فلسطين أون لاين

تقرير هل يتراجع بايدن عن قرارات ترامب بحق القضية الفلسطينية؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

في السنوات الأربع الماضية من حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قدم ترامب العديد من الهدايا المجانية للاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، كان أبرزها اعتراف بلاده بمدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.

وقطع ترامب كل المساعدات الأمريكية المقدمة للفلسطينيين، بما يشمل المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة، وكامل مساعدات واشنطن عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ثم أوقف دعم مستشفيات القدس، وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن.

الكاتبة والمحللة السياسية نور عودة، رأت أن موقف "بايدن" من الاحتلال الإسرائيلي معروف وواضح، بمعنى أنه مؤيد له، لذا يجب على الفلسطينيين عدم التفاؤل كثيرًا أو وضع توقعات عالية نحو ما سيقدمه للقضية الفلسطينية.

وقالت عودة في حديثها لـ"فلسطين": "بكل تأكيد بايدن لن يتراجع عن قرارات ترامب المتعلقة باعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال بسبب وجود قرار سابق من الكونغرس الأمريكي".

وبينت أن هناك ملفات كبيرة لن يتراجع عنها بايدن، وهو ما كان واضحًا في جلسة الاستماع لوزير خارجيته، حيث لن يتراجع عن قرارات نقل السفارة من (تل أبيب) إلى مدينة القدس المحتلة أيضًا.

وأضافت: "ولا يعرف بعد وصول الرئيس بادين إلى الحكم في البيت الأبيض ما هو مصير باقي القرارات التي كانت جميعها لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وضد القضية الفلسطينية".

وأوضحت عودة أن هناك الكثير من القرارات التي قررها ترامب كان منها سياسي وإداري، ومنها ما يطبق في قوة القانون، لذلك من المبكرة جدًّا الحديث عن إلغاء إدارة بايدن قرارات ترامب أو الرجوع عنها.

وأشارت إلى أن بايدن سيتراجع عن بعض القرارات، كإعادة دعم الولايات المتحدة للأونروا، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، لكونها تنسجم مع السياسية الأمريكية، وتأتي ضمن محاولات الرئيس الجديد لترميم علاقات بلاده الدولية ومكانتها التي حطمها ترامب.

ولفتت إلى أن بايدن منشغل في الأيام الأولى من حكمه بمواجهة جائحة كورونا، إضافة إلى أزمة اقتصادية، وانقسام سياسي، وهو ما يعني أنه بحاجة إلى كل الشركاء في الداخل، وعدم المقامرة في الدعم الخارجي على حساب الأمور الداخلية.

من جانبه بيّن الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور عادل سمارة، أنه من النادر أن يتراجع رئيس أمريكي جديد عن قرارات اتخذها سابقه، وخاصة أن جميعهم يؤيدون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال سمارة في حديثه لـ"فلسطين": "من المستبعد جدًّا أن يعمل بايدن على إبطال قرارات ترامب بشأن القدس، أو إعادة السفارة الأمريكية إلى (تل أبيب) بدلًا من المدينة المقدسة".

وأضاف: "الإدارة الأمريكية الجديدة تشمل شخصيات يهودية، وهو ما يظهر حجم دعم بايدن للاحتلال، ومدى تأييده الشديد له".

ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية مطالبة بعدم الانخداع من حديث بايدن بشأن القضية الفلسطينية، خاصة أن قيادة السلطة تهيئ نفسها للعودة إلى مفاوضات التسوية.