قائمة الموقع

ماذا تنتظر لتستمتع بعالم البودكاست؟

2021-01-03T09:45:00+02:00

هل تفكر بالوسيلة الأفضل لقضاء وقتك؟ سواء للتعلم أو الترفيه؟ لربما مللت من اعتمادك على المصادر المرئية والسمعية ذاتها؟ دعني أشاركك تجربتي في أن تصبح واحدًا من عشاق الاستماع للبودكاست، بل ومن أشد متابعيه أيضًا.

بدايةً اسمح لي بأن آخذك بجولة تعريفية سريعة على البودكاست، الذي يعد إحدى وسائط الإعلام الرقمي الحديث. وقبل الخوض في تفاصيله، عليك أن تعرف أن كلمة "بودكاست" مشتقة من كلمتين، هما "POD" اختصارًا لجهاز الاستماع للموسيقى "iPod"، والكلمة الثانية "Cast" اختصارًا لمصطلح البث الإذاعي "Broadcast"، فالبودكاست يتمثل بالملفات الصوتية التي تُحمَّل وتُشارَك كبرامج مباشرة ومسجلة عبر الإنترنت، وتسمَّى المحتوى الصوتي. ومن أشهر هذه التطبيقات "ITunes" لشركة "أبل" و"Google Podcast" و"Soundcloud" و"Spotify" وغيرها المئات من التطبيقات، والتي بدأت تنتشر عالميًّا منذ عام 2003، وذاع صيتها عربيًا في السنوات العشر الأخيرة، وتحديدًا بعد عام 2014.

وكل ما عليك فعله الآن هو أن تُحمِّل التطبيق الأنسب بالنسبة لك، لتبدأ بمتابعة برامج البودكاست المفضلة لديك، سواء عبر الهواتف الذكية أو أجهزة الحاسوب، لتصبح أمامك بوابة كبيرة تُدخِلُك إلى محتوى متنوع ومواضيع مختلفة بإمكانك الاستماع لها، ومنها ما يعالج السياسة والمجتمع والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والرياضة والترفيه وغيرها.

وبحسب إحصاءات البودكاست الرسمية، فهناك أكثر من مليون وخمسمئة ألف بودكاست نشط عالميًّا، ونُشر ما يزيد على 34 مليون حلقة منذ عام 2003 وحتى أكتوبر من العام الماضي، وبأكثر من مئة لغة عالمية، وهذا مؤشر كبير على مدى أهميته في عالمنا اليوم. ولربما ستسأل ماذا عن البودكاست في الوطن العربي؟ إحصائية موقع مجتمع البودكاست العربي تشير إلى ما يزيد على ألف بودكاست عربي نشط، والرقم آخذٌ بالازدياد مع انتشار ثقافة صناعة والاستماع للبودكاست في الوطن العربي. وما أود مشاركته معك، أن الإحصاءات العربية تتحدث عن أن عدد متابعي البودكاست بالسعودية يصل لنحو 5 ملايين مستمع، تليها الإمارات بثلاثة ملايين مستمع، ومن ثم بقية الدول العربية بأرقام أقل.

ومن أشهر منصات صناعة البودكاست عربيًّا منصة "صوت"، وتنتج عددًا من برامج البودكاست أشهرها بودكاست "عيب" و"دُمْ تَكْ"، إضافة إلى إنتاج شركة "كيرنينج كلتشر" مجموعةَ برامج أشهرها باللغة العربية "جسدي" و"بحُب"، كما أن شبكة الجزيرة لديها مجموعة مميزة من برامج البودكاست، أشهرها "بعد أمس" و"رموز" و"حروب الأعمال". وستكتشف بعد دخولك مغامرة الاستماع للبودكاست أن أشكال تقديمه تختلف بين البودكاست الفردي الذي يقدمه شخص واحد، والبودكاست الحواري الذي يتضمن مجموعة من الضيوف يتناقشون حول القضية المطروحة. ولربما سينال إعجابك بودكاست السرد القصصي الذي يستعرض معاناة ونجاحات الشخصيات التي خاضت التجارب، لتتخيل مع الموسيقى والتفاصيل الصغيرة المذكورة ظروفهم وتعايشها عن قرب.

ما يُميّز البودكاست أنه يختلف كُليًّا عن الراديو في مجموعة أمور، أبرزها: حرية الاستماع، إذ إنك تستمع لحلقات برنامج البودكاست بالوقت والمكان الذي تختارهما، سواء في أثناء ممارسة الرياضة أو في السيارة أو عند قضائك أوقات الفراغ، بعكس الراديو الذي يبث برامجه في مواعيد محددة لربما تتعارض مع وقتك. وتختلف طبيعة البرامج أيضًا، فالبودكاست يركز على معالجة مواضيع متخصصة وغير آنيَّة، بخلاف الراديو الذي يتناول قضايا يهتم الجمهور بها في الوقت الحالي. ولعل التفاعل المباشر وتقديمك للتعليقات مباشرةً على حلقات البودكاست يخلق حالة من تناغم التواصل، ويزيد من المشاركة بينك وبين صناع البودكاست، وهذا ستجده محدودًا بتفاعلك مع برامج الراديو.

باعتقادي أن كل هذه المعطيات ستعطيك دافعًا مشجِّعًا لبدء الاستماع لبرامج البودكاست، وليس هذا فحسب؛ ستمنحك هذه التجربة الجديدة المعلومات القيمة التي ستسهم في تطوير حياتك وتغييرها. فماذا تنتظر لتبدأ الاستماع للبودكاست؟

 

 

اخبار ذات صلة