قائمة الموقع

انهض يا خليفة الله

2021-01-14T14:34:00+02:00

أنت، نعم أنت؛ لا تستغرب.

فأنت خليفة الله (تعالى) في أرضه، فقد كرمك الرحمن الرحيم، فجعل لك الكون وما فيه مسخرًا لأجلك، نعم لأجلك.

فقد كرمك بأعلى مكانة بأن جعلك خليفته، الأمر الذي يجعُلك تُدرك حجم هذه الكرامة، بل أكثر بكثير مما قد يدركهُ عقلك الذي ميزك الله (تعالى) به من الكثير من المخلوقات الأخرى.

فأنت مُكرم بتكريم خالقك، لتحقيق هذا الاستخلاف العظيم، والانتفاع بكل الخيرات التي جعلك مستخلفًا فيها في هذا الكون الكبير.

في هذه اللحظة ستشعر بصوت داخلي يجاور نبضات قلبك، ويتناغم مع ارتفاع شهيقك وانخفاض زفراتك، يُذكرك بحجم هذه الأمانة، والمسؤولية التي كرمك الله (تعالى) بها.

هذا يتطلب منك أن تضرب في الأرضِ وتسعى فيها لإعمارها، في هذه اللحظة ستدرك أن البعد المادي لن يكون هو أولى الأولويات في حياتك.

ستدرك أنك عبد لله (تعالى)، ستدرك أن كل ما تملك إنما أنت مستخلف فيه، وأن المالك الحقيقي له هو الملك.

ستسمع بصوت واضح صوتك الداخلي، وهو يطلب منك أن تنهض وتزيل عنك غطاء الكسل، وتعمل لإعمار هذه الأرض، وتستثمر كل شيء فيها بالخير.

ستسمع ذلك الصوت كثيرًا، وهو يردد على مسامع قلبك، أن تحسن هذه الخلافة بأن تُدرك الحلال والحرام، وتتقي مشتبهات الأمور؛ فأنت خليفة الله (تعالى).

فهذه الخلافة مهما طال أمدُها، فلا بد لها أن تنتهي، وسيأتي الوقت الذي يشهد عليك أعضاؤك بما فعلت، ستشهد لك بالخير إن كان خيرًا، وبالشر إن كان شرًّا، فلن تظلمك أبدًا، فلا تظلم نفسك باتباع الهوى والضلالة.

أحسن استعمال كل ما وهبك الله (تعالى) من عقل وسمع، وبصر، وكل شيء، يا خليفة الله (تعالى)، كن خليفة صالحًا في حروف كلماتك وحركات أفعالك، اجعل من عاداتك عبادة، اجعل نية الخير حاضرة بكل شيء.

لا تقل "هنالك غيري"؛ فلا تتخلَّ عن هذا التكريم، كن أنت من تُنير لغيرك الطريق، لا تقل: "لا أستطيع"؛ فالله لن يكلفك فوق طاقتك، لا تتلفظ بحروف العجز، انهض من جديد، استعن بالله (تعالى)، لا تقل "انتهى الوقت"، لا يزال أمامك الكثير لفعله، تيقن أن الرحمن الرحيم سيعينك، سيشُد من عضدك، لا تخف؛ فأنت خليفته.

اخبار ذات صلة