فلسطين أون لاين

مغلق منذ أكثر من شهر

تقرير استمرار إغلاق معبر رفح يزيد معاناة الغزيين ويدمر مصالحهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

ما بين طالب يرغب بالسفر للالتحاق بجامعته، وامرأة تأمل اجتماع شملها مع زوجها وأطفالها، وموظفون يرغبون بالعودة لأعمالهم، ومرضى يحتاجون لاستكمال علاجهم، يبقى معبر رفح الحدودي مع مصر سدًّا منيعًا مغلقًا في وجوههم.

المئات من أهالي قطاع غزة ينتظرون فتح المعبر على أحر من الجمر ليتمكنوا من السفر لتحقيق أهدافهم على اختلافها، مناشدين الجانب المصري بالنظر إليهم بعين الرحمة من أجل تسهيل سفرهم وفتح المعبر بأسرع وقت، لكي لا تُدمَّر مصالحهم.

حالة من الترقب والقلق تعيشها الفتاة الثلاثينية علا عبيد من مدينة غزة بسبب استمرار إغلاق معبر رفح البري، فهي مهددة بفقدان إقامتها في مدينة الإمارات إضافة إلى فقدان عملها في إحدى الشركات هناك.

تقول عبيد لصحيفة "فلسطين": "لا أعرف إلى من أتوجه أو ماذا أفعل، كنت أعمل في إمارة أبو ظبي محاسِبة في إحدى الشركات، وبسبب ظروف جائحة كورونا وتوقف العمل في الشركة، اضطررت للعودة إلى قطاع غزة".

وتضيف: "بعد عودة الشركة للعمل وبسبب عدم فتح المعبر اضطررت لتمديد الإجازة المسموحة لي، وكانت آخر مهلة لي نهاية ديسمبر الماضي، والآن كل المبررات التي يمكن أن أقدمها انتهت كما أن تاريخ إقامتي شارف على الانتهاء".

وأعربت عن خيبة أملها من الظروف القاهرة التي تخضع لها، معتبرة أن كل ما تعبت من أجله من عمل وإقامة مهدد بالضياع.

إتمام زواج

أما موسى عادل فلا يتوقف عن إرسال المناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي عله يجد من يساعده في إيصال بعض الأوراق الثبوتية الخاصة بإكمال معاملات زواجه بإحدى الفتيات من غزة.

ويقول عادل لـ"فلسطين": "أنا أعيش منذ عدة سنوات في مصر، وقد استقر حالي فيها بعدما وجدت عملًا جيدًا، وأريد الزواج من فتاة من بلدي، لكنني أخاف العودة للقطاع وأصبح عالقًا فيه غير قادر على الخروج منه".

ويضيف: "كنت أرغب في إرسال بعض الأوراق الثبوتية والملفات الخاصة بإكمال زواجي ولكن كل ذلك مرتبط بفتح المعبر حتى أرسلها مع أحد الأشخاص ليوصلها لعائلتي هناك وإتمامها".

ومثل سابقيها، فآيات عبد متزوجة ولديها أطفال يعيشون في تركيا، اضطرت للعودة إلى قطاع غزة من أجل لقاء والدتها المريضة منذ 6 أشهر، وبقيت عالقة غير قادرة على العودة إلى تركيا كما كانت متوقعة.

وتشير في حديث لـ"فلسطين" إلى أنها لم تكُن تتوقع أن تمتد فترة بقائها في غزة كل هذه المدة، خاصة أنها قد جاءت لزيارة والدتها وعائلتها ومن ثم العودة لزوجها وأطفالها.

وتبين أن ظروف عودتها لتركيا حتى الآن متعلقة بفتح معبر رفح، متمنية فتحه دائمًا لتتمكن من إدراج اسمها على كشوفات المسافرين دون أن يكون هناك أي مشكلات كما كل مرة يغلق فيها.

وذكرت أنه في كل مرة يغلق فيها المعبر تظهر معضلات تطيل فترة بقائها محجوزة بعيدًا عن أسرتها، ولم تخفِ أن العديد من المشكلات نشبت بينها وزوجها بسبب غيابها الطويل، رغم أن الأمر خارج عن إراداتها.

وكان معبر رفح البري قد فتح آخر مرة في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أمام حركة المسافرين لمدة 3 أيام، ولم يفتح بعدها رغم المناشدات المستمرة من المواطنين.

وفي إحصائية تقريبية لعمل المعبر في عام 2020، فقد تم فتحه 90 يومًا في العام، في حين بلغت أيام الإغلاق 275 يومًا.

وفي أيام فتحه بلغ عدد المغادرين من غزة 25120 مسافرًا، في حين وصل 25530 عالقًا، في حين بلغ عدد المرجعين من الجانب المصري لدواعٍ أمنية وغيرها 2245 مرجعًا.