قائمة الموقع

"ع الوجع" تَقصّت عن أصحاب الحاجة وحملت البِشارة

2017-05-11T09:51:58+03:00
هديل عبد العال (أرشيف)

صفحاتٌ عدة تميزت في صحيفة "فلسطين" على مدار السنوات الماضية؛ ومن بينها صفحة "ع الوجع"، التي تناولت قصص أناسٍ يعيشون ظروفاً في غاية الصعوبة؛ ولا يستطيعون حتى توفير لقمة العيش؛ فأخذنا على عاتقنا التقصي عن أحوالهم ورصد معاناتهم ومحاولة توفير ما يحل ولو جزءًا من مشكلتهم بالتعاون مع أهل الخير.

طاقم فلسطين بذلَ قُصارى جهده في هذه الصفحة؛ وعلى رأسهم "مُعدّة التقرير"؛ وبين تلك الحالات التي طُرحت عبرها؛ من لا يزالون بحاجةٍ لمدِ يدِ العون للخروج من مأساتهم في ظل واقع صعب يعيشه أهالي قطاع غزة.

مساعدة بسيطة

الطفلة هديل عبد العال، إحدى حالات صفحة "ع الوجع"، وُلدت بإعاقةٍ سمعيةٍ وبصرية؛ فعانت من عدم قدرتها على سماع صوت والدها ووالدتها؛ على الرغم من تركيب سماعةٍ بسيطة لها، ولكن بسبب وضع والدها المادي لم تستطع هديل تحقيق أمنيتها في اقتناء سماعةٍ بجودةٍ أعلى كي تمارس حياتها بشكلٍ طبيعي.

ليس ذلك وحسب؛ تلك الفتاة أيضاً كانت تعاني من ضعفٍ شديد في البصر؛ وتحتاجُ إلى عمليةٍ جراحيةٍ في عينها؛ كي تتمكن من الرؤية بشكلٍ طبيعي إضافة إلى بعض المراهم والقطرات التي تساعد في ترطيب عينها.

بعد نشر قصةِ هديل في صحيفة "فلسطين"، تواصلَ فاعلو الخير معنا؛ ليتم بالتعاون بين جهتين وهما: شركة البرقوني للخدمات السمعية، والمبادرة العمانية لنصرة أهل غزة، وهكذا توفرت سماعة ممتازة اختصرت عليها عناء سنواتٍ طويلة، ناهيك عن توفير جزءٍ من المراهم والقطرات التي تحتاجها هديل لعينها؛ بالإضافة إلى نظارة تستطيع ارتداءها كي لا تشعر بالحرج أمام الأطفال كما كانت دوماً.

تواصلنا مع والد هديل بعد مضي أكثر من عام على المساعدة، ليقول: "بفضل الله ومن ثم صحيفة فلسطين تمكنا من حل مشكلة كبيرة كانت تعاني منها ابنتي وذلك بتوفير السماعة، هديل الآن في حالٍ أفضل وتحرز تقدماً في مستواها الدراسي".

رغم المساعدة التي قُدمت لها إلا أنها لا زالت تعاني من مشكلةٍ كبيرة في الرؤية؛ مما يتطلب سفرها إلى مدينة القدس للعلاج في إحدى مستشفياتها ولكن ضعف الدخل المادي لوالدها، وعدم وجود جهة مختصة تتكفل في العلاج حالا دون ذلك.

وأضاف عبد العال: "مع اقتراب فصل الصيف تزداد الآن معاناة هديل؛ آملا أن تتحقق متطلبات سفرها لإجراء عملية جراحية في عينها كي تتمكن من الرؤية بشكل طبيعي".

إذاً قارئي العزيز على ما يبدو أن أحلام هديل مُعلّقة وتنتظر بشارةً تخبرها بأن مساعدة ما جاءت لتُجرى لها العملية وتُحل مشكلتها.

