قرر قاضي صلح محكمة أريحا، طلب إخلاء سبيل سما عبد الهادي، منظمة "الحفل الفني الراقص" الذي أقيم في مسجد ومقام النبي موسى بالقدس المحلتة، بترخيص رسمي من السلطة الفلسطينية.
وأوضحت مصادر حقوقية، تباعها "فلسطين أون لاين" أن القاضي قرر الافراج عن الفنانة عبدالهادي بكفالة.
واعتقلت عبد الهادي من قبل الشرطة الفلسطينية، يوم الأحد الماضي، عقب حفل أقامته في مقام النبي موسى بين القدس وأريحا بالضفة الغربية، تبعه غضب فلسطيني.
وأثارت مشاهد فيديو لحفلة صاخبة لفرقة فنية تدعى "بويلر روم" داخل مسجد النبي موسى ومقامه غضب الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمحاسبة أية جهة رسمية فلسطينية سمحت لتلك الفرقة بانتهاك حرمة المسجد والمقام الديني، ووسط اتهامات لوزارتي السياحة والآثار والأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينيتين بشأن السماح للفرقة بتنظيم هذا الحفل، فيما شكلت الحكومة الفلسطينية لجنة تحقيق بما جرى.
وأظهرت مقاطع فيديو مساء السبت من الأسبوع الماضي، قيام شبان فلسطينيين من القدس بإخراج تلك الفرقة التي كان يرقص أعضاؤها على نغمات الموسيقى داخل المسجد والمقام، وسط صراخ وإطلاق ألعاب نارية لإخراجهم.
وتبع الغضب على ما جرى أن أحرق شبان فلسطينيون (مجهولو الهوية)، أثاث غرف فندقية في مسجد النبي موسى ومقامه، بعدما اقتحموا الغرف الفندقية وحطموا الأثاث بداخلها.
وحمَّلت لجنة تحقيق رسمية وزارات حكومية في رام الله مسؤولية إقامة حفل موسيقي صاخب داخل معلم تاريخي وديني أثار غضبًا شعبيًّا واسعًا.
وحمَّلت اللجنة في بيان صحفي سابق، وزارة السياحة والآثار "المسؤولية الإدارية عن منح إذن ليس من اختصاصها بإقامة عروض وحفلات إلكترونية في موقع يتبع لوزارة الأوقاف وعدم تقدير حساسية الموقف".
وحمَّلت اللجنة أيضًا في تقرير رفعته لرئيس الحكومة محمد اشتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية "المسؤولية الإدارية عن غياب إجراءات الحراسة بالمكان" وطالبتها بالعمل الفوري على تأمين حراسة لائقة.
وأشارت اللجنة أيضًا إلى مسؤولية الفرقة الموسيقية المنظمة للحفل (لم تحددها) عن عدم التزامها تعليمات حالة الطوارئ المعمول بها (من جراء تفشي فيروس كورونا)، التي يُحظر بموجبها إقامة الاحتفالات.
كما حمَّلتها مسؤولية "تنظيمها حفلًا موسيقيًّا في المقام دون مراعاة أهميته وحساسيته لكونه مقامًا ومسجدًا".
والسبت قرر رئيس حكومة رام الله محمد اشتية تشكيل لجنة تحقيق في إقامة الحفل بـ"مقام النبي موسى" جنوبي مدينة أريحا بالضفة الغربية.
وأظهرت مقاطع مصورة، تداولتها حسابات على منصات التواصل الاجتماعي السبت الماضي مشاركة العشرات في حفل غنائي صاخب صاحَبه شُرب الكحول، أقيم في ساحة المقام، ما أثار غضبًا فلسطينيًّا.
وأظهرت مشاهد مصورة قيام نشطاء فلسطينيين يقطنون في مدينة القدس المحتلة بطرد المشاركين في الحفل من ساحة المقام.
وفي اليوم التالي أدى عشرات المواطنين صلاة العصر في المكان تعبيرًا عن التمسك بهويته.
وأوصت اللجنة بإحالة تقريرها إلى النائب العام لاتخاذ المقتضى القانوني بحق كل شخص يشتبه بتورطه جزائيًّا، سواء بمنح الموافقة على إقامة الحفل بالموقع المذكور، أو التقصير في حراسته، أو انتهاك حرمته.
وأوصت اللجنة أيضًا بتوقيف كل من تورَّط في انتهاك حرمة المكان والاعتداء على مقتنياته بالحرق أو التخريب، وتقديمهم للمحاكمة.
و"مقام النبي موسى" موقعٌ تراثيٌّ يتبع وزارة الأوقاف الفلسطينية، ومفتوح للسياحة والصلاة، لكنه يقع في منطقة نائية عن التجمعات السكنية، تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وأشارت تدوينات بمنصات التواصل إلى أن فرقة "بويلر روم" الغنائية هي من أقامت الحفل، في حين تعتقل السلطة فنانة تدعى "سما عبد الهادي" اتُّهمت بالمسؤولية عن تنظيم الحفل.
ويعود تاريخ "مقام النبي موسى" لفترة المماليك (1250- 1517)، حيث بناه الظاهر بيبرس رابع سلاطين الدولة المملوكية، كنقطة وصل بين فلسطين والأردن، ومحطة استراحة للحجاج المسلمين، وكنقطة عسكرية للجيوش الإسلامية، بحسب مؤرخين.