فلسطين أون لاين

بصراحة ووضوح.. زعيم "حماس" يغرد حول مسار المصالحة!

...
متابعة - ربيع أبو نقيرة

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية إن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام هدف سامٍ يسعى إليه الجميع، وننتظر لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة، وينهي هذا الانقسام.

وهنأ هنية في كلمة له حول مسار المصالحة الوطنية اليوم، شعبنا بالعام الجديد، سائلًا الله أن يجعله عام خير وبركة ونصر وتحرير وعزة وسيادة لهذا الشعب ولهذه الأمة ولكل أحرار العالم المتضامنين مع المظلمة التاريخية الواقعة على شعبنا.

وأكد أن مواجهة صفقة القرن، وخطط الضم، والاستيلاء على الأقصى والقدس، ومحاولات شطب حق العودة لا يمكن أن تتم إلا بشعب فلسطيني موحد، وبإرادة صلبة، وبمرجعيات جامعة، وبرؤية موحدة متوافق عليها لكي ننهي هذه الحقبة المؤلمة التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية.

وأوضح رئيس حركة حماس أن حركته تجاوبت مع كل المحاولات السابقة لإنهاء الانقسام؛ إيمانًا منها بضرورة تحقيق الوحدة ومواجهة الاحتلال ومشاريعه بصف فلسطيني موحد.

وقال: "حماس لم تترك فرصة من الفرص يمكن أن تحقق وأن تنجز المصالحة إلا وسَعَت إليها بجد وبمصداقية وبمسؤولية وبرغبة حقيقية من أجل إنجازها".

وأضاف: "انطلق مسار المصالحة الذي بدأناه في شهر تموز الماضي حينما توجهنا لإخوتنا في فتح، وعرضنا عليهم أن نتعاون في مواجهة خطة الضم وصفقة القرن".

وتابع: "انطلق حوار فلسطيني مع الإخوة في حركة فتح وبقية الفصائل الفلسطينية، وباحتضان دول شقيقة وصديقة، في مقدمتهم مصر وقطر وتركيا وروسيا وغيرها".

وأكمل هنية: "استطعنا من خلال الحوار أن ننجز تفاهمات إسطنبول، وأيضًا أن نتوافق على مخرجات اجتماع الأمناء العامين، ثم محطة الحوار الأخيرة في القاهرة".

وأوضح أنه في محطة القاهرة الأخيرة "توقفنا عند نقطة محددة متعلقة بالانتخابات ما بين موضوع التوالي والترابط أو موضوع التزامن".

وقال: "تمسكنا وتمسك العديد من الفصائل بتزامن الانتخابات لحرصنا ورغبتنا على إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني كله على مبدأ الشراكة، سواء كان منظمة التحرير أو مؤسسات السلطة".

ولفت أنه لم يغلق الباب ولم ينتهِ الموضوع، بل استمرت الاتصالات ومحاولات التحريك "لكي نقطع المسافة القصيرة المتبقية من هذا المسار الذي بدأناه".

وأشار أنه في الآونة الأخيرة كان هناك اتصال من العديد من الدول مع الحركة ومع الإخوة في فتح من أجل استئناف مسار الحوار الوطني، قائلا: "تعاطينا بشكل إيجابي ومسؤول وسريع مع التحركات كافة، وتفهمنا ضرورة استئناف مسيرة الحوار الفلسطيني الداخلي".

وتابع: "بعثت برسائل إلى الإخوة في مصر وقطر وتركيا وروسيا، ومباشرة برسالة للرئيس أبو مازن، وأكدنا استعداد الحركة لاستئناف الحوار الفلسطيني، ولإنجاز اتفاق وتفاهم فلسطيني لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بالتوالي والترابط".

وشدد هنية: "يجب أن تنتهي العملية الانتخابية الديمقراطية والحرة والنزيهة في غضون ستة أشهر، وبضمانة الدول الشقيقة ورعايتها ومتابعتها".

وقال: "تلقيت من الأخ الرئيس أبو مازن رسالة خطية جوابية فيها ترحيب بمضمون رسالتي لسيادته والتزامه بإجراء الانتخابات، وتحقيق مبدأ الشراكة الفلسطينية في بناء المؤسسات الفلسطينية كشعب واحد ووطن واحد وقيادة واحدة وقرار واحد".

وأضاف: "نحن أمام مرحلة جديدة وواعدة لإنجاز اتفاق فلسطيني يفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة وتاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني".

وتابع: "وجهنا رسائل لجميع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وتلقينا إجابات ومواقف إيجابية، ونريد أن ندخل الحوار بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وبكل الوسائل".

وأكمل: "نريد الحوار على أساس التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني للدفاع عن حقنا، ولانتزاع حقنا الفلسطيني، ولطرد المحتل، ونريد الاتفاق على الاستراتيجية النضالية سواء المقاومة الشعبية وصولا إلى انتفاضة شعبية وكل أشكال المقاومة المتاحة لشعبنا، والتي نتمسك بها في مواجهة الاحتلال".

وأكد تمسك حركته وحرصها على إجراء الانتخابات الشاملة، و"نرى أنها أرقى وسيلة تلجأ لها الشعوب لتحدد خياراتها، وتعبر عن إرادتها، وتدير خلافاتها، وتخرج من ذلك بسلام".

كما أكد على رضى حركته بإرادة الشعب الفلسطيني وبخياراته الحرة والنزيهة والعادلة والآمنة، قائلا: "مستعدون لترسيخ مبدأ الشراكة في مواجهة المرحلة القادمة".

وقال رئيس حركة حماس: "أمامنا استحقاقات ليست سهلة على الصعيد الداخلي، ترتيب البيت الفلسطيني، ومواجهة الاحتلال، وعلى صعيد واقع المنطقة والواقع الإقليمي المتشابك والمعقد".

وشدد على أنه "ليس أمامنا من خيار إلا أن ننجز وحدتنا الوطنية الفلسطينية، لأن سر قوتنا في وحدتنا"، لافتا أن حركته انطلقت دائمًا في كل مواقفها وفي كل قراراتها من شعار واضح أن المصلحة الوطنية أولًا، فهي اليوم تتجه وتبادر وتسعى وتحقق هذا الحراك الجدي.

وأشار هنية أن المصلحة الوطنية مقدمة على المصالح الخاصة والحزبية والحركية والتنظيمية، موضحا أن الاتصالات التي جرت مؤخرًا مع الإخوة في حركة فتح ليست على حساب المجموع الوطني كله.

ونوه إلى أن حركة حماس لها اتصالات مباشرة ولقاءات وحوارات مباشرة مع جميع الفصائل والمجموع الوطني، مثله مثل فتح وحماس حريص على الوحدة والمصالحة وإنهاء الانقسام.

وقال: "نتطلع إلى إنجاز حقيقي سريع، وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات حتى نضع بعد ذلك محطة الحوار الفصائلي المباشر للاتفاق على كل التفاصيل والإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني".

وشدد زعيم حماس في نهاية كلمته "عازمون على تحقيق الوحدة، وعلى إنهاء الانقسام، وعلى إنجاز المصالحة الفلسطينية وتحقيقها".