تعيش عائلة أبو رموز التي تعيش في حي بطن الهوى في بلدة سلون في مدينة القدس حالة من المعاناة المتمثلة بالتهديدات المستمرة من الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بإخراجهم من بيتهم بحجة عدم أحقيتهم به وأنه يعود ليهود اليمن منذ ثمانيات القرن الماضي.
ادعاءات جديدة تفاجأت بها عائلة أبو رموز بعد أن توجه أحد أفراد عائلتها إلى محكمة الصلح من أجل مراجعة قضية تتعلق بموضوع إبعاده عن المسجد الأقصى الصادر بحقه منذ عدة شهور، ليجد نفسه يتسلم قراراً بإخلاء منزله صادر منذ أربع سنوات مضت لصالح مستوطنين.
قرار لم تعلم عنه العائلة على مدار سنوات إجراء المحاكمة والتي امتدت على مدار أربع سنوات كانت بدايتها منذ عام 2016، حيث رفع عدد من المستوطنين قضية على عائلة أبو رموز يتهمونهم فيها بالاستيلاء على منزل يعود لهم دون أن يعلموا عن هذه القضية المرفوعة ضدهم شيئاً.
ويسعى الاحتلال والمستوطنون من خلال رفع هذه القضايا إلى الاستيلاء علي منازل الفلسطينيين الذين يعيشون في ذلك الحي من أجل إقامة مشروع استيطاني جديد في حي بطن الهوى ببلدة سلوان بمدينة القدس.
نظام أبو رموز الأبن الأكبر للعائلة 37 عاماً، أكد أنه منذ تلقيه قرار الإبعاد وهم مصرون على أن كل الادعاءات والأكاذيب التي أوردها الاحتلال في التهمة الموجه إليهم وهي الاستيلاء على المنزل هي باطلة وغير حقيقية خاصة فيما يتعلق بعدم ملكيتهم للأرض.
وقال في حديث لـ"فلسطين:" إن أمي لا تزال على قيد الحياة وعمرها يتجاوز ال80 عاماً وعاصرت مرحلة شراء أبي للأرض ومن ثم بناء المنزل طوبة طوبة كما يقولون، كما أن العائلة تمتلك أوراقاً تثبت أحقيتها في البيت منذ قبل قدوم حتى الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته".
وأضاف أبو رموز:" إن البيت سكن فيه منذ بنائه الأجداد والأبناء ومن ثم الأحفاد، فكيف يأتي مجموعة من الصهاينة المستوطنين يريدون اثبات أحقيتهم ببيت وجد قبل أن يولدوا حتى هم ولا آبائهم".
وأكد أن مثل هذه القرارات مستهدف به هو وسبع عائلات أخرى تسلمت قرارات بإخلاء بيوتهم، حيث يسعى الاحتلال لإخراجهم من المنطقة لإقامة مخطط " عطيرت كوهنيم" للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من منطقة بطن الهوى، وذلك بحجة ملكتيها ليهود من اليمن.
وحول موقف عائلته وخاصة والدته حول قرار المحكمة الإسرائيلي، أوضح أبو رموز أن والدته لم تعطي بالاً لهذه الأكاذيب فهي شاهدة ومعايشة لحقيقة لا يمكن إنكارها، وإلا فإنها ستنكر حياتها التي امتدت على مدار 65 سنة مضت عاشت خلالها الكثير من التفاصيل والحقائق التي لا يمكن محوها بقرار محكمة كاذب.
وأردف:" كيف ستنسى أمي وقت شراء الأرض وبناء البيت، وكيف ولد كل فرد من أبنائها وأحفادها في ذلك البيت وتفاصل حياتهم التي كانت شاهدة عليها من كل صغيرة وكبيرة"، لافتاً إلى أنها هي وكل أفراد العائلة يفضلون الموت تحت أنقاض المنزل على الخروج منه بتاتاً.
ونبه أبو رموز أن كل الحي الذي يسكنون فيه مهدد بالإخلاء ويحاول الاحتلال منذ عدة سنوات إخراج أهله منه، ولكن لم يستطيعوا، لذلك لجأوا إلى أسلوب الكذب والخداع، من خلال دفع المستوطنين لرفع قضايا في محاكمهم وتوجيه ادعاءات كاذبة.
وذكر أن المحكمة تريد من العائلة دفع غرامات مالية ومبالغ بسبب ادعاءات المستوطنين بتهجم نساء العائلة عليهم بالسب والضرب، وغيرها من الأكاذيب التي يحاولون ترويجها للضغط على العائلة.
ويعيش في منزل عائلة أبو رموز 12 فرداً على مساحة بيت لا تتجاوز 120 متر مؤلف من ثلاث طوابق، في حي بطن الهوى في بلدة سلون الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تهجير أهلها وإخراجهم منها بأي طريقة لاستكمال مخططاتهم الاستيطانية.
وشد أبو رموز أن العائلة ستوكل محامي لرفض هذا القرار الذي لا يعد صادراً عن محكمة بل عن عصابات، تسعى بأي طريقة للسيطرة على حق ليس لها فيه أي شيء مهما حاولت تزوير الحقائق التي لا يمكن أن تخفى على أحد.