أعلنت نقابة أطباء الأسنان في قطاع غزة، أمس، تأسيس مجلس نقابي توافقي، يضم كلًّا من حركة المقاومة الإسلامية حماس، والجهاد الإسلامي في فلسطين، والجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين، والمبادرة الوطنية.
وحضر حفل الإعلان الذي أقيم في قاعة تجمع النقابات المهنية بمدينة غزة، برعاية نقابة أطباء الأسنان، ممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، وأطباء أسنان.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي، أن حركته أخذت على عاتقها تحقيق الشراكة الوطنية "فلا مجال لترك الآخرين، فنحن في النقابات الفلسطينية ذاهبون لجمع الكل الفلسطيني تحت راية واحدة".
وقال الهندي، وهو رئيس تجمع النقابات المهنية، في كلمة له: "نلتقي نقابة الأسنان وبعد أيام سنلتقي نقابة الأطباء البشريين ونقابة الأطباء والمهندسين الزراعيين ثم بقية النقابات، من أجل عمل نقابي مشترك يضم الكل الفلسطيني".
وبين أن الوضع النقابي يرتبط ارتباطًا عضويًّا بالوضع السياسي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، معتبرًا أن الوضع النقابي لا يزال يعاني معاناة شديدة سواء هنا أو هناك بسبب الانقسام الفلسطيني.
وأضاف أن الانقسام أثر كثيرًا في الوضع النقابي "ما دفعنا في الفصائل لإيجاد آلية لتأسيس مرحلة جديدة في العمل النقابي، يشارك فيه الكل الفلسطيني على طريق تحقيق الوحدة والشراكة الوطنية".
ولفت إلى أن تأسيس مجلس توافقي لنقابة طب الأسنان مبشر بتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، خاصة أننا مقبلون على مرحلة جديدة لعقد انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني.
ودعا حركة فتح للانضمام إلى المجلس النقابي التوافقي، مردفًا: "سنبذل كل الجهود لكي يشارك الكل الفلسطيني في النقابات الفلسطينية، خاصة في ظل الهجمة والمؤامرة على شعبنا الفلسطيني وحقوقه وقضيته العادلة، حيث علينا أن نتحد لتحقيق الوحدة، لكونها أساس النجاح وتحدي المرحلة الصعبة".
طريق المصالحة
بدوره، قال نقيب أطباء الأسنان جمال خصوان: "أردنا من خلال الإعلان تشكيل المجلس النقابي التوافقي ليكون قدوة للجميع على طريق تحقيق مصالحة وطنية شاملة، والاستعداد لإجراء الانتخابات النقابية والرئاسية والتشريعية القادمة".
ونبه خصوان في كلمة له إلى أن المجلس التوافقي أمامه جملة من التحديات الكبيرة من أجل خدمة أطباء الأسنان، والارتقاء بهم نحو الأفضل، والدفاع عن حقوقهم، والعمل وفقًا لمصلحتهم والمصالح الوطنية العليا، وتحقيق برامج الدورة النقابية الجديدة، والعمل على عقد الانتخابات النقابية القادمة.
وثمن نقيب الأطباء مجالس النقابات السابقة، داعيًا حركة فتح للمشاركة في المجلس النقابي التوافقي، والعمل لخدمة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي يوسف الحساينة: "نحن أمام مرحلة جديدة من مرحلة العمل النقابي المشتركة"، مضيفًا: "نجسد من خلال الإعلان عن مجلس نقابي مشترك الشراكة الوطنية في أبهى صورها على طريق استكمال بقية محطات العمل الوطني والسياسي والنقابي المشترك، ومعنا كل رفاق الدرب من أجل خدمة شعبنا وقضيتنا".
ورأى الحساينة في كلمة له، أن التوافق الوطني الذي أُنجز يؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك والشراكة الوطنية في المجال النقابي، داعيًا لمواصلة الجهد وخلق مزيد من الأجواء التي تعزز الوحدة الوطنية، لبناء تكتلات قوية تحمي النقابيين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
وبين أن تأسيس المجلس التوافقي يأتي تتويجًا لجهود الأطر النقابية في حماس والجهاد والجبهتين والمبادرة الوطنية منذ أشهر، داعيًا حركة فتح لاستثمار أجواء الوحدة الوطنية والمشاركة في المجالس التوافقية.
ومضى يقول: إن ما لمسناه خلال مشاركتنا في العديد من الحوار والنقابات مع العديد من الأطر النقابية يؤكد حرص الجميع على الوصول إلى الوحدة الوطنية وتذليل كل العقبات من أجل وحدة شعبنا الفلسطيني.
مرجعيات وطنية
من جانبه، اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ومسؤول العمل النقابي فيها أسامة الحاج أحمد، أن المجلس التوافقي جاء نتاج حوار ومفاوضات، ليخدم المرحلة الصعبة التي يعيشها شعبنا والنقابيون.
وشدد الحاج أحمد على أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة في نقابات المجتمع وفق التمثيل النسبي الكامل، داعيًا لضمان إجراء انتخابات شاملة، مجلس تشريعي ورئاسي ووطني، وتوفير ضمانات من أجل إجرائها وضمان نتائجها، وأن تكون مرجعية الانتخابات وطنية وليس "مرجعيات أوسلو".
ورأى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤول المكاتب المهنية فيها سمير أبو مدللة، أن العمل النقابي رافد من روافد المشروع الوطني الفلسطيني.
وقال أبو مدللة: كان للمؤسسات النقابية دور مهم وبارز في تحشيد الجماهير الفلسطينية ضد الاحتلال والمحافظة على تجسيد الوحدة والعمل والنضال.
في حين ثمن عضو المكتب السياسي للمبادرة الوطنية حسن زين الدين، دور مجالس النقابات السابقة، داعيًا المجلس التوافقي لنقابة طب الأسنان إلى خدمة أطباء الأسنان والحفاظ على حقوق النقابيين.