فلسطين أون لاين

فرار أكثر من 400 مدني من شرق حلب إلى غربها

...
بيروت - (أ ف ب)

فر أكثر من 400 مدني ليل أمس من الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام السوري تزامناً مع سيطرة القوات الحكومية على حي استراتيجي، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد 27 -11-2016 .

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "أكثر من 400 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرق حلب، توجهوا ليلاً إلى مساكن هنانو، اثناء تقدم قوات النظام فيها".

وأوضح أن قوات النظام "نقلتهم ليلاً الى مناطق سيطرتها شمال حلب وتحديداً الشيخ نجار، قبل ان يصل قسم منهم صباح اليوم إلى الأحياء الغربية في المدينة".

وتمكنت قوات النظام أمس من السيطرة بالكامل على حي مساكن هنانو الاستراتيجي، بعد أسبوع من الاشتباكات العنيفة ضد الفصائل المعارضة.

واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/نوفمبر حملة عسكرية ضد الأحياء الشرقية في مدينة حلب، بهدف استعادة السيطرة عليها.

ودفعت الاشتباكات العنيفة في الأيام الأخيرة عشرات من العائلات الى النزوح من مناطق الاشتباك الى احياء أخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة. وتمكنت خمسة عائلات على الأقل من الوصول الى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في حلب.

وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الأحياء الشرقية واستخدامهم كـ"دروع بشرية".

ويعيش أكثر من 250 ألف شخص محاصرين في الاحياء الشرقية في ظل ظروف معيشية صعبة. وكانت اخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في تموز/يوليو الماضي.

وتعد سيطرة قوات النظام على مساكن هنانو ضربة موجعة للفصائل المعارضة والتي تسعى قوات النظام الى تضييق الخناق عليها.

وأوردت صحيفة الوطن السورية القريبة من دمشق، في عددها اليوم، "سطّر الجيش العربي السوري أهم إنجاز في سجل انتصاراته شرقي مدينة حلب ومد نفوذه إلى مساكن هنانو بشكل كامل التي تعد أهم بوابة للأحياء الشرقية وتفتح المجال أمام مزيد من التقدم في محيطها وفي عمق مناطق سيطرة المسلحين".

ونقلت عن مصدر ميداني أن "الجيش عازم على استكمال إنجازاته في الأحياء المجاورة لمساكن هنانو بداية ثم تطهير الأحياء الشرقية كاملة".

وتخوض قوات النظام اليوم معارك عنيفة على أطراف حيي الصاخور والحيدرية المتاخمين لمساكن هنانو، وفق المرصد السوري.

وتترافق المعارك مع قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام على مناطق الاشتباك وأحياء عدة في شرق المدينة.

وأحصى المرصد مقتل 18 مدنياً على الاقل في الاحياء الشرقية أمس جراء القصف والغارات، فيما قتل اربعة مدنيين على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء قذائف كثيفة اطلقتها الفصائل على غرب حلب.

ويتيح تقدم قوات النظام من مساكن هنانو إلى حي الصاخور الذي بات وفق المرصد "تحت مرمى نيرانها باعتباره منطقة منخفضة، فصل الأحياء الشرقية إلى جزئين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي".

وبحسب عبد الرحمن، "تبعد أقرب مواقع قوات النظام على أطراف حي الصاخور عن مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديداً على أطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف" كيلومتر.

ويجمع محللون على أن معركة حلب أشبه بـ"معركة تحديد مصير"، ومن شأن نتائجها ان تحسم مسار الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة سنوات والتي أوقعت اكثر من 300 الف قتيل.