تدور تساؤلات حول إمكانية حصول اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على لقاح "فايزر" المخصص ضد فيروس كورونا.
وبدأت لبنان، الخميس، حجرًا صحيًا جديدًا، وسط ارتفاع كبير في معدل إصابات كورونا، وتسجيله إصابات تخطت الـ4 آلاف مصابا.
وأعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن، تأمين لقاحات "فايزر"، على أن تصل في شهر شباط/ فبراير المقبل، لإعطائها حوالي مليوني شخص أي بمعدل 15% من الشعب اللبناني.
لكن ماذا عن اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في لبنان؟ هل سيتم تلقيحهم؟ أم أنّ الدولة اللبنانية ستتغاضى عنهم؟ ومن يتحمل مسؤولية تأمين اللقاح للاجئين الفلسطينيين، الحكومة اللبنانية أم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"؟
جهود لتأمين اللقاح
وقال مدير قسم الصحة لدى "أونروا" في لبنان عبد شناعة: إنّ الوكالة تحضر اجتماعات وتنسق بشكل مباشر مع وزارة الصحة اللبنانية والمؤسسات الأممية، واللجنة المكلفة عن الحكومة اللبنانية بمتابعة هذا الموضوع؛ لتأمين اللقاح للاجئين الفلسطينيين.
وأضاف شناعة لـ "قدس برس": "الفلسطيني سيحصل على اللقاح، شأنه شأن اللبناني، فالجميع يجب أن يتلقى اللقاح".
وذكر أن الأمر سيحصل على مراحل، وذلك وفقًا لإرشادات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
مخاوف وقلق
وعبّر مدير منظمة ثابت لحق العودة، سامي حمود، عن هواجسه، "من أن يتم استثناء اللاجئين الفلسطينيين من الحصول على اللقاح عند توفره لدى وزارة الصحة اللبنانية، خاصة في ظلّ استثناء الدولة اللبنانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان من أي مساعدات إنسانية عاجلة، أسوة بالمواطن اللبناني وتخصيصه ببعض المساعدات المالية أو العينية".
وأوضح حمود أن هذا الأمر قد يكون تحت ذريعة، أن وكالة "أونروا" هي المسؤولة عن الوضع الصحي للاجئين الفلسطينيين، في ظل تهرب الوكالة من تحمل المسؤولية بالشكل المطلوب، والاستمرار في سياسة تقليص الخدمات.
وقال حمود لـ "قدس برس": "نلمس تقصيرًا وأداءً ضعيفًا لوكالة أونروا على المستوى الإغاثي والصحي، الأمر الذي انعكس على تزايد أعداد الإصابات في المخيمات والتجمعات الفلسطينية وتسجيل أرقام مخيفة خصوصا في مخيمات صور، دون تحرك فاعل من قبل وكالة أونروا للحد من انتشار المرض أو تفعيل سبل الوقاية منه".
وأعلنت "أونروا"، في تقريرها حول آخر المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، أن عدد المصابين قد بلغ 3 آلاف و801 لاجئ فلسطيني، مع 400 حالة نشطة، بينما سجل 144 وفاة جراء الإصابة بالفيروس بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وأوضحت الوكالة أنها تتابع حالات المصابين، وتقوم بتغطية تكاليف الفحوصات والعلاج في المستشفى، مشيرة إلى أنها وقعت في الأسابيع الماضية عقودًا مع مستشفيات حكومية وخاصة إضافية لتقدم العلاج لمرضى كورونا.
وكانت الحكومة اللبنانية فرضت حظرًا للتجوال من الساعة الـ 6 مساء وحتى الـ 5 صباحًا، دخل حيّز التنفيذ الخميس، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري مع إغلاق عدد من المؤسسات التجارية والحكومية، فيما أعطيت بعض الاستثناءات لعدد من المؤسسات كالصحية وتلك الخاصة بالمأكولات والتعاونيات.
ويعيش حوالي 174 ألف لاجئ فلسطيني على الأراضي اللبنانية، يتوزعون على المخيمات والتجمعات الفلسطينية من شماله إلى جنوبه، وضمن 12 مخيمًا معترفًا به من قبل إدارة "أونروا" والدولة اللبنانية، وحوالي 156 تجمعًا آخر ضمن مدن وبلدات لبنانية.