفقّدون أرض المعركة ويودّعون شهداءها، وعند جثمان مصعب كان مشهد وداع الحبيب؛ فقد سالت دموع وفية غزيرة من الرسول (صلى الله عليه وسلم) على الصحابي الجليل الذي ترك زينة الحياة الدنيا، وركض مسرعًا في استجابته لدعوة رسول الله، ليعتنق الإسلام بقلبه وعقله وصوته الندي في تلاوة القرآن، وفي حماية الإسلام العظيم.

فحملت هذه الدموع حب رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام) لأصحابه، لتتجلى أسمى معاني الوفاء والحب في الإسلام.

 

اخبار ذات صلة