قبل أن أتحدث عن خطورة استخدام الشبا سوف أذكر الطريقة الصحيحة التي ربما لا تكون متوافرة عند كثير من زملاء المهنة وأصحاب الصالونات، ولكن لخطورة الموضوع، أحببت أن أعمم هذه الفكرة، وهذه الطريقة، وفي الوقت نفسه أحببت توعية وتنبيه زوار صالونات الحلاقة من الرجال والشباب، وخاصة كبار السن ومن يحمل مرضا مزمنا، لأن خطورة الشبا تكمن في نقل العدوى عن طريق الدم.

هذا المقال ينقسم إلى قسمين: الأول يهم الحلاق لأنني سأشرح الطريقة الصحيحة والآمنة في استخدام أصبع الشبّا، أو حجر الشبّا، عند وقف نزيف الدم سواء من جراء جرح مفاجئ من الشفرة في أثناء الحلاقة، أو بسبب حبّة أو دُمل في البشرة، والقسم الآخر يهم جمهور القراء والناس وكل من يزور صالون الحلاقة.

طريقة التجهيز: زجاجة صغيرة تشبه زجاجة قطرة العين أو أكبر قليلاً، حيث نضع أصبع الشبّا، أو ننعم حجر الشبا ونضعه في هذه الزجاجة أو الوعاء البلاستيك، ثم نضع ماء حتى ملء الزجاجة، على أن يُحكم بغطاء، وبعد خمس ساعات سيكون خليط الماء مع الشبّا سائلا ولا وجود لتكتل من آثار الشبّا فستذوب بفعل الماء الذي يجب أن يكون مقطرا وليس ماء من الصنبور.

طريقة الاستخدام الصحيحة والآمنة: حيث عندما يُصاب الزبون بجُرح أو نفترض جرح الحلاق يده، يحضر هذه الزجاجة والقليل من القطن، ويضع سائل الشبّا على القطنة ثم يضع القطن على الجرح وإن كان عميقا يجب استخدام السيشوار على الهواء البارد، هنا نكون قد ضمنا عدم وصول الدم إلى باقي الشبّا التي في الزجاجة.

وللأسف الشديد الطريقة الخطأ والخطرة التي يقوم بها بعض زملاء المهنة هي: عندما يُصاب الزبون بجرح يحضر الحلاق أصبع الشبّا ويرش عليه قليلا من الماء ويضعه مباشرة على الجرح، وعندما ينتهي يغسله بالماء فقط للأسف الشديد ومن ثم يعيده إلى مكانه المخصص مع أدوات الحلاقة.

وغسل أصبع الشبّا بعد انتهاء الاستعمال لا يضمن إزالة الميكروبات أو الفيروسات أو العدوى منه، وربما يكون الزبون مصُابا بمرض الكبد الوبائي، هنا ستكون آثار العدوى موجودة على الشبّا رغم غسلها، وهنا تكمن خطورة الشبّا، لذلك اغتنم عزيزي الكوافير هذه الطريقة الصحية والصحيحة والآمنة، في استخدام الشبّا.

القسم الثاني من هذا المقال هو لجمهور القراء والناس وكل من يزور صالون الحلاقة، بحيث إن تعرضت عزيزي القارئ لجرح ما تأكد من طريقة استخدام الشبّا من الحلاق، فإن كانت الطريقة الخطأ التي ذكرتها فيجب أن تطلب من الحلاق عدم استخدام الشبّا لأنها تحمل أمراضا وعدوى وخطورة، وهنا أطلب من كل من يقرأ هذا المقال أن يشرح لحلاقه الخاص الطريقة الصحيحة في استخدام الشبّا، ولا حرج ولا مانع من أن تسأل الحلاق كيف يستخدم الشبّا؟ وإن ذكر لك الطريقة الصحيحة فهو حلاق واعٍ ومدرك خطورة الأمر، وإن كانت الطريقة الخطأ يجب تنبيهه، وبفضل من الله نحن في نقابة العاملين في مهنة الحلاقة نعمل على نشر هذه الطريقة في صالونات الحلاقة بقطاع غزة ونتمنى تطبيقها.

وأذكر أنه من خلال المحاضرة الأولى من نوعها في قطاع غزة، التي ألقيتها في عام 2019م، والتي حملت عنوان: أهم 100 خطأ يقع فيه صاحب الصالون، ركز أحد ضيوف الشرف من قامات المهنة الأستاذ/ محمد السموني، على خطورة أصبع الشبّا ووصفه بالرصاصة القاتلة التي يستخدمها الحلاق داخل صالون الحلاقة، ولكن ومن خلال هذا المقال أحببت أن أوضح الطريقة الصحيحة لاستخدامها لأنه كان لا بد من ضرورة استخدامها لوقف الجروح، ولا بديل عنها في وقف الجرح.