فلسطين أون لاين

تقرير حذر شعبي بشأن التقدم في المصالحة وسط إشادة بخطوة حماس

...
صورة أرشيفية
غزة - محمد أبو شحمة

قابل مواطنون الأحاديث الدائرة عن المصالحة الفلسطينية بحذر شديد، وسط إشادة في المقابل بـ"المرونة العالية" التي أبدتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، لإجراء الانتخابات العامة المعطلة منذ سنوات طويلة.

ورحب المواطنون بتنازل حركة "حماس" عن شرطها الخاص بإجراء الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، بشكل متزامن، وموافقتها على عقدها بـ"التتابع".

وأوضح المواطنون في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أن التنازلات الجديدة التي قدمتها حركة "حماس" لإنجاز المصالحة، تتطلب في المقابل خطوات جادة من حركة "فتح".

وكشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أول من أمس عن مساعٍ جديدة لاستئناف الحوار الوطني من أجل إنجاز المصالحة لتحقيق الوحدة الوطنية.

وقال هنية في تصريح صحفي: "نُجري اتصالات داخلية وخارجية من أجل إنجاح هذه الجهود والتحركات لاستكمال ما بدأناه من خطوات في حوارنا مع الإخوة في حركة فتح والفصائل الوطنية والإسلامية لإنجاز متطلبات الوحدة عبر إعادة بناء المؤسسات القيادية الفلسطينية، سواء منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية على قاعدة الشراكة والتوافقات الوطنية وفق إرادة الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة في الداخل والخارج عبر انتخابات حرة ونزيهة.

بارقة أمل

الطالب الجامعي أحمد عويضة أبدى حذره من إمكانية تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بين الفصائل، وذلك بسبب الوعوادات والجولات الطويلة للفصائل دون إعلان نتائج حقيقية على الأرض.

وقال عويضة في حديثه لـ"فلسطين": "الأنباء التي نسمعها عن تقديم حماس مرونة من أجل إجراء الانتخابات يعطي بارقة أمل، ولكن ذلك يتوقف على موقف حركة فتح والسلطة من ذلك".

وأوضح أن الشباب الفلسطيني يريد إنهاء الانقسام وعودة الوحدة الوطنية، لكونه أكثر فئات الشعب الفلسطيني تضررًا من تواصل الانقسام، وعدم تمكينهم من أخذ فرصتهم، والحصول على وظائف لهم.

وأشاد الموظف الحكومي خليل قنن بحرص حركة "حماس" على إتمام المصالحة، عن طريق تقديمها تسهيلات في ملف الانتخابات التشريعية، والرئاسية والمجلس الوطني.

أخطر مراحل القضية

وقال قنن في حديث لـ"فلسطين": "القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحل تاريخها خاصة مع موجة التطبيع العربي والاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يتطلب تحقيق الوحدة لمواجهة هذه التحديات".

وأوضح قنن أن حركتي "حماس" و"فتح" يجب عليهما إتمام المصالحة هذه المرة، وعدم التراجع أو خذلان الشعب الفلسطيني، كما كان يحدث كل مرة مع إعلان وجود جهود جديدة، بحسب تعبيره.

بائع الخضراوات أحمد أبو عودة، أوضح أن الجميع استقبل الأخبار الجديدة بشأن المصالحة وإجراء الانتخابات بحالة من الحذر والتخوف من عدم إكمال ما تحدثوا عنه، كما كان يحدث في السابق.

وقال أبو عودة لـ"فلسطين": "تحقيق المصالحة يحتاج إلى أفعال على الأرض حتى نشعر بالجدية، بمعنى إنصاف موظفي السلطة في غزة وإرجاع حقوقهم، ورفع العقوبات عن القطاع، وإعادة رواتب الموظفين والجرحى التي قطعتها رام الله".

وأوضح أبو عودة أن حركة "فتح" مطلوب منها تقديم مبادرة قوية كالتي قدمتها حركة "حماس" للإسراع في تحقيق المصالحة، وإجراء الانتخابات.

ولفت إلى أن جيلًا كاملًا من الشباب الفلسطيني لم يذهب يومًا ما إلى صناديق الاقتراع لاختيار شخصيات تمثله في المجلس التشريعي أو الرئاسة.

جيل شبابي

بدورها عبرت الباحثة السياسية هند أبو نجيلة، عن أملها في تحقيق المصالحة الوطنية وإجراء الانتخابات، لأن جيلًا من الشباب الفلسطيني حُرم على مدار السنوات الماضية من ممارسة حقه في الانتخابات.

وقالت أبو نجيلة لـ"فلسطين" :"الفترة السياسية الحالية الفلسطينية تعد صورة سوداوية بسبب استمرار الانقسام البشع، الذي ترك آثاره على النواحي الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع".

وأضافت أبو نجيلة: "نتمنى أن يتحسن الوضع وتُجرى الانتخابات وتنتهي حالة الانقسام الذي أصبح عمره 15 عامًا".

ومساء أول من أمس، رحبت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين بالموقف "الوطني والحريص على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام"، الذي حملته رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الموجهة للرئيس محمود عباس.

وأثنت الحركة في بيان على ما وصفته بـ"الموقف الإيجابي" للرئيس عباس في التعاطي مع رسالة حركة حماس، والبدء بخطوات إعلان الانتخابات وتحقيق الوحدة الوطنية.