هل شعرت يومًا بالإحباط وغياب الروح؟ هل أصبت يومًا باليأس والهزيمة النفسية ولا تزال آثار هذه المشاعر متراكمة في روحك؟ هل كلما تلمست حال الأمة الإسلامية والعربية زادت هذه المشاعر؟
لا داعي للخوف أو الذُعر؛ فالأمل لا يزال موجودًا في أن تستعيد الأمة الإسلامية والعربية عافيتها وتنهض من كبوتها، وهذا ما يمكن أن تلتمسه في رحلة الكاتب مجدي الهلالي في تأليفه كتاب "عودة الروح ويقظة الإيمان".
في هذا الكتاب تجد الكاتب يتنقل بين صفحاته، في محاولة منه لتكوين جيل جديد ينهض بالأمة الإسلامية والعربية ويعيد المجد لها، وذلك بإرساء قواعد ثابتة في النفس المسلمة تسمو بالروح والنفس على المدى الطويل.
أيها القارئ أنت عظيم؛ فلا تعجب من ذلك، فإياك أن تستصغر نفسك مهما حدث، وتيقن أن الروح شيء عظيم من أمر الله (تعالى)، وبذلك تقترن به الحياة بالإحساس والحركة، وتقترن به الحالة المعنوية للفرد ثم الأمة، وعندما تغيب الروح عن الفرد فإن الهزيمة النفسية ستلاحقه وتصيبه.
وما أخطر تلك الهزيمة على الفرد، وما أشد ضررها على حاضره ومستقبله، إذا استحكمت حلقاتها حول عنقه، وهو ما يتسبب بالهزيمة النفسية والإحباط اللذين يقتلان الطموح ويجعلان الشعور باليأس يتسرب إلى كيان الإنسان فلا يجد للحياة طعمًا ولا للمستقبل قيمة!
ومهما كانت الظروف فلا داعي لليأس؛ فإن الأمة العربية والإسلامية تستطيع أن تتجاوزها؛ فتذكر قوله (تعالى): "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ".
وفي الكلمات التي تبعث الأمل لك من جديد إياك ثم إياك أن تستصغر نفسك وتقول: "أنا لا أصلح"؛ فيقينًا أنت تصلح، إن صح عزمك وإرادتك، أتدري لماذا؟ لأن الأمر كله بيد الله (سبحانه وتعالى)، فعليك أن تأخذ بالأسباب لنهضة هذه الأمة.
وتذكر -عزيزي القارئ- أن الأمر يحتاج إلى من يوقف نفسه لقضية إيقاظ الأمة، ويصمم على ذلك تصميمًا عظيمًا لا تراجع فيه مستصحبًا هذا المعنى من الاقتداء بسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، عندما قال لعمه أبي طالب: "يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر، حتى يظهره الله، أو أهلك فيه؛ ما تركته".