في جنوب القدس المحتلة وتحديدًا بلدة جبل المكبر، عاش الشيخ طالب زحايكة حياة رباط ونشر للعلم، وأعطاه للكبير والصغير دون تفرقة، قبل أن توافيه المنية في الـ26 من الشهر الجاري.
وعلى الرغم من أن زحايكة لم يُكمل تعليمه، واقتصر على المرحلة الابتدائية منذ بداية حياته، فإن هذا الأمر لم يعق فرص حصوله على العلم من مصادر أخرى.
محمد زحايكة، الابن الأكبر للشيخ طالب، يوضح في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن والده الراحل قضى عمره في البحث عن العلم وتلقيه وتعلمه، ومن ثم تعليمه في دروس يشهد كل مكان في ساحات المسجد الأقصى عليها، كما يشهد عليها كل من يعرفه من أهل القدس والضفة الغربية وحتى من الأراضي المحتلة سنة 1948.
ويقول: "والدي بعد أن تعمق في القراءة في كتب الدين أصبح لديه من العلم ما يؤهله ليصبح إماما وخطيبا في مسجد بجبل المكبر، كما أنه أصبح يعطي دروسًا في باحات المسجد الأقصى دون توقف".
ويشير إلى أن أباه قضى أعواما طويلة في إعطاء الدروس الدينية، حتى أن طلاب الجامعات والرجال الكبار في السن كانوا يقصدونه ليسألوه في مسائل قد يغفلون عنها، لافتاً إلى أن إجابات والده الواضحة والسهلة كانت تعكس تعمقه في الإسلام كثيرا.
وينبه إلى أن العيش في بلدة جبل المكبر في مدينة القدس ليس أمراً سهلاً على الفلسطيني –صاحب الأرض- فهو يتعرض لمضايقات الاحتلال في كل زمان ومكان، لافتاً إلى أن والده عاش 73 عاماً، وقضى جل حياته في هذا المكان كالقابض على الجمر.
ويبين زحايكة أن والده كان من الشخصيات المحبوبة في المسجد الأقصى مرجعاً السبب إلى عدد من الصفات التي كان يتميز بها، خاصة الصبر، فقد كان صبوراً في التعامل مع أي شخص يعرفه.
ويواصل وصفه: "أكثر ما كان يزيد محبته في قلوب الناس هو أنه كان لا يفرق بين أي شخص مهما كانت طباعه أو مساوئه".
يذكر أن والده كان دائم العمل في إصلاح ذات البين وحل المشكلات، وهو ما زاد من شهرته بين أهل القدس، كما أن حبه لعمل الخير زاد من رصيده في قلوب المقدسيين وغيرهم من أهالي الضفة وغيرهم.
ويفيد بأن الشيخ طالب تزوج وأنجب أربعة أبناء ذكور وخمس فتيات، جلهم يعيشون في جبل المكبر، وكانت وصيته لهم الحفاظ على الإسلام والتمسك به، "فهو النجاة لهم من كل خطر يتعرض لهم في حياتهم".
ويكمل زحايكة أن والده كان يعاني مرض السكري والضغط، إضافة لارتفاع في الكولسترول وبعض مشكلات في الكلى، وكان قد تعب في الفترة الأخيرة ودخل المستشفى في إثرها ليتوفاه الله.
