حذرت شخصيات فلسطينية من خطورة قيام "مساحين إسرائيليين" بأعمال هندسية في باحات المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.
واقتحم طاقم مساحين إسرائيليين، أمس، باحات المسجد الأقصى بحراسة عسكرية مشددة وشرع في إجراء عمليات مسح لكل أجزاء المسجد.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني: إن طواقم دائرة الأوقاف الإسلامية اعترضت أعمال اقتحام "المساحين الإسرائيليين" للمسجد وأجهزتهم الضوئية.
وأوضح الكسواني، في تصريح، أن سلطات الاحتلال تَدَّعي أن أعمال المسح، تجري لأغراض سياحية، مؤكدًا رفض الأوقاف الإسلامية تدخل سلطات الاحتلال في المسجد.
وحمَّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا الانتهاك بحق المسجد الأقصى.
وناشد الكسواني الحكومات العربية والإسلامية إلى العمل من أجل وقف الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال ضد المسجد.
إرباك المقدسيين
ونبه الخبير في شؤون القدس جمال عمرو إلى أن الاحتلال يحاول إرباك المقدسيين في عدة ملفات وجبهات وذلك بالتزامن مع الأيام الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحذر عمرو في حديثه لصحيفة "فلسطين" من خطورة أعمال "المساحين الإسرائيلي" وتداعيات ذلك على المسجد ومكانته، وذلك بعد اتفاقيات التطبيع العربية.
وأشار إلى أن قيام الاحتلال بأعمال مساحة بـالأقصى دون إذن الأوقاف الأردنية، انتهاك لحرمة المسجد وعمل إجرامي "جبان"، ولا سيما أنه يأتي بعد أيام من دعوات "حاخامات يهود" إلى تفكيك قبة الصخرة المشرفة.
وأضاف: "هذا ليس حدثًا عابرًا يمكن السكوت عنه.. الاحتلال دائمًا ما يقوم بأعمال هي مقدمات لشيء أخطر".
وربط عمرو تلك الأعمال مع الحفريات الإسرائيلية المستمرة أسفل حائط البراق، وكذلك الحفريات في وادي حلوة ووادي الربابة ووادي الجوز وإغلاق بلدية العيزرية.
وأضاف: "القدس تنزف في جميع أجزائها.. فمتى يستفيق ضمير القيادة الفلسطينية والجامعة العربية والدول العربية؟!".
وأكد عمرو إلى أن الاحتلال يتعمد القيام بمخططات ومشاريع تهويدية تحت مزاعم "القدس عاصمة لـ(إسرائيل).
مخططات متسارعة
وعد المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي، الخطوة الإسرائيلية "خطرة جدًّا".
ورأى الهدمي لصحيفة "فلسطين" أن "هناك تراجعًا كبيرًا في سلطة وأحكام الأردن في القدس والأقصى في ظل التغيرات الأخيرة وخاصة إعلان الرئيس ترامب المزعوم".
وأشار إلى أن هذا يأتي في إطار أطماع الاحتلال في الأقصى وإصراره على تغيير واقعه واقتطاع جزء منه كمرحلة أولية لأداء اليهود طقوسهم التلمودية "ليكون مسجدًا مشتركًا".
وأكد أن الخطوات الإسرائيلية المتسارعة تأتي في أعقاب اتفاقية "أبراهام" التطبيعية المبنية على رؤية "صفقة القرن".
وحذر من خطورة الحفريات الإسرائيلية في أسفل البراق ومحاولة التعدي على مقبرة الشهداء وباب الأسباط ومنع المصلين المسلمين من دخول الأقصى وزيادة عدد المقتحمين اليهود.
وقال الهدمي: "كل ذلك يأتي ضمن رؤية واحدة هدفها السيطرة على المكان وتقليل سلطات دائرة الأوقاف الأردنية".