قائمة الموقع

قرية "كردلة".. معاناة بين انتهاكات الاحتلال وانعدام مقومات الحياة

2021-01-14T17:36:00+02:00
صورة أرشيفية
فلسطين أون لاين

يستمر مسلسل الاحتلال الإسرائيلي في السياسات الممنهجة لتهجير سكان الأغوار الشمالية وسكان المناطق المصنفة "ج" المنتشرة في كل الضفة الغربية عمومًا، التي لا يملك الأهالي سبيلًا إلا الصمود والثبات في وجه هذه المحاولات.

هذا الصمود غير المدعوم من أي جهة لأهالي المناطق المصنفة "ج" في الأغوار الشمالية وغيرها من المناطق، يشكل نقطة تؤرق الاحتلال وتقف في وجه مشاريعه الاستيطانية.

ويتفنن الاحتلال في ممارسة انتهاكاته المعتادة في حق أهالي قرية كردلة الواقعة على تلة مشرفة في أقصى شمال الأغوار الشمالية، وهي المصنّفة "ج" ضمن اتفاقية "أوسلو"؛ ما يضاعف معاناة أهلها ويحرمهم حقوقهم وأدنى مقومات الحياة الأساسية.

ويعيش في كردلة نحو 500 فلسطيني يعتمدون على الزراعة بأنواعها الثلاثة المحمية والمكشوفة والأشجار المثمرة مصدرًا أساسيًّا للعيش، الأمر الذي يستخدمه الاحتلال سلاحًا ضدهم فيحاربهم في قوت يومهم.

ويقود الاحتلال حرب مياه شرسة ضد كردلة والقرى المحيطة بها في الأغوار، فيحرمهم استخدام شبكة المياه، وهي التي تشكل رأس مال المزارع، ويعتقل ويهدد كل من يمدد وصلات للحصول عليها.

ولا تقف المعاناة عند هذا فحسب، فيمنع الاحتلال كل من يحاول حفر بئر ارتوازية من ذلك ولا يمنحهم تراخيص؛ إلا أن أهالي كردلة يحفرون الآبار بلا ترخيص من سلطات الاحتلال رغم علمهم بأنه سيكون مهددًا بالردم، إلا أنهم يعدّونها حرب بقاء.

وفي كل مرة يصادر الاحتلال أدوات الحفر والآليات باهظة الثمن التي يستخدمها الأهالي في حفر الآبار، فتتضاعف خسارتهم ويحاصرهم الاحتلال من كل الجهات.

منع البناء

وأهالي كردلة من ضحايا اتفاقية "أوسلو" التي حرمتهم الحصول على مساكن آمنة تؤويهم، ففي عام 1982 كانت آخر مرة تحصل فيها البلدة على ستة تراخيص بناء لعدة منازل فيها، ومنذ ذلك الحين يرفض الاحتلال منح سكانها أي ترخيص بناء.

ومنع تصنيف القرية منطقة "ج" من التطور والتقدم، كالحصول على أدنى الخدمات نتيجة منع التراخيص، فلا يوجد فيها مسجد ولا مركز صحي ولا مقر للمجلس، حيث يتجول رئيس المجلس القروي في البلدة حاملًا حقيبة أوراقه بيده.

ويُحرم سكان القرية أداء الصلوات في المسجد رغم مواظبتهم عليها، ويسري هذا الحال على صلوات الجمعة والتراويح في رمضان فيحرمونها جميعًا، إلا في حال تمكنهم من الوصول إلى القرى المجاورة.

مدرسة التحدي

حُرم أبناء قرية كردلة المدرسة لسنوات طويلة، واضطروا لمشي مسافات طويلة تتجاوز 2 كيلو متر، للوصول إلى المدرسة في قرية بردلة المجاورة، تحت حر الصيف، وبرد الشتاء.

وكبّد ذلك أبناء القرية الكثير من العناء والمشقة، ويمنعهم من الوصول إلى المدرسة لمدة تتجاوز الشهر أحيانًا نتيجة السيول التي تجري في الأودية بين القريتين في الشتاء.

ولكن عام 2019 حمل لأطفال كردلة بارقة أمل، فشُيدت "مدرسة التحدي 15 كردلة الأساسية المختلطة" التي خففت من معاناة الطلاب في الحصول على التعليم الأساسي.

ويشكل بقاء أهالي كردلة وصمودهم في مناطقهم عائقًا أمام تحقيق الاحتلال مشاريعه الاستيطانية ومشروع الضم الذي ينفذه الاحتلال فعليًّا على الأرض، فيهدف بهذه الممارسات إلى إفراغ قرى الأغوار وتهجيرهم نحو طمون وطوباس.

وتبلغ مساحة كردلة 200 ألف دونم مملوكة لأهاليها ومسجلة بالطابو، ويضع الاحتلال يده على 11 ألف دونم منها، في حين تشكل مستوطنة "ميحولا" الخطر الأكبر عليها وعلى المنطقة بالكامل، ما يعرض أهالي المنطقة للخطر الدائم.

اخبار ذات صلة