فلسطين أون لاين

استطلاع: الليكود سيفوز بـ(32) مقعدًا

محللون إسرائيليون: نتنياهو بحاجة إلى الأصوات العربية لإنقاذه من المحاكمة

...
صورة أرشيفية

يعكف حزب "الليكود"، بعد الدعاية الانتخابية التي افتعلها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لنفسه في مدينة الناصرة المحتلة، الأسبوع الماضي، على إعداد حملة انتخابية واسعة موجهة إلى المجتمع العربي.

وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن استطلاعات داخلية في "الليكود" دلت على أن بإمكان حزب اليمين الأكبر في (إسرائيل) أن يحصل على قرابة 60 ألف صوت في المجتمع العربي، أو ما يعادل مقعدين في الكنيست لأول مرة في تاريخه.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في "الليكود" قولها: إن "أي صوت يمنحه ناخب عربي لنا، هو صوت لا يذهب إلى المعسكر المضاد أيضًا، وهكذا يمكن أن يكون المكسب مضاعفًا، في حال نجحنا في هذه المهمة".

وذكرت الصحيفة أن حملة "الليكود" في المجتمع العربي ستركز على مهاجمة القائمة المشتركة ونوابها "كسياسيين فاشلين لا يساعدون ناخبيهم".

ويتوقع بدءًا من الشهر المقبل، بعد تقديم القوائم الانتخابية، أن تنتشر لافتات "الليكود" الانتخابية باللغة العربية في الشوارع، كما يتوقع أن يحضر نتنياهو إلى بلدات عربية أخرى قبيل يوم الانتخابات.

ووصف محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" العبرية، يوسي فيرتر، حملة نتنياهو في المجتمع العربي بأنها "قدوة لسخرية عارية".

وأضاف فيرتر: "واضح أنه لولا المقاعد التي تنقصه من أجل الحصول على حصانة برلمانية أو تشريع القانون الفرنسي (لمنع محاكمته)، لما اكتشف نتنياهو أنه يوجد في (إسرائيل) بلدات عربية".

وأشار إلى اعتياد نتنياهو على إظهار عدائه العنصري تجاه العرب، وعدم اعترافه بهم بعدِّهم أقلية قومية. ووصف فيرتر نتنياهو بأنه "العنصري الأكبر بين رؤساء الحكومة. وبالمناسبة، حتى عندما لم يكن رئيس حكومة، أطلق تفوهات يحاول محوها الآن".

وقال نتنياهو في مؤتمر هرتسيليا عام 2003: إن "الفلسطينيين لا يشكلون تهديدًا، لكن عرب (إسرائيل) هم التهديد الديموغرافي الحقيقي على الدولة"، ولاحقًا اتهم الأقلية العربية بأنها "دولة داخل دولة".

وشدد فيرتر على أن استراتيجية نتنياهو "لا تهدف فقط إلى الحصول على مقعد أو اثنين من المجتمع العربي، فهذه ستكون مكافأة، والغاية الأساسية بالنسبة إليه، هي أن يشرعن، بنظر ناخبيه، التسوس الذي فعله بيديه، كي يتمكن بعد الانتخابات من تجنيد عدد من أعضاء الكنيست العرب دعمه بالحصانة أو القانون الفرنسي".

"لا يحب العرب"

وكتبت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، سيما كدمون، أنه "لا أحد يشتبه بنتنياهو أنه أحب العرب فجأة، وأنه فجأة وقبل الانتخابات الرابعة، اكتشف الجمهور الذي سعى طوال سنين إلى إقصائه، والتحريض عليه، وتشريع قوانين ضده وهاجم نوابه في الكنيست".

ورأت كدمون أنه بجولاته الطارئة إلى البلدات العربية، يحاول نتنياهو تحقيق عدة أهداف: إحضار أكبر عدد ممكن من الأصوات إلى "الليكود"، "فهو على استعداد ليسافر إلى القمر من أجل ذلك، وليس إلى الناصرة وأم الفحم فقط".

كما أشارت المحللة السياسية في موقع "واللا" العبري طال شاليف، إلى ممارسات نتنياهو ضد العرب، بدءًا من مقولته العنصرية في انتخابات عام 2019، بأن "العرب يمضون نحو صناديق الاقتراع" والكاميرات في صناديق الاقتراع، إلى سن "قانون القومية" العنصري.

