قائمة الموقع

ما بين بايدن وترامب

2021-01-18T09:12:00+02:00
فارس فحماوي - عضو الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

يستعد البيت الأبيض لاستقبال بايدن ووداع ترامب، تُرافق هذه الاستعدادات تنهيدات راحة لدى الشارع العربي والإسلامي وشماتة بترامب الذي كان من أهم أشغاله ابتزاز العرب والإساءة لهم ولمقدساتهم، على رأسها القدس والقضية الفلسطينية، ولكن الذي علينا أن نعيه جيدًا أن القادم -أي بايدن- ليس بأحسن حال من ترامب، فإذا ما تتبعنا تاريخ العلاقات الاستراتيجية بين الإدارات الأمريكية والحركة الصهوينة وصنيعتها الكيان الصهيوني المسمى "إسرائيل" سنجد أن السياسة الأمريكية ثابتة في دعم الاحتلال الصهيوني منذ ما قبل قيامه على أرض فلسطين حتى يومنا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الرئيس الأمريكي جون ادمز الثاني بعد الرئيس الأول جورج واشنطن (الأستاذ الأعظم أو قل العظيم على سلم المناصب في الحركة الماسونية) كتب في رسالة لصديقه الكاتب والصحافي اليهودي مردخاي مانويل: "إن الإله (يهودا) هو إلهكم وإلهنا ولو أني أطلقت العنان لخيالي لتمنيت أن أكون على رأس مئة ألف يهودي يسيرون إلى (يهودا) لإعادة السيطرة اليهودية على تلك البلاد، وذلك لأنني أرغب حقًّا في أن يعود اليهود مرة أخرى دولة مستقلة، لا يتعرضون للاضطهاد، حتى تسقط عنهم النقائض التي ألصقها المنفى بهم".

أما جيمي كارتر الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، قال موضحًا العلاقة مع الكيان الصهيوني: "إن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل أكثر من مجرد علاقة خاصة، إنها علاقة فريدة متأصلة في وجدان وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكي نفسه... إننا نتقاسم ميراثًا مشتركًا"، وقال: "نحن المعمدانيين نعبد الإله نفسه الذي يعبده اليهود، ونقرأ الكتاب المقدس نفسه الذي يقرؤون".

وبيل كلينتون الرئيس الأمريكي الثاني والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، قال في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي يوم توقيع اتفاقية وادي عربة في 26 أكتوبر 1994: "لقد زرت الأراضي المقدسة قبل ثلاثة عشر عامًا أنا ووالدتي وقس... أوصاني القس وهو على فراش الموت إذا أغضبت شعب إسرائيل لن يغفر لك الرب أبدًا".

في حين أن جورج بوش الابن في خطابه أمام أيباك يوم 18 أيار 2004 قال: "إن أمتنا أكثر قوة وأمنًا، لأن لدينا حليفًا حقيقيًّا هو (إسرائيل)، وإن ارتباطنا بها لن يُكسر أبدًا".

وهكذا حتى نصل إلى الرئيس المنتخب جو بايدن فيقول: "إذا لم تكن هناك (إسرائيل)، على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخلق (إسرائيل) أخرى لحماية مصالحها في المنطقة".

وقال للصهيوني لامدان: "إن الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي لليهود في الحرب العالمية الثانية.

كل ما ذُكر يؤكد أن لا رئيس للولايات المتحدة إلا أن يكون مختومًا صهيونيًّا، وبايدن لن يكون أبدًا إلا صهيونيًّا إسراميكيًّا جديدًا وربما يفوق سابقيه، إذ بعد تفوقه على ترامب عادت نغمة حل الدولتين التي بدأت منذ وعد بلفور المشؤوم وما تلاه من مشاريع، كقرار التقسيم 1947، وصولًا إلى كارثة أوسلو وهرولة أنظمة عربية تفريطية نحو التطبيع، وما يستدعي القلق هو عودة سلطة أوسلو إلى سراب مفاوضات بعد نجاح بايدن وضربها بعرض الحائط أي اجتماع وطني مقاوم للمشروع الأمريكي، آخرها لقاء(الأمناء العامين) لفصائل منظمة التحرير، وكذلك عودتها لالتزام الجانب الأمني الخادم للعدو الصهيوني المسمى "التنسيق الأمني".

لذا فإن المطلوب لمواجهة بايدن وما يحمله لنا من الاستمرار بالمشاريع التهويدية لفلسطين، هو الوحدة الوطنية على أرض المعركة التي لا تستند إلى التقاسم الإداري والوظيفي، بل إلى الميثاقين القومي والوطني الفلسطيني الأساسيين دون تعديل، والمنطلقات الأساسية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، وسد أي توجه يشق صف المقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين، وتطوير وإسناد قاعدة المقاومة في غرفة عملياتها المشتركة وخط المقاومة الشعبية الحقيقية الفاعلة في الضفة وكل أرجاء فلسطين المحتلة.

اخبار ذات صلة