قائمة الموقع

​في قلب العاصفة

2017-05-13T07:31:34+03:00

عندما تكون في قلب العاصفة تذكر دائمًا أنها مجرد رياح من هواء، واعرف أبدًا أنها مارة لا محالة، فهي ابنة سبيل ستعود حتمًا حيث أتت أو تتفكك وتنتهي وتبقى أنت الثابت وحدك.

في قلب العاصفة لن يبقى أمامك إلا خيار من اثنين إما الانهزام للموت المحتم _سواء أكان روحيًا أم عقليًا أم نفسيًا_ أو اكتشاف ما بداخل محارك.

بطبيعة الحال لن يهديكِ قلبك والرياح تلوك بك يمنة ويسرةً وتعجن صبرك وتخبزه على نارٍ هادئة إلى أن سلوكك في هذه اللحظة القائمة يكشف شيئًا فشيئًا عن أسرار ذاتك.

الكثير منّا يرى في دوامة الرياح العاصفة شرًا محتما، متجاهلًا تقدير الله وحكمته فيجلس يحصي حجم خساراته دون أن يعرف بتاتًا أنه بذلك يُفقد روحه بهجتها، ويرمى بكنزٍ ثمين أُلقي بين يديه ربما يكون بطريقة فظة أو معتمة من الظاهر لكن داخلها مُزهرٌ جدًا.

ثمة كنز يتعلق بمعرفتك لنفسك عن قُرب أكثر، مَن أنت؟ ما هي قدراتك؟ ما طبيعة طاقاتك؟ ما أخطائك؟ ما حجم نجاحاتك؟ كيف يمكن أن تصبح أفضل أو الأفضل، وتذكر دائمًا أن النجاح الحقيقي هو نجاحك على نفسك وارتقاؤك بها للأجمل دومًا.

ليست الحياة اليومية الروتينية العادية ولا الأحداث المتشابهة ولا شروق الشمس وغروبها هو مَن يغيرنا وينضجنا ويطهونا جاعلًا منّا الأقوى والأذكى والأكثر حكمة ومرونة، بل الأزمات هي سيدة ذلك كله.

العديد من الكُتب تتحدث عن الأزمات، وقد أطلق عليها الكُتاب اسم "فن إدارة الأزمات" لأنه فعليًا فن جميل وعالم واسع يتطلب منك تنازلات كبيرة لتحقق مكاسب عميقة ضربًا في أسبار روحك وأسرار ذاتك.

لتعرف أنك نجحت في الخروج من عنق الزجاجة حقًا، عليك أولًا أن لا تلتف للغبار الكثيف ولا للزجاج المكسر اللذين خلفتهما العاصفة ولتزيلهما بقلبٍ راضٍ.

ثم قم وقف أمام مرآتك لترى إن كنت أنت نفسك الشخص الذي دخل العاصفة، اعلم حينها أنك تقضي جُل حياتك في ذلك العنق الضيق، أما إن وجدت أمامك شخصا مُشذبا جزلا، فلترفع القبعة أمام قامتك السامقة.

اخبار ذات صلة