وذكرت شاليف أنه "حتى لو لم تثمر حملة الليكود عن قيمة انتخابية مباشرة، فإن غايتها إضعاف القائمة المشتركة وتليين مفعول التصويت الاحتجاجي".

وتوقعت أن يكون لحملة نتنياهو في المجتمع العربي تأثيرًا عكسيًّا، مثلما حدث في الانتخابات الماضية وعزز قوة القائمة المشتركة.

وأشارت إلى استقبال رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، نتنياهو بحفاوة بالغة، وكانت الشرطة تقمع بوحشية المتظاهرين ضد نتنياهو خارج دار البلدية.

وقالت: إن "الهجوم المشترك، لنتنياهو وسلام في الداخل، والشرطة في الخارج، من شأنه أن يعزز القائمة المشتركة في ساعة حاسمة جدًّا".

ورأت شاليف أن "تودد نتنياهو هو جزء من تحول متدحرج يتعزز فيه الصوت العربي ويحتل مكانًا بارزًا على المسرح".

ومنذ تشكيل القائمة الموحدة، في عام 2015، تحول أعضاء الكنيست العرب إلى لاعبين نشطين وشرعيين في اللعبة السياسية، والقضايا التي تشغلهم تحتل مكانًا في الخطاب العام والإعلامي.

استطلاع للرأي

وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي أنه لو جرت انتخابات الكنيست الآن، لحصل "الليكود" على 32 مقعدًا، بزيادة 4 مقاعد عن الاستطلاع السابق، وذلك بحسب الاستطلاع الأسبوعي الذي نشرته صحيفة "معاريف".

وبحسب الاستطلاع، فإن "الليكود" حصل على مقعدين في إثر تقدم حملة التطعيم بلقاح كورونا وتجاوز عدد الذين تلقوا التطعيم مليوني مواطن.

وأضافت الصحيفة أن "الليكود" كسب ما بين مقعد ونصف المقعد ومقعدين من المجتمع العربي، في إثر حملة نتنياهو الانتخابية في المجتمع العربي، "دون خجل" على حد قوله، وتصريحه بأنه يسعى إلى الحصول على أصوات ناخبين عرب تضاهي خمسة مقاعد. ويأتي ذلك رغم الغضب في المجتمع العربي من حضور نتنياهو إلى مدينة الناصرة، الأربعاء، ودعوته المواطنين العرب لمنحه أصواتهم والتحريض على القائمة المشتركة ونوابها.

وفي المقابل ارتفعت شعبية القائمة المشتركة بمقعد واحد، وحصلت بموجب الاستطلاع على 11 مقعدًا.

وعزت الصحيفة ذلك إلى تراجع نسبة الناخبين العرب الذي يصرحون بأنهم لا يعتزمون المشاركة في الاقتراع من 30% إلى 25%.

وتراجع حزب ساعر "أمل جديد" بمقعد واحد، مقارنة مع الاستطلاع السابق، وحصل على 17 مقعدًا، وحصل تحالف "يمينا" على 12 مقعدًا، أي إنه خسر مقعدًا لصالح حزب "صهيوني ديني" متطرف برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، لكن لا يتوقع أن يتجاوز هذا الحزب نسبة الحسم.

واستقر حزب "ييش عتيد"، برئاسة يائير لبيد، عند 14 مقعدًا. وحصل حزب "شاس" وكتلة "يهدوت هتوراة" على 8 مقاعد، وحزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد.

وبحسب هذا الاستطلاع، حصل حزب ميرتس على 6 مقاعد، و"كاحول لافان" على 5 مقاعد. واستمر ضعف حزب "الإسرائيليين" الذي أسسه رئيس بلدية "تل أبيب" رون حولدائي، وتبين من الاستطلاع الحالي أنه لن يتجاوز نسبة الحسم.

ويدل الاستطلاع الحالي أن قوة معسكر نتنياهو والأحزاب الحريدية 48 عضو كنيست، وذلك من دون "يمينا"، في حين أن قوة الأحزاب المعارضة لنتنياهو 60 مقعدًا، وبينها القائمة المشتركة، ما يعني أن احتمال أن يشكل "ساعر" ائتلافًا حكوميًّا هو احتمال ضئيل. وتبقى حظوظ نتنياهو أفضل بتشكيل ائتلاف أو استمرار الأزمة السياسية المستمرة منذ سنتين.

 

المصدر / فلسطين أون لاين