قائمة الموقع

الاحتلال يضع حياة سكان "مسافر يطا" في أوضاع مأساوية

2021-01-10T10:02:00+02:00
صورة أرشيفية

يعيش سكان مسافر يطا أوضاعًا بالغة الصعوبة في ظل حرمان الاحتلال لهم من أبسط الحقوق المعيشية، في محاولة منه لطردهم من أرضهم البالغ مساحتها 50 ألف دونم، لوضع اليد عليها ضمن مخطط "ضم الضفة" إليه.

الجدير بالذكر بأن مسافر يطا هي مجموعة من 19 قرية فلسطينية في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.

منطقة شاسعة

خضر العمور (58 عامًا) الذي يسكن في خربة التواني في مسافر يطا يؤكد أن الظروف في مسافر يطا تحول دون قدرة السكان على العيش فيه.

ويقول العمور لصحيفة "فلسطين": "لك أن تتخيل أننا في القرن الواحد والعشرين ونسكن مغارات وكهوفًا، وممنوعون من بناء البيوت، ونُحرم من الكهرباء والماء والخدمات الأساسية!".

وبيّن أن الاحتلال يحاول بكل الطرق تهجيرهم من المنطقة الشاسعة المساحة المحاطة بالمستوطنات الإسرائيلية من كل جانب، قائلًا: "قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 كانت المنطقة هي السلة الغذائية لجنوب الضفة".

وتابع العمور: "بعد الاحتلال أصبحت زراعة الأرض أمرًا بالغ الصعوبة، فنتعرض في ذلك لاعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال، كما أن الاحتلال يصادر جميع معداتنا بما فيها الفؤوس".

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يجري تفتيشًا يوميًّا بالمنطقة ويطلق طائراته المسيرة لرصد أي حركة بناء أو محاولة للتزود بالماء والكهرباء ويجهضها في مهدها، حتى بقالة لا توجد في المنطقة.

وقال: "منذ قرابة العام بنيت منزلًا من الطوب المسقوف بالصفيح، ومنذ ذلك الحين تسلمت ثلاثة إخطارات بهدم المنزل".

ولفت العمور إلى أنه كان يسكن هو وأسرته البالغ عددها 15 شخصًا في مغارة، مؤكدًا أنه لن يهجر أرضه مهما بلغت الإجراءات الإسرائيلية بالقسوة.

اعتداءات يومية

بدوره بيّن عضو إقليم يطا وضواحيها ياسين سميرات أن مسافر يطا تشهد اعتداءات يومية من الاحتلال على السكان، حيث يهدمون المغارات التي يسكنها الفلسطينيون ويصادرون معداتهم و خزانات مياه الشرب.

وقال سميرات: "كما يشن المستوطنون اعتداءات يومية بحماية جيش الاحتلال فيقطعون الطرق على السكان، فهم يمنعونهم من رعي أغنامهم".

وأشار إلى أن ذلك الاستهداف لكون المنطقة استراتيجية لجيش الاحتلال، فهي تربط الضفة بجنوب فلسطين ومدينة بئر السبع والبحر الميت، قائلًا: "هم يحاولون الاستيلاء على الأرض لربط المستوطنات المتناثرة المحيطة بالمسافر ببعضها بعضًا".

في حين رأى الخبير بشؤون الاستيطان إبراهيم الهذالين أن استهداف الاحتلال مسافر يطا يأتي ضمن استهدافه منطقة جنوب الضفة الغربية وجنوب الخليل، وهي منطقة جغرافية واسعة مترامية الأطراف تبدأ من الظاهرية في الجنوب الغربي وحتى مسافر يطا في الجنوب الشرقي.

وقال لصحيفة "فلسطين": "هذه المنطقة تجمعاتها السكانية متناثرة ومتوسطة الحجم وهي ملاصقة للأراضي المحتلة عام 48م، ولا يفصل بينها أي جدار".

وتابع: "الاحتلال استهدف المنطقة في وقت مبكر، ففي عام 1981 بنى أول مستوطنة في جبل الخليل في مسافر يطا ثم مستوطنة ماعون ثم سوسه".

وأشار الهذالين إلى أن الاحتلال أقام خطًا استيطانيًّا من جنوب الخليل حتى حاجز الرهوة الاستيطاني لمسافة قرابة 15 ألف كيلو متر، بشكل يربط مع مستوطنات الخليل والقدس وبيت لحم وبئر السبع.

وعد أن السبب في ذلك هو اتفاق أوسلو الذي جردنا من كل قدراتنا السياسية والدفاعية عن أرضنا، قائلًا: "فالاحتلال تعدى كل مناطق ج وأصبح الاحتلال يسرح ويمرح في كل المناطق، وبات الضم قاب قوسين أو أدنى".

وبيّن الهذالين أن المواطن الفلسطيني يدفع ثمن أوسلو دون أي حماية دولية، مشيرًا إلى أن مسافر يطا تقع ضمن مناطق c حيث يمنع الاحتلال التنقل والخدمات الأساسية بجانب الاستيطان والمصادرة.

وتابع: "حتى المستوطنون أصبحوا يقيمون محميات رعوية مدعومة من جميع الجمعيات الاستيطانية منذ عامين لقطع الطرق على الرعاة الفلسطينيين".

وأشار الهذالين إلى أن أكبر تجمع سكاني في مسافر يطا لا يتعدى عدد سكانه الألفي مواطن، وعشرات التجمعات السكانية منها يعيشون في بيوت من الصفيح ومحرومون من الخدمات.

اخبار ذات صلة