أملٌ جديد

قصةٌ أخرى من قصص صفحة "ع الوجع" التي لطالما سطرَّت معاناة كثيرٍ من العائلات في قطاع غزة، وهي قصة "أ.ه" رجل سبعيني لا يستطيع الحركة، وكانت أمنتيه توفير كرسي كهربائي يستطيع من خلاله الذهاب للمسجد لصلاة الفجر وسد الديون المتراكمة عليه لإيجار المنزل.

بعد نشر قصة "أ.ه" تلقت الصحيفة عدة اتصالاتٍ من أهل الخير لحل مشكلة هذا المسن، وبالفعل استطاعت شركة "انتربال للأجهزة الطبية" توفير كرسي كهربائي بمواصفات عالية جداً.

ومن خلال التواصل مع فاعل خيرٍ آخر تمكنا بفضل الله من سد جميع متأخرات الإيجار المتراكمة عليه، وهو ما خفف كثيراً عن "أ.ه" الذي عايش ظروفاً في غاية التعقيد بعد فقدانه عمله ومنزله.

تُرى ماذا يقول "أ.ه" بعد مرور أكثر من أربع سنواتٍ على نشر قصته في صحيفة فلسطين: "بفضل الله ساعدني الكرسي الكهربائي بشكلٍ كبير في حياتي؛ حتى أني كلما صعدتُ إليه دعيتُ الله أن يرزق فاعل هذا الثواب الجنة وأن يزرقه من حيث لا يحتسب".

وأضاف: "بفضل الله ومن ثم أهل الخير يتسنى لي التنقل بِــحُريةٍ في هذا الكرسي، هذا المعروف لن أنساه طيلة حياتي".

رغم المُساعدات التي قُدمت لهذا الرجل المُسن إلا أنه لازال هو وزوجته بحاجة إلى رعاية حتى يكون بوسعهما إكمال عمرهما دون الحاجة إلى ذل السؤال.

وعادت المأساة

قصةٌ ثالثة، وقفت "فلسطين" على تفاصيلها؛ وهي لامرأةٍ مرت بمرحلة ٍ تراجيدية في حياتها؛ بعد أن طُردت من منزل أهل زوجها، لتتراكم عليها الديون في منزل الإيجار، فهددهم صاحب المنزل بالطرد هي وأطفالها الثلاثة.

بعد نشر القصة، تواصل أهل الخير مع كاتبة التقرير، وبالتعاون مع لجنة زكاة غزة استطعنا توفير عربة للحلويات يعمل عليها زوجها ليستطيع من خلالها توفير لقمة العيش لأطفاله.

لم تكن تلك هي المساعدة الوحيدة التي حصلت عليها هذه العائلة، فمن خلال فاعل خير استطعنا سد جزء من الديون المتراكمة لصاحب المنزل وتوفير ثلاجة وغسالة وشاحن كهربائي كانوا حلما بالنسبة للزوجة.

انتهت تلك المأساة التي تعيشها هذه العائلة بعد تقديم المساعدات، واستطاع ربُ المنزل أن يبدأ أولى خطواته في بيع الحلويات ليخرج من الأزمة التي يعيشها.

حتى الجملة الأخيرة كانت العائلة تعيش بخير بعد المساعدات التي قُدمت لها، ولكن شاء الله أن تتكرر نفس المعاناة التي تعيشها العائلة بعد حرق منزلها وكل ما يملكون من أثاث وملابس، ما اضطر صاحب المنزل لطردهم في الشارع ومطالبته بدفع الإيجار السابق وإصلاح الشقة وإعادتها كما كانت عليه.

لم يبقَ أمام هذه العائلة سوى المبيت في متنزه مستشفى الشفاء؛ هذه العائلة مجدداً في دوامةٍ أخرى، وهي بانتظار أن تُمد لها يد الخير علها تتمكن من النهوض.

ومما تجدر الإشارة إليه أن أغلب حالات صفحة "ع الوجع" الذين تمت مساعدتهم ما لبثت أن تجددت معاناتهم؛ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، وهم بحاجة ماسة لمن يسأل عنهم ويطمئن على أوضاعهم؛ أو يعيد لهم بسمةً كانوا قد عاشوها قبل سنوات وغابت بفعل استمرار الحصار.

اخبار ذات صلة