قائمة الموقع

جبريل.. محامٍ يقضي عمره في جمع طوابع بريد الدول

2021-01-25T09:49:00+02:00

مع مرور العمر تبقى ذكريات الطفولة عند الإنسان من أجمل الأمور التي تحفر لها مكانًا في الذاكرة، فكيف لو كانت دفاتر تحمل بداخل كل منها قصة؟! وهو ما لا يزال يشعر به المحامي جبريل أبو جهل من مدينة غزة تجاه طوابعه التي جمعها على مدار أعوام عمره.

منذ العاشرة من عمره –وفقًا لحديث جبريل إلى صحيفة "فلسطين"- ظهر لديه الشغف بامتلاك تلك الطوابع التي كان يشتريها من ذلك الرجل العجوز، الذي كان يبيعها في محل صغير يعرضها بجوار أشياء أخرى، كان يدخر مصروفه البسيط الذي كان أقل من "تعريفة" (عملة في ستينيات القرن الماضي) ليدخرها حتى يمتلك بضع قروش ثم يتوجه إليه يشتري ما يتوافر له من طوابع بريد.

كان يتأمل الطوابع الخاصة بكل دولة ومناسباتها التي تعكس سيادتها ومناسباتها، ويحتفظ بها في دفتر خاص به يحمله أينما يذهب، لتحدث له تلك الحادثة التي لا تزال آثارها تؤلم قلبه حتى الآن، عندما سرق دفتر الطوابع الخاص به.

سرقة أوجعت قلبه، ولكنها لم تجعله يهجر تلك الهواية التي استمر في ممارستها حتى دخوله الجامعة لدراسة المحاماة في مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، التي أشغلته قليلاً عنها، ولكن بعد الانتهاء من دراستها والعودة إلى مدينة غزة تذكرها، وعاد له الشغف من جديد لممارستها.

وكان وجود أقارب وأصدقاء دراسة لجبريل في عدد من الدول العربية والأجنبية سبباً للاستمرار في ممارسة هذه الهواية، فكان ينظر أي رسائل تأتي من الخارج له ولعائلته حتى يحظى بطوابع البريد الملصقة عليها.

وتحوي دفاتر جبريل الكثير من الطوابع القديمة الشاهدة على تاريخ دول مختلفة.

ويوضح أن دفاتره تحتوي على طوابع لـ86 دولة كانت موجودة من سنة 1962م حتى 1975م، وهذا يمكن أن يشمل كل الدول التي كانت موجودة في تلك السنوات على سطح الكرة الأرضية عامةً.

ولا يزال يمارس هذه الهواية للبحث عن طوابع بريد خاصة بدولة فلسطين، مع محاولات الاحتلال الإسرائيلي لإخفاء التاريخ الفلسطيني.

ويرفض جبريل التبرع بهذه الدفاتر لأي جهة أو شخص؛ فمن لم يتعب بالحصول على هذه الطوابع ولا يعرف قيمتها فلن يهتم بالحفاظ عليها.

 

اخبار ذات صلة