أكد الوكيل المساعد في وزارة الصحة بغزة د. مدحت محيسن أن منحنى الإصابات بفيروس كورونا "كوفيد 19"، يشهد انخفاضًا طفيفًا حاليًا، محذِّرًا في الوقت ذاته من أن "الحالة الوبائية بغزة ما زالت في مرحلة الخطر".
وقال محيسن في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن استمرار انخفاض منحنى الإصابات سيؤدي إلى تخفيف الإجراءات المُشدَّدة حاليًّا، مشيرًا إلى أن قرارات الإغلاق الجزئي الأخيرة ساهمت في ذلك.
وأوضح أن أبرز العوامل التي ساهمت في خفض مؤشر الإصابات هي: الإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت، وإغلاق المحالات التجارية مساء، ومنع الحركة في الليل.
وبيّن أن هذه الإجراءات ساهمت في إعطاء فرصة للمواطنين بالتباعد الجسدي والاجتماعي، وهو ما بدأت تظهر نتائجه في المرحلة الحالية من حيث انخفاض عدد الإصابات بالفيروس وخاصة الخطِرة منها.
ونبَّه إلى أن ذروة انتشار المرض كانت في منتصف شهر ديسمبر الماضي، وحتى مطلع يناير الجاري، إذ سجَّلت الوزارة حوالي 245 إصابة ما بين خطِرة وخطِرة جدًا وحرجة، لكنها انخفضت في الأسبوع الأول من الشهر الحالي إلى 140 إصابة.
وبحسب محيسن فإن حالة الوعي لدى المواطنين ازدادت في الآونة الأخيرة، خاصة بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والجسدي، وهو ما ساهم في خفض مؤشر الإصابات.
وقال: إن تخفيف بعض الإجراءات المُشددة بدءًا من هذا الأسبوع يعود لالتزام المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية، مستدركًا: "لكن إذا بدأ المواطنون بالتراخي والتخفيف من إجراءات السلامة سنعود لنفس المربع، خاصة أننا ما زلنا في فصل الشتاء الذي يزيد فيه خطر الفيروس بسبب انتشار أمراض الرشح والانفلونزا".
خطة الوزارة
وذكر محيسن أن الوزارة خصصت ضمن خطتها 100 سرير في أقسام العناية المركزة، و400 سرير في الأقسام الأخرى للتعامل مع إصابات كورونا، ورغم ذلك زادت إمكانياتها، وتحمَّلت الكثير من الأعباء والجهد في توفير الأوكسجين اللازم للمصابين.
وأفاد بأن محطة مستشفى "غزة الأوروبي" المخصص لمصابي كورونا، كانت تنتج 800 لتر من الأوكسجين في الدقيقة يوميًّا، أما الآن أصبحت تنتج 4000 لتر في الدقيقة يوميًّا، في حين رفع أعداد الأسرّة المخصصة للحالات الخطِرة والحرجة إلى 200 سرير.
وشدد على أن كل هذه الإجراءات والأعباء المُلقاة على النظام الصحي، في سبيل ألا يتحمل المواطن مزيدًا من الإغلاقات وتشديد الإجراءات.
وذكر أن خلية لجنة الطوارئ في وزارة الصحة بحالة تقييم مستمر للحالة الوبائية في القطاع، وتعقد اجتماعات مكوكية على مدار الساعة، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة وفقاً لمستجدات الوباء وتفشيه بين المواطنين.
واستطرد "كلما كان هناك التزام أكثر وانخفاض في منحنى الإصابات، سنكون أمام مزيد من تخفيف الإجراءات أكثر".
ونبّه إلى الجهود المبذولة والتعاون بين كل مكونات القطاع الصحي، سواء الوزارة والمؤسسات الأهلية ووكالة الغوث، هدفها الحفاظ على صحة المواطنين وعدم الوصول إلى إجراءات مُشددة.
ثلاثة ملفات
وأفاد الوكيل المساعد لوزارة الصحة بأن وزارته تعمل ضمن ثلاثة ملفات في آن واحد، رغم التحديات التي تواجه عمل الوزارة بفعل الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 13 عامًا.
وذكر أن الملفات الثلاثة هي: أزمة كورونا، وهو ملف صعب ويتطلب جهودًا كبيرة، ثم ملف الخدمات المُقدمة للمواطنين، والأخير ملف التطوير في الوزارة، مشيرًا إلى أن "الوزارة تعمل في تلك الملفات بالتوازي".
وقال: "قد يكون ذلك الجهد على حساب جَودة بعض الخدمات، لكن لا نستطيع تغليب واحد على آخر".
وفيما يتعلق بالأدوات اللازمة لفحص كورونا، بيّن محيسن، أنها "متوفرة في الوقت الحالي، لكن تنقص بين فترة وأخرى، في الكتات أو مواد الفحص"، منبّهًا إلى وجود نقص في الكادر البشري في الوزارة.
ولفت إلى أن المختبر المركزي الخاص بكورونا يستطيع إجراء 2500-3000 عينة لكورونا يوميًّا، مشيرًا إلى أن "الأدوات موجودة بُشح، عدا عن نقص الكادر البشري، ما يزيد الأعباء المُلقاة على الكادر الصحي الموجود".
ووجَّه الشكر لكل الطواقم الصحية العاملة في الوزارة والمؤسسات الصحية على جهودها المبذولة في مواجهة جائحة كورونا.
لقاح كورونا
وحول لقاح كورونا ودخوله للأراضي الفلسطينية، ذكر المسؤول الطبي أن منظمة الصحة العالمية أعطت إذنًا بتداول 5 لقاحات لفيروس كورونا، مشيرًا إلى أن منظمة دولية- لم يُسمها- تُعنى بالدول الفقيرة، أدرجت فلسطين ضمن هذه الدول لتوفير اللقاح لها.
وأشار إلى وجود وعودات بتوفير اللقاح الروسي لـ 20% من السكان، لكنّ الطلب الكبير عليه من الدول الغنية، أدى لعدم معرفة التوقيت المُحدد لدخوله فلسطين وتحديدًا قطاع غزة.
واستبعد محيسن أن يدخل اللقاح في القريب العاجل، "إذ كانت الوعودات حول دخول كمية قليلة نهاية شهر فبراير القادم تكفي للكوادر الصحية والشرطية كمرحلة أولى".
وأوضح أنه "في حال دخول اللقاح سيكون هناك أولويات للتطعيم، خاصة الكوادر الطبية والشرطية ثم أصحاب المناعات الضعيفة والأمراض المزمنة".
وختم محيسن حديثه "كل هذه التوقُّعات تعتمد على توفر اللقاح الروسي في منشأه، ونحن سنبقى نبذل جهودنا في السيطرة على الوباء حتى قدوم اللقاح".