فلسطين أون لاين

تقرير "تفكيك قبة الصخرة".. سابقة خطرة تعكس نوايا إشعال المنطقة

...
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

ضمن المساعي والمخططات التي تنفذها جماعات المستوطنين في المسجد الأقصى المبارك، عمدت إلى تقديم مقترح لحكومة الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تفكيك مسجد "قبة الصخرة" المشرفة، لإقامة "الهيكل" المزعوم مكانه، في سابقة خطرة من نوعها.

ويأتي هذا الاقتراح في ظل ازياد اقتحامات المستوطنين المتواصلة للمسجد الأقصى، تحت حماية أمنية مشددة من شرطة الاحتلال، التي تتعمد إعاقة دخول المصلين المقدسيين في أثناء الاقتحامات.

ورأى مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن هذه المخططات الإسرائيلية تعكس إرادة المستوطنين لتغيير الواقع وهجومهم على المسجد المبارك.

وأوضح الكسواني لصحيفة "فلسطين" أن هذه المقترحات من الجماعات المتطرفة تُشجع على اقتحام الأقصى وصولًا لهدم "قبة الصخرة" وبناء "الهيكل" المزعوم.

وقال: "ننظر بعين الخطورة لهذه المقترحات ومدى ما يقوم به الاحتلال يوميًّا في الأقصى، وهو ما جرَّأ المستوطنين على أن يقدموا مثل هذه الاقتراحات"، مؤكدًا أن المستوطنين يستغلون تفشي كورونا وحالة الضعف العربي والإسلامي، لطرح هذه المقترحات.

وشدد على أن هذه المقترحات تدلل على مساعي المستوطنين الرامية لإشعال المنطقة بأسرها، لكونها تُثير مشاعر المسلمين في كل أنحاء المعمورة.

وعد الكسواني الاقتراح بمنزلة "إشعال فتيل حرب في المنطقة"، مُحملًا حكومة الاحتلال والمستوطنين ردة فعل الشارع الفلسطيني والمقدسي تحديدًا على هذا الاقتراح العنصري.

وطالب مدير المسجد الأقصى الفلسطينيين بشد الرحال للأقصى لتعزيز إسلاميته وعروبته، داعيًا الأمتين العربية والإسلامية إلى دعم الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسيين لبقاء صمودهم ورباطهم داخل الأقصى.

إزالة الأقصى

وقال رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر: إن هذا الاقتراح يُدلل على وجود مؤشرات وصل إليها الاحتلال، وبدأ يبحث بطرق إزالة الأقصى وإقامة "الهيكل" المزعوم، عادًّا ذلك "سابقة خطرة جدًّا".

وأضاف خاطر لصحيفة "فلسطين": "عندما تصل التيارات الواسعة في دولة الاحتلال لهذه القناعة، فهذا يعني أن الأمور وصلت إلى نهايتها بالمساس الحقيقي والفعلي للأقصى".

وأوضح أن مُصطلح "تفكيك" يأخذ منحى أكثر خطورة، وهي لغة رسمية، وكأن الجانب الرسمي في دولة الاحتلال يتبنى هذا الأمر، منبهًا إلى أن سلطات الاحتلال حاولت عدَّة مرات تفجير "قبة الصخرة" وقصفها بالصواريخ.

وبيَّن أن سلطات الاحتلال تحاول إضفاء صيغة قانونية أو شرعية لهذا الاقتراح، "وهو أمر خطر"، لافتًا إلى أن الأجواء الحالية تثبت أنه ليس هناك أمرًا مستبعدًا على الاحتلال الذي يأخذ ضوءًا أخضر لتنفيذ سياساته من الإدارة الأمريكية.

وعد الإعلان في هذا التوقيت هو "محاولة لتوجيه الطاقات الإجرامية للمستوطنين، باتجاه أهداف كبرى مثل الأقصى، لا سيَّما أنهم جاهزون لتنفيذ أي جريمة".

وحذر خاطر من أن الاحتلال بدأ يعد العدة للمساس بالأقصى، في ظل الأجواء المناسبة من التطبيع العربي والأوضاع الإقليمية، "وبدأ في عملية التنفيذ الفعلي".

واقع جديد

وشدد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، على أن "الاحتلال طامع في المسجد الأقصى وفي كل مرحلة يحقق مكاسب ويحاول فرض واقع جديد فيه".

وأوضح صبري في تصريح، أمس، أن الجماعات اليهودية تصول وتجول لتحقيق مكاسب جديدة ومشاريع استيطانية تهويدية، عادًّا تسريب معلومات عن مخطط لتفكيك قبة الصخرة "لجس النبض ومعرفة هل يوجد ردود فعل فلسطينية ومقدسية حول المخطط التهويدي أم لا".

وأكد أن أطماع اليهود "مرفوضة جملةً وتفصيلًا ولن نستسلم لمخططاتهم، وأي عدوان من قبلهم لن يكسبهم أي حق في المسجد الأقصى المبارك".

وجدد التأكيد أن الأقصى للمسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود به مهما حاولوا فرض وقائع جديدة.

من ناحيته، وصف رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس عبد العظيم سلهب، المخطط بأنه "محاولة خطرة لاستهداف الأقصى".

وأكد سلهب في تصريح أمس، أن "شعبنا سيدافع عن الأقصى مهما كلفنا ذلك من تضحيات"، داعيًا المسلمين إلى النهوض والدفاع عن المقدسات الإسلامية.

وقال: "سيظل أهل القدس أوفياء لمسجدهم وهذه المحاولة ستفشل كما كل المحاولات ولن يسمح بتنفيذ هذه المخططات المشبوهة".

وبيّن أن الاحتلال يريد أن يحول المعركة إلى "حرب دينة شعواء" مشيرًا إلى أن المسجد الأقصى بكل ساحاته ومصلياته هو مسجد إسلامي للمسلمين وحدهم وهو خط أحمر لا يقبل المفاوضات ولا الشراكة ولا القسمة.

ونبّه إلى أن سلطات الاحتلال تسيء باستمرار للمسجد وذلك في إطار انتهاك حرمات المسجد والاستهانة بمشاعر المسلمين، مشددًا على أن "قطعان المستوطنين والاحتلال ماضون في محاولات تغيير الوضع التاريخي الراهن في المسجد".

ودعا سلهب العرب والمسلمين لأن يلتفتوا إلى قضية المسجد الأقصى، واعتباره قضيتهم الأولى.

وتنتهج (إسرائيل) منذ اللحظات الأولى لاحتلالها كامل القدس عام 1967، سياسة عدوانية عنصرية تجاه المقدسيين، بهدف إحكام السيطرة على المدينة وتهويدها وتضييق الخناق على سكانها الأصليين، وذلك بسلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية والتي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.