قائمة الموقع

رياديات غزِّيّات يُنتجن مُحلّي الاستيفيا بديلًا آمنًا لمرضى السكر

2021-01-17T14:22:00+02:00

لكونها تنحدر من عائلة لها تاريخ مرضي مع مرض السكر بحثت عما يخفف هذه المعاناة، وفي أثناء إشرافها على بحث تخرج لطالبات في الكلية الجامعية عن كيفية صناعة شوكولاتة الحليب بمستخلص الاستيفيا من خلال مساعدتهم في استيراد النبتة من مصر، بعد تخرجهم استمرت في البحث والتنقيب للحصول على محلٍّ طبيعي بدل السكر.

تعمل سعدة المجدلاوي الحاصلة على درجة الماجستير في زراعة الأنسجة النباتية من جامعة المستنصرية في بغداد على زراعة نبات الاستيفيا واستخلاصه للحصول على سكر طبيعي.

عملت سعدة رئيسا لقسم مختبر زراعة الأنسجة في وزارة الزراعة سابقًا، وتعمل حاليًا محاضرة جامعية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في قسم العلوم الطبية.

وخلال الاطلاع على مواقع الانترنت تعرفت على نبات الاستيفيا وفوائدها لكونها نبتة تستخدم مُحليا طبيعيا لاحتوائها على محليات غير سكرية وتضاهي السكر الاعتيادي بمقدار 250- 350 مرة.

تقول لصحيفة "فلسطين": "تمتاز الاستيفيا بأنها خالية من السعرات الحرارية، وآمنة لمرضى السكر والضغط المرتفع، وكذلك مرضى القلب، ولها عدة فوائد لكونها تحتوي على مضادات أكسدة، وتحفز جهاز المناعة، وتعد مضادة للبكتريا، وتخفف من مشكلة عسر الهضم، وتستخدم في معجون الأسنان وغيرها من الفوائد".

وبدأت سعدة وفريقها المكون من طالبتين العمل على نبات الاستيفيا بالإكثار المرستيمي، وهي إحدى طرق إكثار النباتات باستخدام تقنية زراعة الأنسجة النباتية، ثم توجت لديها فكرة بأن هذه النبتة بأوراقها الخضراء لا يمكن أن يستفيد منها المستهلك لكونه لا يشعر بحلاوة النبتة مباشرة، لأن المادة المحلية فيها تزيد فاعليتها عندما تصبح أوراقها جافة.

وتشير المجدلاوي إلى أن أعداد مرضى السكر بفلسطين في ازدياد، ويبلغ عددهم في القطاع 60 ألف مريض، ويعد السبب الرابع للوفاة.

وترى أن لهذا المشروع بعدًا صحيًا لكونه يحل مشكلة كبيرة خاصة أن كثيرا من الناس لا يستطيعون الاستغناء عن السكر بصورة طبيعية أو مرضية كمرضى السكر، والمحليات الصناعية تسبب العديد من المشكلات الصحية.

طور المشروع من الشكل المخبري البسيط بعد الحصول على تمويل من بعض المؤسسات الزراعية والجمعيات، وذاك بتصنيع جهاز خاص لاستخلاص نبات الاستيفيا، فبدلًا من إنتاجه في السابق 100 جرام من السكر، أصبحن ينتجن منه 1000 جرام، وكل نقطتين تعادلان ملعقة صغيرة من مسحوق السكر، ويستخدم للمشروبات الباردة والساخنة وفي تصنيع الحلويات أيضًا.

وواجهت الرياديات الثلاث العديد من المشكلات والتحديات خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، وأزمة كورونا لكون المشروع اقتصاديا، ولكنهن تمكنَّ من استخلاص محلي السكر من نبات الاستيفيا بأيدٍ غزيةٍ من الألف إلى الياء.

نبات الاستيفيا تعود أصوله إلى أمريكا اللاتينية، وغير متوافر في بيئة قطاع غزة، واستورد في الأعوام الأخيرة من خلال مؤسسات زراعية، وتم إكثاره بزراعة الأنسجة والعُقل والبذور، ولكن بيئته تحتاج إلى إضاءة جيدة وحرارة عالية فيقل إنتاجه في فصل الشتاء، وهو من النباتات الحساسة لذلك يصعب اقتناؤها في البيت.

وتبين سعدة أنه بعد زراعة نبات الاستيفيا يستخلص بعد حصاد أوراقه الخضراء كل ثلاثة أشهر، ومن ثم تجفف وتطحن وتدخل للمختبر لاستخلاص المادة الفعالة.

وتطمح والفريق إلى توسيع زراعة دفيئة الاستيفيا بمساحة كبيرة جدًا، وزيادة الإنتاج وإدخال منتجات أخرى كمحليات طبيعية.

اخبار ذات صلة