قال نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في قطاع غزة عبد العزيز أبو سويرح إن إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، صرفت رواتب كاملة لعدد من موظفيها، واستثنت الغالبية العظمى من ذلك، في ظل الأزمة المالية التي تتذرع بوجودها.
وأوضح أبو سويرح لصحيفة "فلسطين" أن إدارة الوكالة صرفت رواتب لـ 300 موظف من موظفي الطوارئ والمشاريع ودائرة التمويل الصغير، "دون التشاور مع الاتحاد وإعلامه بذلك، الأمر الذي خلق نوعا من التوتر بين الموظفين".
وأضاف أن من غير المنطقي أن تُرسل الأونروا رسائل لعدد من الموظفين من أصل 12 ألف موظف لم يتقاضوا رواتبهم حتى الآن، "فالتجزئة غير مقبولة ويجب أن يتقاضى جميع الموظفين رواتبهم كاملة".
وذكر أبو سويرح أن هذا الإجراء ينافي مبادئ الأمم المتحدة القائمة على المساواة والوضوح في التعامل مع الموظفين، منبهًا في الوقت نفسه إلى الموظفين الذين تقاضوا راتبًا كاملًا سادت بينهم حالة من القلق بشأن إن كان الأمر لمصلحتهم أو غير ذلك.
وبيّن أن الاتحاد رفع القضية للمؤتمر الخاص الذي يضم اتحادات العاملين في الأقاليم الخمسة، من أجل اتخاذ القرار المناسب، مشيرًا إلى أن قرار الصرف بتلك الطريقة يضر بـ 28 ألف موظف، منهم 12 ألفا في قطاع غزة.
وتوقَّع أبو سويرح أن يُصدر المؤتمر قرارًا بهذه المسألة في غضون الأيام القادمة، لتحديد طبيعة الخطوات التي ينوي الاتحاد تنفيذها.
وفيما يتعلق بأزمة رواتب موظفي "أونروا" التي لم تُصرف عن شهر ديسمبر حتى الآن، اتهم عضو اتحاد الموظفين العرب، إدارة الوكالة بعدم الشفافية والوضوح، إذ لم تحدِّد موعدا لصرف الرواتب حتى اللحظة.
وأفاد بأن الاتحاد يُتابع قضية الرواتب وكل التبرعات التي تصل إدارة "الأونروا"، مرجحًا صرف راتب ديسمبر قبل منتصف يناير المقبل، استنادًا إلى ما أعلنته إدارة الوكالة في غزة.
وطالب أبو سويرح "الأونروا" بضرورة الوضوح والمُصارحة والوقوف مع موظفيها، "ولا يُمكن القبول بحلول مجتزَأة على حساب الموظف".
كما حث المجتمع الدولي الذي منح التفويض السياسي للأونروا في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، لثلاث سنوات جديدة، على ضرورة تخصيص ميزانية ثابتة للوكالة، في ظل غياب الأمان الوظيفي للموظفين نتيجة الأزمات المتكررة.
ومضى إلى القول: إن "استمرار الأزمات المالية لدى الوكالة وانعكاسها على الموظفين، سيؤثران سلباً في الخدمات المُقدمة للاجئين في مناطق وجودهم الخمس".
وكان الناطق باسم "أونروا" سامي مشعشع، قال في تصريحات صحفية سابقة، إن إدارة الوكالة تواجه صعوبات في تأمين رواتب الموظفين لشهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، البالغة قيمتها حوالي 40 مليون دولار.
وتقول "الأونروا" منذ أشهر إنها تواجه صعوبات في تأمين رواتب موظفيها، في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالمؤسسة وعدم إيفاء المانحين بالتزاماتهم، لكنها تمكنت من دفع رواتب نوفمبر الماضي، بعد أيام عدة من موعده.
وتواجه الأونروا عجزًا ماليًّا بقيمة 115 مليون دولار أميركي للعام الحالي، 70 مليون دولار منها للرواتب.