فلسطين أون لاين

الزراعة: تجريف الأراضي الزراعية قرب السياج خرق للتفاهمات

تهديدات الاحتلال للمزارعين تضع حياتهم على المحك ويطالبون بالحماية

...
تصوير / الزميل ياسر فتحي
خان يونس/ نور الدين صالح:

تفاجأ مزارعون ممن يمتلكون أراضي زراعية قرب السياج الفاصل شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، باقتحام قوات الاحتلال المتمركزة هناك، لأراضيهم ووضع لوحات تحذيرية تطالبهم بعدم الاقتراب والزراعة على بُعد 100 متر من السياج.

وكُتب على هذه اللوحة "محاصيلك الزراعية أصبحت ببعد أقل من 100 متر من الجدار الأمني. إذا لم تنقل جميع المحاصيل في مهلة زمنية محددة سنعمل على إزالتها!".

ولم تكتفِ قوات الاحتلال بوضع اللوحات فقط، بل جرَّفت الآليات العسكرية الإسرائيلية مساحات زراعية في أراضي محاذية للسياج الأمني الفاصل، وذلك ضمن محاولاتها الدائمة للتنغيص على حياة المزارع الفلسطيني.

ويشتكي المزارع ياسر عاشور، أحد أصحاب الأراضي الزراعية في شرقي خان يونس، من انتهاكات الاحتلال المستمرة، مشيرًا إلى أن جرافات الاحتلال داهمت أرضه عدَّة مرات وجرَّفت منها بعض المساحات المزروعة بالخضراوات.

ويوضح عاشور في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنها ليست المرة الأولى التي تهدد فيها قوات الاحتلال باقتلاع محاصيلهم الزراعية على بُعد 300 متر من السياج الفاصل.

ويخشى عاشور من الاقتراب من المنطقة التي حددتها قوات الاحتلال، خوفًا من تعرضه لإطلاق النار، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تنعكس سلبًا على حياتهم المعيشية والاقتصادية، وتُلحق بعمله الزراعي خسائر مالية، لا سيَّما أن تلك الأراضي مصدر رزقهم الوحيد.

ويطالب عاشور الذي يمتلك أرضًا تبلغ مساحتها 20 دونمًا مزروعة بالقمح والشعير والخضراوات، بضرورة توفير الحماية الدولية للمزارعين في قطاع غزة، والضغط على سلطات الاحتلال للتوقف عن استهداف المزارعين بالنيران الحية الثقيلة.

ويشارك المزارع هشام كوارع، رفيقه عاشور، المشكلة ذاتها إذ تعرضت أرضه مرارًا لمداهمة قوات جيش الاحتلال، والتي جرفت مساحات زراعية واسعة منها.

وأشار كوارع وهو صاحب أرض تبلغ مساحتها 25 دونمًا، مزروعة من مختلف أصناف الخضراوات، إلى أن جرافات الاحتلال ألحقت أضرارًا وخسائر مادية كبيرة بأرضه.

ولفت إلى أن أرضه تتعرض بين الفترة والأخرى للتجريف دون وجود أي تعويضات من الجهات الرسمية أو المؤسسات الدولية، مؤكدًا أن ما يحدث مع المزارعين يتسبب بأضرار بالغة في مصدر رزقهم الوحيد.

وطالب بضرورة توفير الدعم اللازم للمزارعين، وكذلك الحماية الكاملة من خلال الضغط على سلطات الاحتلال لإفساح المجال لهم بزراعة وفلاحة أراضيهم دون أي معوقات أو تهديدات أمنية.

في حين يؤكد المزارع خالد أبو خاطر ما ذهب إليه زملاؤه، وسط صمت مطبق من المؤسسات الدولية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لفت إلى أن عمليات التجريف المستمرة إضافة إلى المبيدات الحشرية تتسبب بأضرار كبيرة للتربة.

وذكر أن المزارعين يتعرضون شبه يومي لإطلاق نار من جيش الاحتلال المتمركز خلف السياج الفاصل، ما يضطرهم لترك الأرض والتواري عن الأنظار حفاظًا على أرواحهم.

خرق للتفاهمات

إلى ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الزراعة في قطاع غزة أدهم البسيوني، رفضه لممارسات الاحتلال بحق المزارعين والأراضي الزراعية الموجودة قرب السياج الفاصل شرقي قطاع غزة.

وقال البسيوني في حديث لـ"فلسطين": "يهدف الاحتلال من خلال هذه الممارسات لثني المزارعين عن الوصول لأراضيهم وزراعتهم وفلاحتها"، مبينًا أن الأراضي الزراعية في منطقة السياج الأمني الفاصل تمثل 25%.

وأشار إلى أن الوزارة تواصلت مع المؤسسات الحقوقية ورفع قضايا ودعاوى للجهات الدولية وخاصة الصليب الأحمر، من أجل الضغط على الاحتلال لتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم بأمان.

وندد بتجريف الاحتلال الإسرائيلي أراضي المزارعين وتخريب محاصيلهم الزراعية، في بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس جنوب القطاع.

وعدّت الوزارة التجريف المتكرر "غطرسة إسرائيلية وخرقًا للتفاهمات مع الوسطاء بهذا الشأن"، محملة الاحتلال المسؤولية عن حياة المزارعين والخسائر من جراء ذلك.

وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل لدى الاحتلال لوقف اعتداءاته بحق المزارعين وأرضيهم الزراعية، داعية المنظمات الحقوقية إلى فضح جرائم الاحتلال بحق المزارعين الفلسطينيين.

المصدر / فلسطين أون لاين