غرقت عشرات الخيام بمخيم للنازحين بالشمال السوري، جراء تساقط مياه الأمطار طيلة ليلة الأحد و فجر الإثنين، فيما تضررت خيام أخرى بالمخيم الذي يقطنه نحو 50 ألف نازح.
وذكر علي حمادة أحد النازحين في مخيم كفر عروق بمحافظة إدلب (شمال غرب)، أنهم يعيشون نفس المعاناة كل شتاء منذ 9 أعوام، حيث يأتي المطر ويذهب بخيامهم.
وأوضح حماده أنهم تركوا منازلهم وأراضيهم خلفهم واستأجروا هنا أرض زراعية لنصب خيامهم فيها، ولا يحصلون على أي دعم.
وأضاف أن الأمطار تواصل الهطول "ونحن نحاول أن نفرغ الخيم من محتوياتها، وسننتظر هنا لأنه لا يوجد مكان آخر نذهب إليه".
من جانبها قالت النازحة نسرين خضور وهي أم لخمسة أطفال وزوجها مصاب بمرض السكري، إنها اضطرت لمغادرة الخيمة مع عائلتها بعد أن غمرتها المياه.
وأضافت: "ابتلت كل مقتنيات الخيمة بما فيها ملابسنا، ولم يبق حتى بطانية للتدفئة، ما تسبب بمرض أبنائي".
وناشدت خضور، المنظمات الإنسانية وفاعلي الخير لمساعدة سكان المخيمات المتضررين حيث لا يوجد مكان آخر يلجؤون إليه.
من جانبه، قال مدير فريق "منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري" محمد حلاج، إن الأمطار غمرت 108 مخيما في المنطقة خلال الـ48 ساعة الماضية.
وخلال السنوات الماضية نزح ملايين المدنيين إثر قصف النظام السوري لمدنهم إلى المناطق القريبة من الحدود التركية السورية، حيث اضطرت مئات آلاف العائلات للسكن في خيام بعد ما عجزوا عن تأمين بيوت تأويهم.
وتعاني المخيمات المذكورة من انعدام البنية التحتية، فضلا عن تحولها لبرك من الوحل خلال فصل الشتاء، حيث تبدأ الخيام بتسريب مياه الأمطار بعد تعرض أقمشتها للاهتراء بسبب حرارة الصيف.
الوضع في إدلب
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "مناطق خفض التصعيد" في إدلب ومناطق من اللاذقية وحماة وحلب، وفي الريف الشمالي لمحافظة حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة إلى القنيطرة ودرعا جنوبي البلاد، وذلك في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ومع ذلك، استولت قوات النظام والمجموعات المدعومة من قبل إيران على 3 من المناطق الأربع بدعم جوي من روسيا وتوجهت نحو إدلب.
وبدأت روسيا وقوات النظام عمليات للسيطرة على محافظة (إدلب) بأكملها في مايو/ أيار 2019 واستولت على عدة بلدات وقرى داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب، أعقب ذلك التوقيع بين تركيا وروسيا على اتفاقية جديدة في موسكو في 5 مارس/ آذار 2020.