فلسطين أون لاين

​عاشق الإضراب

...
غزة - أدهم الشريف

ما من إضراب مفتوح عن الطعام يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال، إلا ويعلن الأسير عبد الرحمن المقادمة، من سكان مخيم جباليا، مشاركته فيه تضامنًا معهم.

عبد الرحمن، يبلغ من العمر (30 عامًا)، اعتقلته قوة إسرائيلية في شمالي القطاع، في 25 أغسطس (آب) 2007.

وحكمت عليه سلطات الاحتلال بالسجن لمدة 18 سنة، ويقضي محكوميته حاليًا في سجن "نفحة" الصحراوي.

ويشارك حاليًا عبد الرحمن الأسرى المضربين عن الطعام منذ 17 نيسان (أبريل) الماضي، في إضرابهم، لتحقيق مطالب إنسانية.

حتى ورغم أنه لم يتزوج، إلا أنه كان قد شارك في إضراب مفتوح جرى سلفًا للسماح لأبناء الأسرى بزيارة آبائهم في السجون.

"منذ اعتقاله لم يفوت عبد الرحمن إضرابًا للأسرى إلا وكان يشارك فيه، يتضامن مع الأسرى في كل فعالياتهم وخطواتهم. وصمد في عدة إضرابات إلى أن حقق الأسرى مطالبهم". تقول والدته فاطمة المقادمة.

ومع ذلك، لا تترك فاطمة (58 عامًا) فعالية تضامنية مع الأسرى إلا وتشارك فيها دعمًا للأسرى المضربين، ومن بينهم نجلها عبد الرحمن، الذي تبدو والدته فخورة به.

ويلجأ الأسرى للإضراب المفتوح عن الطعام في حال تصاعد وتيرة انتهاكات إدارة السجون، والتضييق عليهم، سعيًا لتحسين أوضاعهم المعيشية خلف قضبان الاحتلال.

ودائمًا ما يكتفي الأسرى بالمياه والملح خلال فترة الإضراب التي قد تمتد لأشهر، كما يجري الآن مع عبد الرحمن، بحسب والدته.

لكنها لا تنسى الأيام التي كان نجلها يطلب منها إعداد بعض الأكلات الشهية المفضلة له؛ واسترجعتها حينما قدمت وجبة "مفتول" في بيتها لأسرى محررين أبعدوا إلى غزة ضمن صفقة "وفاء الأحرار" بطلب منه.

وتخشى والدة الأسير من تدهور حالته الصحية حال استمر تعنت سلطات الاحتلال في الاستجابة لمطالب الأسرى الذين لن يفكوا إضرابهم إلا بتحقيقها.

في إحدى الزيارات لنجلها عبد الرحمن، حاولت والدته استفزازه حين سألته عن سبب إضرابه لتحقيق مطالب لا علاقة له بها كالسماح لأبناء الأسرى بزيارة أبنائهم، وهو ليس له أبناء، فاحمر وجهه من شدة الغضب وقد كرر أكثر من مرة: وحدي الله يا حجة؛ اللي بصير ع الأسرى بصير عليا". أومأت الأم برأسها وابتسامة فخر اعتلت وجهها، وهي تقول في سرها من خلف لوح زجاجي فصل بينهما "ما جابتك ولادة يا عاشق الإضراب".